الجمعة 2014/09/19

آخر تحديث: 14:17 (بيروت)

أشغال في حديقة مار نقولا: السكان يريدون تفسيرا

الجمعة 2014/09/19
أشغال في حديقة مار نقولا: السكان يريدون تفسيرا
تعتبر الحديقة التي تأسست في العام 1964 المتنفس الوحيد لسكان المنطقة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

"نداء طارئ. حديقة مار نقولا في خطر"، هكذا بدأ رجا نجيم نداءه على "فايسبوك" بعد أن عمدت بلدية بيروت، يوم الإثنين الماضي، الى قص عدد كبير من الشجيرات داخل الحديقة مع وضع "كونتاينر" داخلها ضمن التحضيرات لبدء العمل بمشروع إعادة تأهيل الحديقة، بالتعاون مع "جامعة القديس يوسف". ويقول نجيم أن عدد الشجيرات التي قصّت يصل إلى 250 شجرة، وهذا عمل يتطلب موافقة المحافظ مباشرة. "الشجيرات لم تكن مصابة بأي مرض وأوراقها لم تكن محروقة من الشمس. الحديقة لا تزال مفتوحة للرواد، وأغلبيتهم من المسنين والأطفال، وجذوع الشجيرات هذه، في أقل تقدير، تشكّل خطراً عليهم". وقد قالت البلدية، عن قطعها هذه الشجيرات، وفق نجيم، بـ"أنه مجرّد تشحيل قاس وإنه أمر طبيعي في هذه الفترة".

على أن هذا القرار، وفقه، "أتخذ بموافقة مسؤولة الحدائق في البلدية مايا الرحباني. لكن لا يحق للبلدية بدء العمل على المشروع قبل إنهاء لجنة البيئة، والتي إجتمعت مع أهالي المنطقة سابقا، تقريرها لتقييم السلامة العامة والأثر البيئي للمشروع". ذلك أن المشروع المقترح "يشكل خطراً كبيراً على مرتادي الحديقة، والتصميم الذي تنوي البلدية تنفيذه سيؤدي إلى تحويل الحديقة إلى ساحة ضمن حيّ كثيف السكان بأمسّ الحاجة إلى مكان للراحة. وهذا ما لا يهم مشروع البلدية حين يفتح هذه المساحة على جادة شارل مالك والطرقات المحاذية الأخرى، مما يؤدي إلى تكبير الرصيف من دون الأخذ في الإعتبار شروط السلامة لحماية الأولاد".

وتعتبر الحديقة التي تأسست في العام 1964، بتصميم المهندس المعماري الشهير فردناند داغر، المتنفس الوحيد لسكان المنطقة. أما آخر ما أضيف إليها فكان في العام 2012، عندما قرر وزير الاتصالات في حينها نقولا صحناوي تقديم خدمة الإنترنت المجاني لمرتاديها. لكن في حزيران الماضي وضع حجر الأساس لإعادة تأهيلها بالتعاون مع السفارة الفرنسية و"اليسوعية"، على أن تُباشر أعمال التأهيل مباشرة بعد صدور تقرير لجنة البيئة في البلدية. ويقول محمد أيوب، المدير التنفيذي لجمعية "نحن"، لـ"المدن" إن "المشكلة الأساسية مع البلدية ليست في هذا المشروع فحسب، بل في كل المشاريع التي تباشر العمل بها من دون أي تواصل مع السكان لأخذ رأيهم. فانتخاب أعضاء البلدية لا يعني أن يستفردوا بالقرار من دون أي شراكة مع المواطن، فالتعاون معه ضروري لصنع القرارات". على أن أيوب يرد هذه المشكلة إلى "فقدان الثقة المتبادل بين السكان والبلدية".

ويرتاد الحديقة خلال أيام الأسبوع بشكل عام بعض العجائز والأطفال. أما خلال عطلة نهاية الأسبوع فيقصدها عمال من جنسيات مختلفة. وتقول روزين، أحد سكان الحي المحاذي للحديقة، إن لا معلومات لديهم عن ماهيّة المشروع المستقبلي للحديقة. "حاولنا الإستفسار مرارا عن مستقبل الحديقة من موظفي البلدية ومن خلال الإجتماعات التي تقام كل أربعاء بين العاملين على المشروع، لكن لا أحد يجيبنا. وكأن المشروع سرّي لا يجب الإفصاح عنه لأحد". وتؤكد روزين أن الحديقة هي مكسب كبير للمنطقة لا يجب التفريط به. "إيجابية الحديقة تكمن في انفتاحها على الناس جميعاً بلا إي استثناءات. وهي مكان جميل يقضي به عجائز الأحياء المجاورة أوقاتهم، كما أن أولادنا يلعبون فيها في أوقات فراغهم. وهذه من الأشياء التي يفتقدها سكان أحياء أخرى". وتضيف: "إن وجود العمال أيام الآحاد يعطي الحديقة طابع التنوع، حيث تختلط الجنسيات والأعراق من آسيويين وهنود وآفارقة وسوريين، فيكون المشهد مدهشا". فيما تقول سيدة أخرى إن الحديقة هذه "تستقبل الفقير والغني بالإضافة لاستقبالها نشاطات دورية متنوعة من تدريبات يوغا الى الرياضة البدنية وغيرها".


.. وشاطئ الرملة البيضا
ولا تزال التحضيرات للتحرك الاحتجاجي على مشروع الاستثمار في شاطئ الرملة البيضا مستمرة، وفق ما يشرح أيوب. "لا زلنا نحضر لتفاصيله، لكنه سيكون بالتأكيد خلال الأسبوعين المقبلين. ونحن نعمل في تحالف مع أهالي المنطقة وبتعاون مع الجمعيات المدنية وخبراء من أجل وقف هذا المشروع".

increase حجم الخط decrease