الأربعاء 2015/04/29

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

"شدّ حالك" ليست علاجاً للأمراض النفسية

الأربعاء 2015/04/29
"شدّ حالك" ليست علاجاً للأمراض النفسية
مستشفيا "الفنار" و"الصليب" هما الوحيدان اللذان يعملان على معالجة الأمراض العقلية والنفسية في لبنان (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease
"ليس كل ما نسمع به عن الأمراض النفسية يصنف في خانة الجنون، وعدم الخجل في طلب المساعدة أمر ضروري لانهاء التراكمات والضغوط"، هذا ما صرّحت به الدكتورة غنى إسماعيل خلال اطلاق حملة "وعي" تحت عنوان "ازالة القناع عن الأمراض العقلية: لا للخجل" مساء أمس في "الجامعة الأميركية" في بيروت. ذلك انّ فكرة المرض العقلي، وفق إسماعيل، "ليست واضحة عند الشعوب العربية بعد، والعلاج النفسي لا يؤخذ على محمل الجدّ في مجتمعاتنا رغم أهميته". 


بدأت فكرة الحملة خلال التحضير لورشة عمل تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون من إصابات فيزيائية من دون الالتفات إلى الذين يعانون من أمراض عقلية، فـ"هذا حال البلد حيث لا توجد رقابة ولا مساعدة للمستشفيات المتخصصة بالأمراض النفسية والعصبية"، وفق وزير الصحة وائل أبو فاعور. فمستشفيا "الفنار" و"الصليب" هما الوحيدان اللذان يعملان على معالجة الأمراض العقلية والنفسية في لبنان، رغم وقوعهما في حالة من العجز المالي "بسبب التأخير المستمر في صرف المستحقات المالية من قبل الحكومة اللبنانية"، وفقه.

خلال إطلاق الحملة التي تهدف إلى تغيير النظرة إلى الأمراض النفسية، عرض أربعة شبان، يعانون من أمراض نفسية، لتجربتهم شارحين كيفية تخطيهم للأزمات التي مرّوا بها. في البداية، شرح رجى صبرا، الذي يعاني من مرض اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أنّ مرضه ليس محصوراً فحسب بفكرة تنظيف يديه أكثر من مرة، بل هو أعمق من ذلك وأشدّ ألماً. "المرض يجلس على صدرك، يُشعرك بالارتباك حتى تشك في نفسك، فتفكر في الأمر البسيط كثيراً حتى يعجز عقلك عن القيام بأي عمل آخر"، بحسب تعبيره. كما اعتبر أنّ جملة "شدّ حالك"، التي يرّددها الكثيرون ليست الحلّ لأمر "غير طبيعي"، مشدّداً على أهمية عدم الخجل من المحيط والدور المساعد الذي يمكن أن يقوم به علاج الطبيب.

أضافت ناتالي، التي تعاني من مرض الاكتئاب والقلق، أنّه يوجد عندها رسالة يجب أن توصلها لكل الناس كي لا يشعر أحد بالمعاناة التي مرت بها. وتابعت قائلةً: "الكآبة وشمٌ يلاحقني، لكن الأجمل أنّني أستطيع أن أتعايش معه. حولتُ مرضي الى طاقة، أستطيع عبرها أن أكمل حياتي.. هذا ما أريد أن أوضحه لكم". مشددة على دور مكتب الإرشاد النفسي في الجامعة، الذي كان نقطة تحول بالنسبة اليها. "الفكاهة هي أهم ما في حياتي، وهي الحل الأنسب لجميع الأمراض"، ختمت.

ليلوا التي تعاني من حالة حادة من مرض إضطراب الوسواس القهري (OCD) شاركت تجربتها أيضاً، فهي أرادت أن تتكلم بإسم كل من لا يتجرأ على الاعتراف بحالته أو تجربته النفسية. "أعلقُ في فكرة أنّ عدم القيام بالأمر نفسه أكثر من مرّة سيُحدث أمراً مدمراً. عندها لا أستطيع أن أقوم بأي عمل سوى النوم فيلاحقني المرض الى أحلامي، الى أن بدأت علاجي عند الطبيب".

في النهاية، قامت ميريام عطالله بآداء مسرحي منفرد لتشرح فيه الضغط الذي كانت تعيشه من قبل العائلة والأصدقاء والذي زاد من حدة مرضها، وجعلها تشد شعرها حتى السقوط من دون أن تشعر. بعدها، خلعت الشعر المستعار عن رأسها ليرى الجمهور انها قد قصّت شعرها لتعتاد على عدم القيام بما يأمرها به المرض. كما أطلقت قسماً ردّده الجمهور تعد فيه أن تقدّر وتحترم جميع الناس مهما كانت حالتهم النفسية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها