الأحد 2015/10/11

آخر تحديث: 15:39 (بيروت)

طلاب التسعينات.. حركة "بابلو نيرودا"

الأحد 2015/10/11
طلاب التسعينات.. حركة "بابلو نيرودا"
انتهت هذه الحركات، وانضم معظم أفرادها إلى "حركة اليسار الديمقراطي" (Getty)
increase حجم الخط decrease
في الاحتراب الأهلي اللبناني، غابت الحركة الطلابية بعد إثبات وجودها في مرحلة سابقة عليها. وهذا ما يمكن رده إلى ما أنتجته الحرب نفسها من تخلخل في المؤسسات والجماعات والأفراد، ونمط العلاقات بينها. على أن عودة طلاب الجامعات إلى تشكيل جماعتهم احتاج إلى 5 سنوات تقريباً، بعد انتهاء هذا الاحتراب، كما في تأريخ وليد فخرالدين، وهو عضو في حركة "بابلو نيرودا"، التي كان مركزها في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، التي كانت تعرف في حينها بـ"BUC".


والحال إن إعادة التأسيس هذه، المنقطعة عما قبلها، والقائمة في الفراغ، "في ظل هزيمة اليسار، بدأت من الصفر"، وفقه. لكن "نيرودا" كانت واحدة من حركات يسارية مستقلة عديدة، برزت في الجامعات في وقت متقارب وانتهت بمعظمهما تقريباً في العام 2004. وهي ضمت "مجموعة من الطلاب اليساريين الذين كانوا على خلاف مع الحزب الشيوعي في موقفه من الاحتلال السوري والصراع السياسي في البلد، وكانت لا تلوم، في تردي الوضع الاقتصادي، الادارة الحاكمة في حينها فقط، بل الأطراف الأخرى أيضاً".

لكن هذا اليسار لم يكن تقليدياً في اعلانه الطلاق مع تجربة الاتحاد السوفياتي، اذ "كنا نحكي عن مجتمعات أكثر ليبرالية في بنيتها الاجتماعية، وعن الديمقراطية الاجتماعية، وهذا ما كان جديداً في حينها". كما أسست هذه الحركات، عبر اجتماعها على اعلانات ومبادئ، لخطابات مختلفة. "ما عدنا نقول مثلاً الوطن العربي، بل المنطقة العربية، وهذا ما بدأته حركة بلا حدود في الجامعة الأميركية في بيروت".

وكانت هذه الحركات تعمل على مستويين. أولهما جامعي ويتعلق بالقضايا الطلابية. وثانيهما مستوى العمل السياسي العام، و"كانت تجمعنا هيئة تنسيق"، وفق فخرالدين. لكن هذه الحركات كان لها دور أيضاً في فتح المجال للتعاون أمام طلاب "القوات اللبنانية" و"العونيين"، كما في تنظيم مظاهرتين إلى وسط بيروت من جهتي المدينة، في ذكرى الاستقلال في العام 2004، او في تحرير أرنون في العام 1999، "وهذا ما كان غير مقبول أحياناً من السلطة في حينها، ولم يتقبله أيضاً بعض رفاقنا". ويعتقد فخرالدين "أننا كنا مزعجين للسلطة، فقد كنا أول جيل طلابي بعد الحرب نحكي في السياسة، لكن التعامل معنا كان قمعياً بحدود، فهم يعرفون أن قدرتنا ستكبر في حال قمعنا، وكان التشديد الأكبر على طلاب القوات والعونيين".

ويروي فخرالدين أن الأشهر الأخيرة في عمر هذه الحركات كانت عاصفة، "وربما يمكن القول إننا كنا في نقاش مستمر منذ العام 2000 حول وجودنا، وهذا ما تفرضه التغيرات الواسعة التي كانت تحصل في المنطقة". هكذا، انتهت هذه الحركات، وانضم معظم أفرادها إلى "حركة اليسار الديمقراطي"، المولودة حديثاً، والتي ضمت الخارجين من الحزب الشيوعي، ويساريين مستقلين، وحركات طلابية ومجموعة من المثقفين والمفكرين، وفقه، "وقد حملت هذه الحملة أكثر مما تحتمل، إن في انتفاضة الاستقلال أو في اغتيال سمير قصير وجورج حاوي".

لكن فخرالدين يعترف بخطأ ارتكب من قبل هذه الحركات، اذ "لم نهتم بالوصل أو نقل التجربة إلى الجيل الذي تلانا. كنا نعمل بعفوية ولم نفكر بالأمر، ثم أن التغيرات التي حدثت كانت كبيرة". مع ذلك فهو يرى أن الحركات أنتجت أمرين مهمين "المساهمة في انتاج إنتفاضة الاستقلال، وتفعيل دور المجتمع المدني".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها