الثلاثاء 2014/10/21

آخر تحديث: 12:23 (بيروت)

هل تغلق "الأميركية" مركزها الزراعي في البقاع؟

الثلاثاء 2014/10/21
هل تغلق "الأميركية" مركزها الزراعي في البقاع؟
(Agriculture Student Society)
increase حجم الخط decrease

يعود الحراك الطلّابي، هذا العام، الى حرم "الجامعة الأميركية في بيروت" ولكن ليس إعتراضاً على زيادة الأقساط كما في العام المنصرم، بل تحت لواء قضيةٍ أخرى وهي إغلاق "الآريك AREC". تقول الدكتورة نهلة هولّة، وهي مديرة كلية العلوم الزراعية والأغذية في الجامعة، في رسالة التعريف عن قسمها، بأنّ "العديد من الطلاب لا يعلمون بوجود حرم جامعيّ تابع للجامعة، في قلب المنطقة الريفية في البقاع، ويسمى بالآريك"، لكنّ الآن بات جميع الطلاب على علم بقضية هذا الفرع. على أن كلمة "آريك" هي إختصارٌ لـ"مركز البحوث الزراعية والتربوية".

بعد شيوع خبر إغلاق المركز، تكاثرت الأقاويل والأحاديث حول الأسباب الحقيقة للإغلاق، فالتذرع بالوضع الأمني لم يكن مقنعاً بالنسبة للطلاب. على إثر ذلك، اعتصم الطلاب اليوم أمام مبنى كلية الزراعة عند الثانية عشرة ظهراً. ويقول أحد طلاب الهندسة الزراعية، والذي فضل عدم ذكر إسمه، أن "الآريك لم تغلق في أصعب أوقات الحرب الأهلية فلماذا تغلق الآن؟". ويشير بعض الطلاب إلى وجود خلافات بين مدير المركز في البقاع وبين المزارعين. وآخرون قالوا إن الظروف الماليّة الصعبة التي تعاني منها الجامعة تفرض عليها إغلاق هذا الفرع. الجدير بالذكر أنّ الجامعة لم تصدر بعد أي بيان رسمي حول هذه المسألة.

ويذكر محمد مرتضى، وهو طالب هندسة زراعية وأحد منظمي التحرك، بأنّه "يوجد تجاوب كبير من قبل الطلاب بمختلف توجهاتهم دعماً لقضيتنا". ولعلّ بيان "نادي السنديانة الحمراء" في الجامعة خير دليل على كلامه حيث أصدر النادي بياناً دعا فيه جميع الطلاب الى أوسع مشاركة في الاعتصام رفضاً لقرار الإغلاق.

في معلوماتٍ خاصة علمت "المدن" عن حصول إجتماعٍ إيجابي، بين الطلاب والادارة، أفضى الى إتخاذ إجراءات سيعلن عنها اليوم في بيان رسمي يصدر عن الجامعة. ومن أهم ما تقرر أنّ "الآريك" سيبقى مركز بحوث للطلاب، على أنه قد يتقرر، من قبل إدارة الجامعة بالتعاون مع الأساتذة، تقصير الفصل الدراسي المعطى للطلاب في "الآريك"، بسبب الأوضاع الأمنية في البقاع.

تأسس "الآريك" في العام ١٩٥٣ على يد أول مدير لكلية الزراعة في الجامعة الدكتور سامويل إدجكومبي (Samuel Edgecombe). ولإنشاء هذا المركز، إختار إدغومبي مساحة ١٠٠ هكتار في قلب البقاع بعنايةٍ، حيث أنّ هذه المنطقة معروفة بالفقر الحاد الذي تعاني منه وباعتماد سكانها الكبير على الزراعة. وكان هدف الجامعة في تلك الفترة تطوير مركز بحوث للطلاب وخلق علاقات بينهم وبين سكان المنطقة من أجل التعاون وإيجاد حلول خلّاقة للمشاكل الزراعية التي يعانون منها.


ومنذ إنشاء المركز حقق الكثير من الإنجازات البارزة، كإدخال إنتاج الدواجن بالطرق الحديثة إلى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العديد من الأصناف الجديدة من القمح والشعير. إضافة إلى ذلك، ساعد المركز على نشر الزراعة العضوية في لبنان مع الحفاظ على التنوع البيولوجي للبلد. ويعتبر "الآريك"، اليوم، أحد أهم المراكز الأكاديمية الرائدة على صعيد المنطقة والتي تلبّي حاجات الطلاب والهيئة التعليمية المشرفة والباحثين الذين يعملون على معالجة القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي، بما في ذلك البيئة الريفية والتنمية المستدامة.

على أن أبرز ما أنجزه هذا المركز كان مساهمته في تعليم وتدريب المئات من الطلاب ليصبحوا روّاداً في مجالاتهم. وتجدر الإشارة إلى وجود تعاون مع القطاع الخاص يكمن في إعارة المعدات وتبادل الخبرات ومساعدة المزارعين المحليّين على إيجاد طرق لزيادة انتاجية محاصيلهم. كما أن العديد من الأقسام في الجامعة تستفيد من الموقع الخاص للمركز لدراسة تغير المناخ وجفاف المياه. ويعمل طلاب الهندسة على مشاريعهم النهائية حول الطاقة المستدامة بالتعاون مع "الإسكوا"، في "الآريك" أيضاً.

وبرز في السنوات الأخيرة مشروع بارز، متكيفاً مع الأوضاع المستجدة، عمل على دعم الإحتياجات الزراعية المحلية بما في ذلك حاجات اللاجئين السوريين بالتعاون مع المركز الطبّي للجامعة الأميركية ومنظمات غير حكومية مثل "اليونيسيف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها