الأربعاء 2015/05/13

آخر تحديث: 13:13 (بيروت)

طارق متري: طموح "معهد عصام فارس" يتخطى قدراته المحدودة

الأربعاء 2015/05/13
طارق متري: طموح "معهد عصام فارس" يتخطى قدراته المحدودة
مؤخراً أطلق المعهد مشروع تدوين تاريخ النكبة الفلسطينية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تأسس "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في حرم "الجامعة الأميركية" في بيروت، في العام 2006، ليبدأ عمله باستضافة المؤتمرات العامة وحلقات العمل والندوات. عند الافتتاح، وصف مدير المعهد الوزير السابق طارق متري المعهد بأنّه "منبر حيادي فاعل، ومدني منفتح يجمع أشخاصاً يمثلون مختلف وجهات النظر في المجتمع، لتعزيز وتوسيع النقاش المتعلق بالسياسات العامة وإنتاج المعرفة في العالم العربي وخارجه". وبعد مرور حوالي عقد على تأسيس المعهد، وفي خضم الأحداث التي تدور في العالم العربي والمنطقة، إلتقت "المدن" بمتري للوقوف على أعمال المعهد ودوره الحالي، فكانت المقابلة التالية:


ما هي البحوث التي ينفذها معهد عصام فارس للسياسات، وما هي خدماته على الصعيدين المحلي والدولي؟
أهمية الخدمات التي يقدّمها المعهد هي في بناء الجسور بين منتجي المعرفة العلمية وصنّاع السياسات في العالم العربي. لا شكّ أنّ طموح المعهد يتخطى بكثير قدراته المحدودة، إذ لا يعمل فيه سوى عشرين باحثاً شاباً. أما البحوث التي يتم العمل عليها فمتشعبة. أولها يتمحور حول الثورات في العالم العربي، حيث أطلق مبادرة بحثية متعددة القطاعات عن الانتفاضات العربية، تهدف الى فهم العمليات الثورية والتحويلية في واحدة من أكثر المناطق الجغرافية-السياسية تعقيداً في العالم. ثانياً، هناك بحوث حول تغيّر المناخ والبيئة حيث يتم استخدام الخبرة الفنية للأكاديميين من أجل الإجابة على الأسئلة التي يطرحها المجتمع بشأن تغيّر المناخ والبيئة. كما ان موضوع الشؤون الدولية له حيّز مهم من البحوث التي نجريها، فهو حقل متعدد التخصصات الدراسية، ويجمع بين الجوانب السياسية والاقتصادية والتاريخية. ولا يمكن إغفال بحوث أُجريت حول أوضاع اللاجئين، خصوصاً أن المركز يعي التحديات الخطيرة التي أفرزتها السياسات العامة في مجالات الأمن والسيطرة والحكم في العالم العربي.

كيف تعامل المعهد مع الثورات في العالم العربي؟
نظم المعهد مجموعة أنشطة تدور حول ما آلت إليه الثورات في العالم العربي. الندوات التي عُقدت عن اليمن وليبيا وسوريا ومصر، جزء من مشروع كبير بالتعاون مع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، بهدف تنظيم مؤتمر علمي ضخم تحت عنوان "خمسة أعوام بعد الثورات العربية: عسر التحول الديموقراطي". الندوات هذه تمهد للمؤتمر، وهي محاولة لتقييم الفوائد التي حُققت وطبيعة المشاكل الناجمة عن الثورات، ومحاولة لاستشراف المستقبل. ويهدف هذا البرنامج إلى سد فجوة المعرفة الموجودة في صنع السياسات من خلال توثيق الخبرات الناجحة منها، وتقييم وتحسين تلك الضعيفة.

ما هي ايجابيات وجود معهد دراسات متطور داخل حرم "الجامعة الأميركية" في بيروت؟
الجامعة لها تاريخ كبير وتقليد معروف في الحرية الأكاديمية والرصانة العلمية. ويمكن لموقع المعهد داخل حرم الجامعة أن يقي من خطر الوقوع في الدعاية السياسية، فالبحوث تُنجز على درجة عالية من المهنية والدقّة، ما يؤهلها إلى تصدّر المراجع التي يمكن الاعتماد عليها. اضافة إلى ذلك، فإن "الجامعة الأميركية" في بيروت كانت عبر الزمن، ولا تزال، ملتقى العرب. وهذا الأمر ضروري لنجاح عمل الأبحاث عبر شمولها مختلف الآراء والتوجهات. كما ان للجامعة قاعدة جماهيرية كبيرة، وما يزيد هذه المسألة متانة، هي الدافع العلمي الكبير الذي يوفره أساتذة الجامعة وطاقاتهم، التي تكون ثمرة تنسيق عملية التفاعل مع الجمهور. وتحظى الجامعة أيضاً باحترام دولي مرموق في عالم المعرفة والبحوث، خصوصاً النقدية منها ممّا يؤهلها لأن تكون مركزاً لصناعة القرار، في ظل مساحة من الانفتاح، تتيح تقبل جميع وجهات النظر من دون إنحياز.

ما هي المشاريع المستقبلية التي يعمل المعهد عليها؟
مؤخراً تم اطلاق مشروع مع مكتبة الجامعة، بهدف تدوين تاريخ النكبة الفلسطينية عبر جمع أرشيف التاريخ الفلسطيني الذي يحتوي على أكثر من ألف ساعة من الشهادات مع الجيل الأول للنكبة. أيضاً، يتم التحضير لشهادة ماجستير في السياسة العامة والعلاقات الدولية لتدخل في المنهاج العلمي، بحيث يمكن لبعض الخريجين إعتمادها كمجال في دراساتهم العليا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها