الإثنين 2014/09/29

آخر تحديث: 14:05 (بيروت)

"بلسم" العناية بالمريض وعائلته

الإثنين 2014/09/29
"بلسم" العناية بالمريض وعائلته
أصبحت خدمات "بلسم" مجانية للجميع بعد أن كانت كذلك لغير الميسورين فحسب (المدن)
increase حجم الخط decrease
"هل تعرفون ما هي العناية التلطيفية؟". سؤال لا تجد له جواباً في أغلب المستشفيات التي تقع خارج العاصمة بيروت، وما يعرف عنها ترافقه مغالطات كثيرة. والحال أن العناية التلطيفية، أو ما يعرف بـ"PalliativeCare"، مصطلح يوصف العناية المنزلية بالمرضى وعائلاتهم، ان كان ذلك على الصعيد الصحي، النفسي أو حتى الاجتماعي. ورغم وجودها في مجال الصحة العالمية منذ ستينات القرن الماضي، إلا أن هذا المجال لا يزال في طور نشوئه في لبنان، حيث تبرز جمعية "بلسم"، التي أنشأت في العام 2010، عبر تعاضد عدد من الأطباء مع ممرضين متخصصين.


ينطلق عمل "بلسم" من مبدأ أن المريض بحاجة الى الراحة النفسية لاكمال علاجه والتجاوب معه، وكذلك تحفيز المريض على مقاومة مرضه. وتشرح الدكتورة هبة عثمان، عضو مجلس ادارة "بلسم" وأحد مؤسسيها، "العلاقة بين الحالة النفسية والاجتماعية للمريض وعائلته، والحالة الصحية التي يواجهها. حيث أن العلاج الصحي يستلزم من المعنيين مراقبة المريض على الصعيدين الروحي والجسدي". وتشير عثمان أيضا الى أن "هذا الأمر غير موجود في المستشفيات التي تعامل المريض من جانب العلاج الجسدي فحسب، لهذا كانت الحاجة الى العناية التلطيفية".

من ناحية أخرى فإن العلاقة الشخصية التي "تنشأ بين المريض والمعنيين في مجال العناية التلطيفية تساعد كثيرا في تحسين حالته النفسية"، كما تقول الممرضة هبة الشامي، والتي تعمل في "بلسم" منذ سنة تقريبا. وهي تقول أن هذا أكثر ما جذبها للعمل في "بلسم"، بعد تجربتها السابقة في مجال العناية في قسم الأورام. "في المستشفى لا نتلقى الشكر على عملنا. بالاضافة الى أن علاقتنا بالمريض تقتصر على العمل. يختلف الوضع هنا. والعلاقة الشخصية مع المريض تساعدنا على اعطاء المزيد، عدا عن الشكر والدعم اللذين نتلقاهما من المريض وأهله"، وفقها.

ورغم جهودهم المتواصلة لايصال فكرة العناية التلطيفية عبر وسائل الاعلام والندوات التثقيفية الا أن المسألة، بحسب عثمان، "لا تزال تحتاج الى تصحيح المغالطة الكبرى التي يقع بها الأطباء وعائلات المرضى على حد سواء. وهي أن المريض يحتاج الى العناية التلطيفية قبل وفاته فحسب، لتكون بمثابة موته الرحيم. أو أن الحاجة الى العناية هي آخر ما يمكن عمله بعد اليأس من العلاج". وعن هذه المسألة تشدد عثمان على أن هدف العناية التلطيفية يتخطى ذلك ليكون "مدخلاً إلى علاج سليم للمريض". وهي تستعين بدراسة أجريت مؤخراً في جامعة "هارفرد"، وخرجت بنتائج تشير إلى أن مرضى السرطان الرئوي الذين تلقوا علاجاً مع عناية تلطيفية تجاوبوا بنسبة أكبر مع العلاج.

وهذا ما طمحت الجمعية الى ابرازه عبر الندوة الطبية التي عقدتها بالتعاون مع مستشفى "الجامعة الاميركية في بيروت" السبت الماضي. وتضيف عثمان: "هدفت الندوة الى توضيح عدة مغالطات حول العناية التلطيفية لأطباء وطلاب الطب في الجامعة، خصوصاً بعد مرور سنة تقريباً على افتتاح قسم العناية التلطيفية في مستشفى الجامعة الأميركية". وتشكل هذه الندوة خطوة مهمة في مسيرة "بلسم"، التي تعتمد في معظم الحالات "على الدعاية التي يوفرها الأطباء وعائلات المرضى الذين أعجبوا بعملها"، بحسب الممرضة عليا الطبش، التي قررت العمل في "بلسم" بعد تجربة 13 سنة في العناية التلطيفية في السعودية.

وعن علاقة الجمعية بوزارة الصحة تشير عثمان الى "اعجاب الوزارة بهذا المجال، وحماسة طاقمها الاداري للاعتراف بهذا الاختصاص، خاصة لجهة تعليمه في الجامعات". وتؤكد، في هذا السياق، على أهمية دور "منظمة الصحة العالمية- WHO"، التي أصدرت قراراً أو تعميماً باعتماد العناية التلطيفية في جميع مستشفيات العالم. وهذا ما يشكل "بادرة أمل للجمعية"، بحسب عثمان لأن "الدولة اللبنانية تحرص دائماً على الالتزام بهذه القرارات".

على أن ما يمكن أن يشكل عثرة في مسيرة الجمعية هو الدعم المالي، اذ أثير عند انطلاق الجمعية جدال حول المقابل المادي الذي يمكن أن تتلقاه من المرضى. وتقول عثمان ان "المبدأ كان توفير العناية لغير القادرين مادياً على الدفع، وبشكل مجاني. ذلك أن وضع المريض الصحي يؤثر عادة على امكانيات العائلة المادية. غير أننا قررنا لاحقاً أن تكون كل خدمات الجمعية مجانية للجميع". على أن الدعم المالي "يقتصر على هبات من عائلات المرضى أو هبات خاصة، من دون استثناء الدعم المادي المتواصل من مصرف الامارات اللبناني".

والحال أن التركيز في "بلسم" يبقى، على ما تقول عثمان، "على المريض كحالة انسانية، وعلى عائلته أيضاً. ولعل الأهم في عمل بلسم التشديد على تخفيف ألم المريض وتشجيعه على اكمال العلاج، مع استمراره بالعيش بين أهله وفي بيته. وهذا أكثر ما يكون بحاجته".



يقدم الموقع الالكتروني لجمعية "بلسم" معلومات اضافية عن العناية التلطيفية، ومنه نقتبس ما يلي:

ما هي الرعاية الملطِّفة؟

الرعاية الملطِّفة هي مقاربة طبيّة تهدف إلى تحسين نوعيّة حياة المرضى الذين يعانون من أمراض تهدد حياتهم. وهي تهدف إلى تخفيف الألم والوقاية منه لدى هؤلاء المرضى، بالإضافة إلى تقديم الدعم لأسرهم.

كيف يمكن لبلسم أن تساعدني؟

يستطيع فريقنا الطبي أن يساعدكم في الأمور التالية:

- إدارة العوارض التي من شأنها التأثير على قدرتكم على الأداء السليم كالألم، التعب، الغثيان، أو ضيق التنفس.
- تقديم الدعم العاطفي لكم ولأسرتكم.
- مساعدتكم في الأمور العملية كإدارة مسؤولياتكم الأسرية أو تلك المتعلقة بالعمل، أو الحصول على الأدوية، أو المعدات الطبية.
- مساعدتكم على اتخاذ القرارات المتعلقة بنوع الرعاية المناسبة لكم.

increase حجم الخط decrease