الخميس 2014/09/18

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

السيد هاني "الجبيلي"

الخميس 2014/09/18
السيد هاني "الجبيلي"
العلامة الراحل السيد هاني فحص
increase حجم الخط decrease

قال لي بائع الأقمشة في الحمرا ذات يوم إنّ السيد هاني فحص كان سيعين في منصب ديني في جبيل لكن ثمة من رفض الأمر.

حاولت الاستفسار أكثر لكن الرجل لم يضف شيئا، ودخلنا في حديث عن السيد هاني، وكنت مهتما بتظهير ما يمكن أن يعنيه تسلم السيد هاني منصبا دينيا في جبيل.

مرت الأيام، وكنت كلما سمعت السيد هاني في حديث إذاعي، أو قرأت كتاباته في الصحافة، أتذكر ما قاله لي علي في الحمرا، وأروح أتخيل بفرح جواني ما يمكن أن يحدثه في جبيل لو عين فيها بمنصب ما.

حتى أنني لم أتحرّ عن صحة المعلومة هذه، ربما لعلمي أو انطباعي أنّ أمثال السيد هاني يصعب أن يتسلموا مناصب في هذا الزمن. لكن مع ذلك كنت كلما سمعته أو قرأته أروح أسترسل في تصور السيد هاني بجبيل.

أفكر أنّ الرجل سيخلق دينامية جديدة في المدينة الهادئة. دينامية لا تقتصر على أساليب التلاقي بين الأديان التي غالبا ما تبقى محصورة برجال الدين و"حاشيتهم"، ما كان يهمني في الأساس أنّ السيد هاني أديب وسياسي. أنه إذا جاء إلى جبيل سيخلق أدبا وسياسة ولغة، أو أن السياسة والأدب واللغة ستأخذ نكهته وألمعيته.

تخيلت لقاءات ستعقد مع السيد هاني لشابات وشبان جبيليين، تكون السياسية والأدب ولبنان الأطباق الرئيسية فيها. تخليت أن الحديث سيتركز على كيفية بناء مشروع  لبناني جديد. فكرت كيف سيجعل السيد هاني التعايش الإسلامي المسيحي ذكياً، وهذا لن يتطلب جهدا كبيرا منه، فمجرد وجوده في جبيل يجعله ذكياً، من دون أي مجهود إضافي أو خطة مسبقة أو برنامج عمل.

أكثر من ذلك، كنت أصل في تخييلي إلى حد تصور السيد هاني ماشيا في أسواق جبيل، "يستحلي" الفاصولياء الحمراء من طاحونة بيت العم على مدخل الميناء، يقص شعره عند بشارة وراء السرايا، يصبّح الناس ويمسّيهم بلكنته الجنوبية. يخلق فيهم روحاً مختلفة وحساً مختلفاً.

increase حجم الخط decrease