الإثنين 2015/03/30

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي.. في طرابلس وبيروت

الإثنين 2015/03/30
increase حجم الخط decrease
"العنصرية محنة الضمير البشري"، يقول نيلسون مانديلا. تبدو هذه العبارة أكثر وضوحاً، في حلقات الفصل العنصري الإسرائيلي والممارسات التمييزية التي ينتهجها الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني منذ نكبة العام 1948. مذاك والفلسطينيون يقاومون في الداخل ودول الشتات بكل السبل المتاحة ضد جرائم الإحتلال. ومنذ 11 عاماً بدأ الفلسطينيون مقاومة مدنيّة لمواجهة الاستعمار والعنصرية الإسرائيليين، عبر حملة عرفت بـ"بي دي أس" BDS" (Boycott, Disinvestment, Sanctions)، انطلقت من جامعة "تورنتو" الكندية في العام 2005، بمبادرة من ناشطين ومناصرين للقضية الفلسطينية، بهدف التأكيد على أن اسرائيل ليست مجرد نظام حاكم يمارس الإحتلال العسكري، بل هي نظام يرتكب جرائم الفصل العنصري ضد المواطنين واللاجئين الفلسطينيين، ساعين من هذا المنظار إلى المطالبة بمقاطعة إسرائيل إقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً، بالإضافة إلى سحب الإستثمارات منها وفرض عقوبات عليها. 

ولا تزال فعاليات "أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي"، الذي يُعد من أبرز الأنشطة العالمية المعنية بالقضية الفلسطينية، تُنظم في أكثر من 80 دولة في العالم. وقد استهلت في لبنان مع ذكرى يوم الأرض في مختلف المخيمات الفلسطينية. 



طرابلس
في طرابلس بدأت نشاطات "أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي" يوم أمس الأحد، على أن تستمر لغاية التاسع من نيسان المقبل. وتتخللها محاضرات تثقيفية، عروض وأفلام وثائقية، مناقشات وورش عمل، معارض رسم وصور، وحملات توعية حول تاريخ الفصل العنصري. وقد أشركت لجنة "أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي" أبناء المخيمات الفلسطينية في الاجتماعات التحضيرية للمرة الأولى، "للتأكيد على أنه لولا المخيمات لماتت القضية الفلسطينية"، على حد تعبير أحد الأعضاء المنظمين في اللجنة مراد عياش. ويضيف أن "نحو 30 مؤسسة وجمعية ومنظمة شاركت مع اللجنة لتنظيم هذا النشاط، الذي يقام في مدينة طرابلس للمرة الخامسة". 


وافتتح "الأسبوع" نشاطاته بأمسية شعرية للشاعر الفلسطيني أنور الخطيب على خشبة مسرح بيت الفن-الميناء. عبّر الخطيب عن رفضه لتقسيم فلسطين في قصيدة جاء فيها "ليس لي من بلادي سوى ما يحدها/ الشام ومصر، البحر والله من كل الجهات/ سآخذ كل ما قسمه الله لي من حنين/ فأنا قنوع أرفض القسمة/ أريدها كلها". وزغردت الأمهات الفلسطينيات فرحاً حينما خاطبهن في إحدى قصائده بالقول: "تقول الأسيرة الفلسطينية للسجان/ رحمي أوسع من أي مكان/ أربي فيه فدائياً بيده شمسان".


وشاركت مجموعة "القدس للأطفال الغنائية" التي تضم 10 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً من مخيم البداوي، بتأدية أغنيتي "الطفل والطيارة" لمارسيل خليفة، و"زهرة المدائن" لفيروز. كما قدمت فرقة "بيت أطفال الصمود" لوحات راقصة بالزيّ الفلسطيني. بينما أجمع الصغار على حلم واحد يراودهم، تحدثت عنه حلا (5 سنوات) بالقول: "أريد العودة إلى فلسطين. أريد أن أشم رائحة بلادي". فهناك أجيال فلسطينية تولد وتترعرع بعيداً من فلسطين، وهي لا تعرف عنها سوى ما تراه في الأفلام، وما تقرأه في الكتب والقصائد. ولا تلمس من التنكيل الإسرائيلي بحق شعبها سوى ما تعرضه شاشات التلفزيون إبان المعارك التي تشن عليه.

والجيل الناشئ فرض على منظمي نشاطات "الأسبوع" تضمينه ورش عمل حول حقوق الفلسطينيين في بلاد اللجوء، منها ورشة عمل حول "حقوق الإنسان للفلسطينيين في لبنان" (السبت 4 نيسان في مخيم نهر البارد). ومحاضرة بعنوان "التطورات الراهنة وأثرها على حق العودة" لعضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ليلى خالد (الثلاثاء 7 نيسان، في معرض رشيد كرامي الدولي).
كما تخلل الإفتتاح معرض تشكيلي وحرفيات فلسطينية أنتجتها "جمعية الوفاء للمعوقين" في مخيم البداوي. وقد سبق الإفتتاح إنشاء صفحة على "فايسبوك" بعنوان "حركة المخيمات تقاطع" من مخيم نهر البارد، تهدف إلى تحويل المقاطعة إلى نضال يومي داخل المخيمات الفلسطينية. عليه، أصبح أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي مساحة تلاق لحشد الدعم وتعزيز التنظيم لحملة مقاطعة إسرائيل.


بيروت
أما في العاصمة بيروت فتنظم نشاطات "أسبوع الفصل العنصري" في مخيم برج البراجنة، وقد انطلقت أمس. فيما ستنظم، مساء اليوم عند السابعة والنصف، ندوة حول مقاطعة اسرائيل بحضور أعضاء من "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل". وفي 4 نيسان سينظم حوار حول "دور الشباب الفلسطيني في لبنان في مقاومة الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي"، مع عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ليلى خالد وممثل "حركة الجهاد الإسلامي في لبنان" أبو عماد الرفاعي. ليختتم الأسبوع نشاطاته في 6 نيسان برسم نور أبو ريا لجدارية في جورة التراشحة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها