الأحد 2020/12/13

آخر تحديث: 16:12 (بيروت)

"كاميكاز" بيروت

الأحد 2020/12/13
increase حجم الخط decrease
فيديو علي علّوش

ما أن يغادر مطلق مواطن منزله، مضطراً للخوض في شوارع بيروت، سيراً على الأقدام أو بأي وسيلة نقل متوفرة، وإذا كان من الذين لا يحبذون خرق القوانين وأنظمة السير، فلا شك أنه سيتعرض لمفاجآت متوالية مع كل خطوة يخطوها. سيرى نفسه وسط سلسلة من الكمائن واحتمالات التصادم أو التعرض للدهس أو حتى أن يتسبب هو بحوادث مميتة، طالما أن ما ليس متوقعاً قد يتحقق في أي لحظة.
سيعيش لحظات رعب ودهشة، إن كان سيقف عند إشارة أو أن يقطع طريق أو يمشي على رصيف.
سيارات تباغتك وهي تسير عكس السير. سيارات لا تعير أي اعتبار لضوء أحمر، وأخرى منطلقة كأنها في سباق "الفورملا وان". دراجات نارية من كل الاتجاهات وإلى كل الاتجاهات على الإسفلت أو فوق الرصيف، منطلقة بعشوائية جنونية غير عابئة بشيء. سيارات ودراجات متوقفة ومركونة أينما شاءت ومتى شاءت. مارة في منتصف الأوتوستراد كمشاريع انتحار يومي.

لا شرطة ولا إشارة ولا نظام في مدينة العجائب السيئة والمريعة. فلتان عمومي على نحو يضطر معه "المواطن السوي" إلى التدرب كل يوم على فن البقاء على قيد الحياة في شوارع بيروت.
في شوارع السواقة بلا قانون، تتكون صورة العيش في المدن اللبنانية التي يزحف إليها وعليها التحلل من القوانين وشروط التحضر ومعنى الانضباط والنظام، كما حال السياسة والاجتماع والاقتصاد.. والأخلاق.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها