الأحد 2018/04/08

آخر تحديث: 10:37 (بيروت)

ضحى جمول تعالج مشكلة تلوث الليطاني.. كيف؟

الأحد 2018/04/08
ضحى جمول تعالج مشكلة تلوث الليطاني.. كيف؟
المستنقعات الاصطناعية عبارة عن أحواض مزروعة بالنباتات (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
لم تتوقع الشّابة ضحى محمد جمول (24 عاماً) من بلدة حبوش (قضاء النبطية) أن يتحول مشروع تخرجها من الماجسيتر في الجامعة اللبنانية إلى حدث يستقطب المجلات والصحف العلمية البيئة في العالم. بحيث اختارت Water and Environment Journal، وهي جريدة إلكترونية علمية، نَشر الدراسة التي أعدتها جمول عن تقييم أداء المستنقعات الاصطناعية لمعالجة تلوث حوض نهر الليطاني. ومن المتوقع أن تُنشر الدراسة في أوائل شهر أيار 2018.


وجمول، المجازة بعلوم الحياة، تناولت في رسالة الماجسيتر "التنوع الحيوي وإدارة الموارد الطبيعية". وقد اختارت تنفيذ بحثها على نهر الليطاني، وقامت بدراسة تقييم أداء المستنقعات الاصطناعية (Constructed wetland) لمعالجة تلوث المياه في حوض الليطاني، التي يُبلغ عددها 4، وهي منفذة من مشروع 2012 USAID. وتعاونت في تنفيذ الدراسة مع المصلحة الوطنية لمياه الليطاني، ومختبر المياه ومختبر المعادن الثقيلة التابعين لمحطة الفنار في مصلحة الأبحاث الزراعية.

تشرح جمول لـ"المدن" أن هدف البحث هو دراسة وتقييم أداء المستنقعات الاصطناعية الموجودة في منطقة البقاع الغربي، لاختبار فعاليتها وقدرتها على إزالة الملوثات المختلفة من نهر الليطاني، الذي تصب فيه وفي روافده المتعددة نفايات المصانع والمناطق الصناعية ومجاري الصرف الصحي، والنفايات الصلبة ونفايات المستشفيات والمزارع وغيرها.

فالمستنقعات الاصطناعية عبارة عن أحواض مزروعة بالنباتات، قادرة طبيعياً على إزالة الملوثات من مياه المجاري. بالتالي، تحسين مواصفات المياه المعالجة قبل تصريفها أو إعادة استخدامها في عمليات ري المحاصيل الزراعية أو غيرها. إذ يُعد محيط مجرى نهر الليطاني ومنطقة البقاع بيئة مناسبة جداً لتطوير هذه المحطات الطبيعية، خصوصاً أن أنواع النباتات الصالحة لهذه المنظومة متوفرة في لبنان (ما يُعرف بالقصب النهري). لكن، الدولة اللبنانية لا توليها أي اهتمام أو تسعى إلى تطويرها ونشرها على طول مجرى نهر الليطاني، رغم كلفتها المادية المنخفضة.

استمر عمل جمول على البحث نحو 6 أشهر، بحيث قامت بأخذ عينات شهرية من مياه إحدى المستنقعات الإصطناعية الموجودة في جب جنين، قبل دخولها إلى المستنقع، وكذلك من المياه المعالجة بعد خروجها من المستنقع خلال موسم ربيع/ صيف 2016 (من شهر آذار حتى أيلول). ثم قامت بتحليل تركيزات مختلف الملوثات الفيزيائية- الكيميائية، البكتيريا والمعادن الثقيلة الموجود في المياه لاحتساب كفاءة المعالجة. واحتساب استهلاك الطاقة وكمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال معالجة المياه من قبل نظام المستنقع الاصطناعي، ومقارنتها مع الكمية المستهلكة من قبل محطات التكرير التقليدية للصرف الصحي في محطة جب جنين الواقعة على مقربة من المستنقع الاصطناعي.

أما النتائج التي استخلصتها جمول من البحث، فهي أن تركيزات الملوثات الفيزيائية- الكيميائية في المياه المعالجة بعد خروجها من المستنقع مطابقة لمعايير حماية المياه السطحية التي وضعتها وزارة البيئة اللبنانية، وللمعايير المقترحة من منظمة الأغذية والزراعة للري بالمياه المعالجة.

أما من حيث التلوث البكتيري، فقد تبين أن نظام المستنقع الاصطناعي لديه فعالية عالية لإزالة البكتيريا من المياه، حيث بلغت نسبة معالجة المياه 99.8%. وأظهرت الدراسة أن نظام المستنقع الاصطناعي هو صديق للبيئة، إذ لا يستهلك أكثر 19% من الطاقة، وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون قليلة مقارنة مع النظام التقليدي لمحطة تكرير مياه الصرف الصحي في جب جنين.

وكانت جمول قد نالت تقدير جيد جداً على رسالتها هذه. وهي تنتظر فرصة عمل للانطلاق في مجالها العلمي، بعدما عملت نحو عام في مصلحة الأبحاث الزراعية كمياومة. لكن عدم حصولها على حقوقها والتثبيت دفعها إلى ترك العمل والجلوس في المنزل. وهي تبحث عن فرصة عمل خارج لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها