الثلاثاء 2018/04/03

آخر تحديث: 14:47 (بيروت)

أكره لعبة Risk

الثلاثاء 2018/04/03
أكره لعبة Risk
لم أفكّر باعطاء هذه اللعبة فرصة أخرى
increase حجم الخط decrease

منذ نحو 20 عاماً، أخذ والداي مغلّف Fantasia الذي ختمناه، أنا وأختي الكبرى، بالأوراق التي كنا نجمعها من أكياس الشيبس، وذهبا إلى الشركة لجلب هديّتنا التي استحققناها بعد جمع مطوّل.

في الانتظار، كنا نقلّب صفحات كاتالوغ الهدايا ونتحزّر: أسيعودان بدراجة كبيرة؟ أم بقطع Lego جديدة؟ هل هي باربي أم تلك اللعبة التي لم نعرف ماذا تفعل؟ لكن شكلها كان جميلاً، والحصول عليها كان أكثر من رائع.

عند سماع صوت الباب، ركضنا إلى المدخل وأخذنا لعبتنا التي بدت كبيرةً. عند فتحها قرأنا اسم "Risk".

لم نفرح بهذه اللعبة. ولم نفهم سبب اختيار والدينا لها تحديداً. كانت لعبة معارك وحروب، ونحن كنا طفلتين لا نتجاوز العاشرة من العمر، نجلس في غرفتنا التي يتشارك فيها اللونان الزهري والأبيض. حينها، لم نفهم معنى المعارك أو حتى قيادة الحروب. كنا مشغولتين بالدمى وببناء منزل باربي وأصدقائها، أو بلعب لعبة المتجر التي تحتّم على إحدانا لعب دور البائعة والأخرى بلعب دور المشتري. فنسعّر الأغراض الموجودة في الغرفة لكي تقوم إحدانا بشرائها من الأخرى بأموال لعبة المونوبولي.

أردت البكاء والدفاع عن وجهة نظري. كيف لوالدي أن يقبلا بهذه الهدية التي لا أحبها؟ لكنني لم أقل شيئاً. كنّا قد تعلّمنا عدم رفض الهدايا يوماً، وشكر كل من يهدينا حتى ما لسنا بحاجة إليه.

من هنا، أخذت اللعبة وبدأت أبحث عن بديل لها. لم أكن أفهم الخريطة بوضوح. كما أن الدليل كانت قراءته أمراً صعباً. لم يكن لدي سوى حل واحد. ذهبت إلى غرفة الجلوس، وقمت بابعاد الطاولة من وسط الغرفة. أخذت الأزرار الملوّنة التي كان من المفترض أن تكون جيوشاً، وبدأت أرسم بها بيوتاً، شجراً وفراشات. صنعت منها جيوشاً للتزيين وليس القتال.

الضحية الوحيدة التي وقعت في لعبتي، كانت الشخص الذي يدوس على الأزرار، التي كنت أنساها على الأرض أحياناً بعد توضيب "الكركبة". كانت أمي تصف معظم الألعاب بالكركبة، حتى أصبحت اليوم مثلها، لا أطيق الكركبة.

حتى اليوم، لم أفكّر باعطاء هذه اللعبة فرصة أخرى أو قراءة تعليماتها. أكرهها لأنها كانت دون توقعات الطفلة التي كانت تنتظر لعبتها الجديدة خلف الباب.

بعد مرور 20 عاماً، أحمل في داخلي عتباً كبيراً على تلك الطفلة، التي لم تحاول فهم الخريطة أكثر، والتي لم تعطِ الكاتالوغ لوالدتها لتفسر لها اللعبة، والتي استسلمت أخيراً للفراشات مقابل الجنود الذين كانوا مستعدّين للقتال واقتحام العالم من أجل فوزها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها