الإثنين 2018/04/02

آخر تحديث: 09:30 (بيروت)

تفقدوا الحمص.. قد يصبح طبقاً نادراً

الإثنين 2018/04/02
تفقدوا الحمص.. قد يصبح طبقاً نادراً
في العام 2009 حضر لبنان أكبر صحن من الحمص (Getty)
increase حجم الخط decrease

بينما تتمشون في السوبر ماركت على مهل محاولين تذكر السلع الأساسية التي تحتاجون إليها في المنزل، تفقّدوا الحمص. وإن كنتم ممن يستخفّون بالحمص ويعتبرونه طعام الفقراء، كما سواه من الحبوب، حان الوقت لتغيير نظرتكم النمطية إليه. فالحمص أصبح ذا شهرة عالمية وسعره يتزايد باستمرار مع ازدياد الطلب العالمي عليه.

اليوم، يبلغ سعر كيلو الحمص 5750 ليرة لبنانية أي نحو 3.5 دولاراً، بينما كان سعر الكيلو نحو 2000 ليرة لبنانية في العام 2017. وإذا كنا اعتدنا على ارتفاع أسعار السلع بشكل مفاجئ وعشوائي في لبنان، فبعض الدول الكبرى وأهمها بريطانيا أطلقت صفارة الخطر حيال ارتفاع سعر الحمص. ففي بريطانيا، ارتفع سعر الحمص بنسبة 33% بين العامين 2017 و2018 فأصبح سعر الكيلو نحو 5.5 دولاراً، وفق "اندبندنت" البريطانية.

لكن، لماذا ارتفع سعر الحمص؟

تغير المناخ
أزمة الحمص لا تقتصر على ارتفاع سعره، بل تشمل انخفاض كمية انتاجه مقابل ارتفاع الطلب عليه. ما يؤدي إلى ارتفاع سعره. ويعود انخفاض كمية الانتاج إلى التغير المناخي، الذي أدى إلى تأخر فصل الشتاء وتوقع استمرار طقسه حتى الشهور المقبلة، في حين تحتاج زراعة الحمص، التي تبدأ في أواخر آذار وأوائل نيسان، إلى طقس أكثر دفئاً وجفافاً. بالتالي، من المتوقع أن تنخفض كمية انتاج الحمص في الموسم المقبل أكثر من ذي قبل.

طبق عالمي
ازداد الطلب على الحمص أخيراً، بعدما أصبح طبق الحمص بالطحينة أو المتبل شهيراً في الغرب، وقد أُطلقت عليه التسمية نفسها كما في العربية. ولعبت إسرائيل دوراً في الترويج لهذا الطبق في الإعلام الغربي، خصوصاً بعدما أدخلت نفسها في المنافسة مع دول شرق المتوسط على أقدمية إعداد هذا الطبق، الذي يتجاوز عمره عمرها.

وفي حين اشتهرت بلدان منطقة بلاد الشام، أي لبنان وسوريا وفلسطين، بالحمص المتبل باعتباره طبقاً تراثياً لهذه المنطقة، لا تزرع أياً من هذه البلاد الحمص. وتصل نسبة الحمص المستورد في لبنان إلى 95% من مجمل كمية السلعة. وهو يستورد من المكسيك، تركيا وكندا، حيث الحمص الأقل جودة.

عالمياً، تعتبر الهند أهم الدول المصدرة للحمص، ونادراً ما يستورده لبنان منها. إذ يأتي باللون الأسود وهو غير مرغوب في لبنان. وبالإضافة إلى لونه الـ"بيج" الذي نعرفه والأسود كما في الهند، يأتي الحمص باللون الأحمر والأخضر أيضاً. لكن الحمص شرق أوسطي الأصول. إذ وجدت البحوث أن الحمص وجد للمرة الأولى منذ نحو 7500 عام في أريحا الفلسطينية ومنطقة شايونو أو جايونو التركية في الأناضول، وفي اليونان وفرنسا وإيطالياً ومصر لاحقاً.

قيمة غذائية
ارتفع الطلب على الحمص بعدما أثبتت قيمته الغذائية العالمية وأهميته في الأنظمة الغذائية، التي تهدف إلى خسارة الوزن، إذا تناولتم ما لا يزيد عن كوب واحد منه في اليوم. فالحمص غني بالبروتين بينما هو قليل الدهون، ويكاد لا يحتوي على أي من السكريات. بالتالي، يمكن اعتباره مصدراً أساسياً للطاقة قليلة التخزين. كما أنه غني بالألياف والكالسيوم وحمض الفوليك ومعدن الزنك.

حمص لبنان
رغم تحضير لبنان أكبر صحن حمص في العام 2009 (10452 كيلو)، وملاءمة مناخه لهذه الزراعة، إلا أن لبنان لا يزرع الحمص. لكن في العام 2010، أطلقت وزارة الزراعة، كما يظهر على موقعها "مشروع تطوير زراعة الحبوب في لبنان"، ومنها الحمص بقيمة 20-40 مليار سنوياً، وفق الكميات المسلمة من البذار.

ويعد هذا الطبق من أهم أطباق المازة اللبنانية، وشريكاً مفضلاً للحمة أو الكفتة المشوية على الفحم، عدا عن كونه فطوراً مميزاً تشتهر به المدن الساحلية. حديثاً، بتنا نرى هذا الطبق أرجواني اللون بسبب إضافة الشمندر المطحون إليه أو أخضر بسبب إضافة الأفوكادو المطحون.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها