الخميس 2018/01/18

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

أحمد حوماني: معلم ألمينيوم يخترع جهازاً للصم

الخميس 2018/01/18
أحمد حوماني: معلم ألمينيوم يخترع جهازاً للصم
جهاز مؤلف من بنية هندسية قوامها 8 زوايا (علي لمع)
increase حجم الخط decrease

شَغفَهُ بمادة الفيزياء وعدم تمكنه من متابعة تحصيله العلمي، جَعلاه عالماً فيزيائياً من دون شهادات علمية. هو أحمد رضا حوماني (50 عاماً) من بلدة حاروف (قضاء النبطية)، صاحب نظريات فيزيائية عدة، ومبتكر جهاز يعمل على إيصال الصوت إلى الأشخاص الصم.

لم يستغرق العمل على "جوهر"، وهو الاسم الذي أطلقه حوماني على اختراعه، أكثر من شهر. فهو جهاز يقوم على قاعدة فيزيائية مغايرة لعلوم الفيزياء الحالية. ويشير حوماني، في حديث إلى "المدن"، إلى أن الإبتكار تخطى وظيفة طبلة الأذن، حيث يوصل الصوت إلى مترجم الذبابات الصوتية عبر النسيج الكوني. أي أن الصوت يصل الدماغ من دون واسطة الهواء.

والجهاز، المؤلف من بنية هندسية قوامها 8 زوايا، يحتوي على مكبرات صوت ويحيط به كادر نحاسي، يجعل نبض الصوت كهرومغناطيسياً، بحيث يصل إلى مركز السمع عبر النسيج الكوني متخطياً أثر الهواء والترددات. كما يتحسس الشكل الهندسي للجهاز من اهتزاز الموجة بالأسلاك الموجودة في مكبرات الصوت، حيث يكون الجهاز معلقاً في السقف والقوائم متجهة إلى الجهات الأربع، فيتم حينها نقل الاهتزاز الموجي عبر النسيج الكوني.

أما الاستفادة من هذا الجهاز فتكون بطريقتين. الأولى، تقوم على تعليق الجهاز في غرفة يجلس فيها الأصماء، ويبدأ الأستاذ بلفظ الأحرف الأبجدية والكلام ليتمكنوا من سماعه وترداد الأحرف والكلمات، وذلك لتعليمهم اللفظ من خلال ما تمَّ سماعه.

والثانية، عبر تبني شركة إلكترونية لإختراع حوماني، وتصنيع أجهزة صغيرة منه تُوضع في الأذن، تكون مغايرة لسماعات الأذن أو الأجهزة التي تزرع في آذان الأصماء للمساعدة على السمع. فوفق حوماني، فإنّ سماعات الأذن التي يستعملها الذين يعانون من مشاكل في السمع تعتمد على الطبلة لتحسس العصب السمعي، بينما الجهاز يُرسل إشارات مباشرة إلى المركز السمعي في الدماغ ويعتمد على تصغير الموجة الترددية إلى إشارات نبض كهرومغناطيسية. يضيف حوماني أن الجهاز يوصل الصوت نقياً عكس السماعات المتداولة أو الأجهزة التي تزرع في أذن الأصماء.

حوماني، الذي أجرى تجارب عدة على أطفال يعانون من مشكلة الصم، إضافةً إلى عددٍ من كبار السن الذين يعانون من ضعف في السمع، لاقت نجاحاً. وقد وثقتها جمعيات عدة في الجنوب تتابع حالات الصم، وقدمت له تقارير تؤكد نجاح تجارب اختراعه. وسيفوم حوماني بتسجيل فكرته كبراءة اختراع لدى الدولة اللبنانية، لعلّها تلتفت إلى هذه التجربة وتتبناها.

اختراع حوماني أنجز بمبادرة شخصية منه وتمويل ذاتي. فهو يعمل في مهنة الزجاج والألمينيوم في بلدته، وحوّل منزلاً صغيراً إلى مختبرٍ لتجاربه. "لقد حُرمتُ من متابعة الدراسة في المرحلة الثانوية بسبب الحرب وظروف الحياة الصعبة، إلا أن شيئاً لن يمنعني من انجاز أحلامي التي ستكون خدمة للبشرية". ويمضي حوماني معظم وقته في المطالعة ودراسة النظريات الفيزيائية، ولا ينكر أنه يهمل عائلته بعض الشيء، لكن مساندة زوجته له ولاختراعاته تحفزه على متابعة إنجازاته. أما الابتكارات الأخرى التي يعمل عليها حوماني فيرفض الإفصاح عن طبيعتها، وأبرزها أمور تتعلق بتوليد الكهرباء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها