الخميس 2017/08/31

آخر تحديث: 07:40 (بيروت)

نور تصنع أكياساً من البلاستيك.. على الموضة

الخميس 2017/08/31
نور تصنع أكياساً من البلاستيك.. على الموضة
تنتج نور حقائب يد متنوعة الأحجام والأشكال (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease
في كل مطبخ مجموعة أكياس جمعت من جولات التسوق. ودائماً ما يُراهن على استعمالها في شيء مفيد. لكن، غالباً ما يكون مصيرها بين النفايات جراء "التعزيلات" الموسمية الكبرى. لكن، هل فكرتم مرة في الأثار السلبية لهذه الأكياس على الطبيعة؟ فمادة البلاستيك، التي صنعت منها، تبقى مئات السنوات قبل أن تتحلل. نور قيس (27 عاماً) فكرت بالأمر. كيف؟

في لندن، خلال دراستها الماجستير في التصميم، أثار عدد الأكياس المجمّعة عندها انتباهها للمرة الأولى. وكانت تبحث عن فكرة لمشروع تخرجها. فقررت استعمال هذه الأكياس مادة أساسية لصنع أي شيء، عوضاً عن التخلص منها. بالتالي، الحد من الأذى الذي تسببه هذه الأكياس للطبيعة.

A post shared by NK BY NOUR KAYS (@nkbynourkays) on


بعد بحثٍ وتفكير، قررت نور إنقاذ الأكياس البلاستيكية من النظرة الدونية، وصنع حقائب بديلة للتسوق من الأكياس نفسها. لكن هذه الحقائب يجب أن تكون أكثر صلابة من أجل الاستعمال المتكرر، و"على الموضة" كي يتقبلها الناس، ويقبلون على استعمالها.

وبعد اختبارات عديدة أجرتها نور حول درجات الحرارة المناسبة وإمكانية صنع مادة بلاستيكية أكثر صلابة من الأكياس، اكتشفت طريقة للصق طبقات عديدة من الأكياس عن طريق الكي، الذي ينتج مادة بلاستيكية صلبة عديدة الألوان والنقوش، بحسب الأكياس التي تشكلت منها.

من هذه المادة بدأت نور إنتاج حقائب يد متنوعة الأحجام والأشكال والألون والاستخدامات. ففضلاً عن حقيبة التسوق، التي قد تتحول "بكبسة زر" إلى حقيبة بحر، صممت نور حقائب يد وحاملات مفاتيح على أشكال طيور مهددة بالإنقراض.


لكن، ألا يمكن أن تكون هذه الصناعة نفسها ملوثة للبيئة؟ فصناعة الحقائب تتطلب استخدام سحابات وأزرار وحاملات قد تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية أيضاً. وخياطة الحقائب ستترك وراءها بقايا من القطع البلاستيكية. لم تكن نور غافلة تماماً عن هذه الوقائع، فأخذت تطور مشروعها تدريجاً ليصبح أكثر صداقةّ للبيئة. هكذا، صارت نور تستخدم حاملات من القطن لحقائبها، كما أنها تجمع كل البقايا الناتجة من خياطة الحقائب، وتبحث عن فكرة لاستخدامها مجدداً.

عرضت نور حقائبها للمرة الثانية، قبل نحو أسبوع، في الاستديو الذي تعمل فيه في الحمرا، فلاقى مشروعها تشجيعاً وبيعت العديد من الحقائب فوراً. تأمل نور أن يصبح اسمها علامة تجارية، لكنها تعمل على مشروعها بتأنٍّ. وهي تستمتع بالفرصة التي منحتها إياها بيروت لتكون فرداً من ضمن مجموعة مصممين ومبادرين بيئيين تشارك معهم رؤى وأفكاراً مشتركة.

A post shared by NK BY NOUR KAYS (@nkbynourkays) on


قد يكون حمل أكياس نور أكثر ترتيباً وأناقة، لكنه سيبقى حملاً "فارغاً" إذا لم يرافقه فهم وتبنٍّ لمبدأ نور البيئي من خلال الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، والإيمان أن المبادرة الشخصية بإمكانها أن تحدث فرقاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها