|
بعد بحثٍ وتفكير، قررت نور إنقاذ الأكياس البلاستيكية من النظرة الدونية، وصنع حقائب بديلة للتسوق من الأكياس نفسها. لكن هذه الحقائب يجب أن تكون أكثر صلابة من أجل الاستعمال المتكرر، و"على الموضة" كي يتقبلها الناس، ويقبلون على استعمالها.
وبعد اختبارات عديدة أجرتها نور حول درجات الحرارة المناسبة وإمكانية صنع مادة بلاستيكية أكثر صلابة من الأكياس، اكتشفت طريقة للصق طبقات عديدة من الأكياس عن طريق الكي، الذي ينتج مادة بلاستيكية صلبة عديدة الألوان والنقوش، بحسب الأكياس التي تشكلت منها.
من هذه المادة بدأت نور إنتاج حقائب يد متنوعة الأحجام والأشكال والألون والاستخدامات. ففضلاً عن حقيبة التسوق، التي قد تتحول "بكبسة زر" إلى حقيبة بحر، صممت نور حقائب يد وحاملات مفاتيح على أشكال طيور مهددة بالإنقراض.
|
لكن، ألا يمكن أن تكون هذه الصناعة نفسها ملوثة للبيئة؟ فصناعة الحقائب تتطلب استخدام سحابات وأزرار وحاملات قد تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية أيضاً. وخياطة الحقائب ستترك وراءها بقايا من القطع البلاستيكية. لم تكن نور غافلة تماماً عن هذه الوقائع، فأخذت تطور مشروعها تدريجاً ليصبح أكثر صداقةّ للبيئة. هكذا، صارت نور تستخدم حاملات من القطن لحقائبها، كما أنها تجمع كل البقايا الناتجة من خياطة الحقائب، وتبحث عن فكرة لاستخدامها مجدداً.
عرضت نور حقائبها للمرة الثانية، قبل نحو أسبوع، في الاستديو الذي تعمل فيه في الحمرا، فلاقى مشروعها تشجيعاً وبيعت العديد من الحقائب فوراً. تأمل نور أن يصبح اسمها علامة تجارية، لكنها تعمل على مشروعها بتأنٍّ. وهي تستمتع بالفرصة التي منحتها إياها بيروت لتكون فرداً من ضمن مجموعة مصممين ومبادرين بيئيين تشارك معهم رؤى وأفكاراً مشتركة.
|
قد يكون حمل أكياس نور أكثر ترتيباً وأناقة، لكنه سيبقى حملاً "فارغاً" إذا لم يرافقه فهم وتبنٍّ لمبدأ نور البيئي من خلال الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، والإيمان أن المبادرة الشخصية بإمكانها أن تحدث فرقاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها