الخميس 2017/08/03

آخر تحديث: 07:49 (بيروت)

5 مدن.. مَواطن عصرية لحيوانات برية

الخميس 2017/08/03
5 مدن.. مَواطن عصرية لحيوانات برية
الحياة في المدينة تحتاج إلى الذكاء (Getty)
increase حجم الخط decrease
التغيرات الجذرية التي يشهدها كوكب الأرض، بفعل تسلّل العمران إلى مواطن الحياة البرية، تشكّل تهديداً لوجود الكائنات الطبيعية، التي أخذ بعضها ينقرض. قد تبدو المدينة غير صالحة لاحتضان الحيوانات البرية غير الأليفة، إلا أنها باتت الموطن الأحدث لكثيرٍ منها. هذه بعض المدن التي تعتبر مساكن عصرية لكائنات برية:

جايبور، الهند


مدينة جايبور في الهند هي موطن لصنفٍ من القردة يدعى مكاك ريسوسي. أدرك هذا الحيوان أن المحافظة على بقائه في المدينة يحتم عليه ايجاد عمل من أجل تأمين مأكله، فإمتهن السرقة. يتحرك المكاك، في هذه البيئة المدينية، في مجموعاتٍ كبيرة هي أشبه بالعصابات، بحثاً عن طعامٍ لسرقته، على غفلةٍ، من الناس. أما مكانها المفضل في المدينة فهو سوق الخضار الذي تجتاحه يومياً بأعدادٍ كبيرة، وتنجح في الإفلات بفعلتها لسببٍ أساسي هو تميّزها بالسرعة والخفة. تتفاوت مسروقات هذه الحيوانات بين الخضار والفواكه وأكياس "الشيبس".

أمهرة، أثيوبيا


الضباع وهي واحدة من الحيوانات المفترسة التي لطالما خشيها الإنسان تعيش في منطقة أمهرة الأثيوبية التي تعجّ بالسكان. تشهد مداخل المدينة، خلال الليل، معارك بين مجموعات من الضباع، يحصل الرابح بينها على حقّ الدخول إلى المدينة التي تقدّم فرصاً كثيرة للطعام. خوف الإنسان من هذا الحيوان ليس عبثياً، فهو يستطيع أن يمضغ عظامه، لكن سكان هذه المنطقة صادقوا الضباع. فهم منذ 400 عام يقدمون لها اللحوم التي لا حاجة لهم إليها، لاسيما العظام. لذا، تقصد الضباع سوق اللحم، وتنتظر بكل تهذيب ووداعة أن يقدم العشاء لها.

نيويورك، الولايات المتحدة


قد لا يظنّ المرء أن أكثر المدن صخباً هي مسكن ملائم لفصيلة من الحيوانات. لكن نيويورك، بناطحات سحابها، هي الموطن المثالي لطائر الصقر. تستفيد الصقور في نيويورك من البنايات الشاهقة لصنع أعشاشها، كما تساعدها الطبيعة العمرانية في بلوغ مرتفعاتٍ عالية أثناء الطيران. ما يمكنها من بلوغ سرعتها القصوى، ويسهّل عليها عملية الصيد. أما في الأسفل، فيجد هذا الطائر فريسته بسهولة. بفعل هذا النجاح الذي لا يضاهى للصقر في نيويورك أصبحت المدينة اليوم تضمّ أكبر كثافة لطيور الصقر في العالم.
 

تاونسفيل، أستراليا



يعاني طائر التعريشة مما يطلق عليه، في عالمنا البشري، هوس الإكتناز. تمضي هذه الطيور نحو عقد في جمع وإكتناز الأغراض التي تلفت انتباهها بلونها وبريقها، بغية استعراضها. تقدّم مدينة تاونسفيل في أستراليا لطائر التعريشة ليس المأكل والمسكن فحسب، وإنما الترف أيضاً. يحوّل هذا الطائر النفايات البشرية، من ألعاب وخردوات وأغراض عشوائية، إلى "قصرٍ" مثالي يغري به الأنثى، بغية الجماع. ويتبع الذكر في هذه العملية نهجاً غير أخلاقي أحياناً، إذ يعمد إلى سرقة مقتنيات أعشاش منافسيه الذكور، على غفلةٍ منهم.

سنغافورة
ليست سنغافورة موطناً طبيعياً للحياة البرية، لكن ناسها يسعون إلى تحويلها إلى غابةٍ عمودية. ففي السنوات الـ45 الماضية، تمّ زرع مليوني شجرة في سنغافورة، كعلامة على الترحيب بالطبيعة البرية في الأوساط المدينية. فصارت سنغافورة البلد الأغنى بالأصناف والأنواع الحيوانية والنباتية. حتى أنه تمّ بناء "أشجار معدنية" شاهقة، هي عبارة عن أعمدة حديدية ضخمة، نبتت عليها كلّ أشكال الحياة الخضراء. وقد أصبحت هذه الأشجار "المفتعلة" موطناً لأنواعٍ عديدة من الطيور والحيوانات.

تشير هذه الأمثلة إلى أن الحياة البرية يمكن لها أن تتآلف مع العالم المديني غير الطبيعي، إذا سمح لها الإنسان بذلك. وتظهر الحيوانات في مدنٍ مختلفة حول العالم استعدادها إلى التأقلم مع البيئة التي يصنعها الإنسان ويتلاعب بها. لكن بقاءها لا يتوقف على القوة فحسب، بل على الذكاء. فالحياة في المدينة تحتاج إلى الذكاء، حتى بالنسبة إلى الحيوانات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها