السبت 2017/08/26

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

المعماري ميشال عبود: كيف فاز بـ25 جائزة قبل الـ39؟

السبت 2017/08/26
المعماري ميشال عبود: كيف فاز بـ25 جائزة قبل الـ39؟
بدأ عبود تخصصه في الجامعة الأميركية في بيروت (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

قليلون هم الذين يتمكنون من تحقيق أحلامهم. لكن المهندس المعماري ميشال عبود (39 سنة) واحد منهم. فحلمه أن يصبح مهندساً عالمياً تحقق، خصوصاً أنه فاز بـ25 جائزة منذ انتسابه إلى هذه المهنة. ومن بينها أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة المعمارية كجائزة Architizer A+، التي نالها في سنتين متتاليتين (2016 و2017) وكان أول لبناني ينالها من بين آلاف المرشحين، بالإضافة إلى جائزة James Beard Award، "الشبيهة بجائزة الأوسكار في مجال العمارة"، وفق عبود.

بدأ عبود تخصصه في الجامعة الأميركية في بيروت، بين العامين 1995 و2000. لكن الأميركية لم تمنحه الدفعة التي كان بحاجةٍ إليها على الصعيد المهني والإبداعي. كذلك، فرنسا التي قضى فيها بضعة أشهر للتدرب. هكذا، انتقل إلى نيويورك فور تخرّجه ليعيش "الحلم الأميركي"، وتحديداً إلى جامعة كولومبيا، حيث نال شهادة ماجستير في تخصص "التصاميم المعمارية المتقدمة" (Advanced Architectural Designs) في العام 2003. وفي نيويورك، "عاصمة العمارة في العالم، وحيث يقيم كثير من المهندسين المعماريين الذين ندرس عنهم في تخصصنا"، قرر عبود تأسيس مكتبه الخاص، لما وجد فيها من مجال للإبداع. وهو ينسب إليها نجاحه.

"آمنت بحلمي رغم كبره ولاحقته. لم أتركه ولم أستسلم عندما واجهت صعوبات أو عندما انتقدني الناس". ويشير عبود إلى أهمية العلاقات وتوظيفها في مسيرته المهنية، التي استطاع من خلالها أن يؤسس اسماً ويحصل على مزيد من الزبائن. فهو لم يكن يفوّت أي فرصة من دون الترويج لنفسه وأعماله. وعلى صعيد التصميمات، لا يعمل عبود دائماً على فهم وتنفيذ ما يرغب به الزبون فحسب، بل على تجاوز توقعاته وإبهاره. فـ"أنا أؤمن بالكمال. لذلك، لا أتوقّف عند مستوى معين في تصميماتي، بل أسعى إلى مزيد من التطوير في كل مرحلة".

يمكن التمييز بين نوعين من تصميمات عبود. أولهما المباني الفخمة والرفاهية. وثانيهما المباني التي تحمل هوية ثقافية. وفي كلتي الحالتين، يبرز أسلوب عبود الحداثي والإستشرافي، الذي يعبر عن هويته. وفي حين يرد عبود رفاهية وفخامة تصميماته إلى الصدفة التي قادته إلى هذا المسار، يتحدث عن قدرته على المزج بين مختلف الثقافات والانتماءات كميزة شخصية، وسر نجاح.

في الوقت نفسه، تجمع بعض المشاريع التي صممها عبود بين كل هذه الجوانب، ومنها مثلاً فندق شذى في الدوحة. فـ"هذا الفندق من المباني الأكثر فخامة والمليئة بالخدمات الفندقية. وهو مبنى حداثي معاصر، لكنه ذو وجه عربي إسلامي في الوقت نفسه".


ولعل أبرز التصميمات التي أثبت عبود فيها قدرته على الفهم والمزج وإرضاء "جميع الأطراف"، كان تصميم مسجد ومعهد إسلامي Park 51 في منطقة غراوند زيرو في نيويورك. "تعرض المشروع لكثير من النقد والجدل في نيويورك، خصوصاً من قبل المجتمع اليهودي. لكن عندما نشرنا صور التصميم اطمأن الجميع إلى أنني استطعت المزج بين ما يرغب به الجميع. والنتيجة كانت مبنى معاصراً، لكنه في الوقت نفسه ينتمي إلى الحضارة والتصميم الإسلاميين".

لم يبتعد عبود عن لبنان طوال هذه السنوات، بل عاد في العام 2009 ليؤسس مكتباً للإشراف المباشر على مشاريعه في لبنان. ويشدد عبود على أهمية معرفته الجيدة بالنظام والقانون اللبنانيين، رغم عمله في بلاد أخرى لما لها من دور في إنجاح مشاريعه.


وبعدما حقق عبود حلمه قبل أن يبلغ الأربعين من عمره، ماذا سيفعل الآن؟

"أريد العودة إلى الفن، شغفي الأول الذي رافقني طوال هذه السنوات". يضيف: "طالما أنني حققت أحد أحلامي عند 39 من العمر، لم لا أحقق حلماً آخر عند 49؟". فعبود شغوف بالفن على أنواعه، خصوصاً النحت والفن التجريدي التعبيري الذي مارسه خلال سنوات شبابه الأولى في بيروت. وكان قد نظم معرضه الفني الأول عندما كان في الـ19 من عمره، عن الطفولة في الحرب الأهلية. فالعمارة "خدماتية. قد تكون عاطفية أو إبداعية، لكنها لن تكون تعبيريّة كالفن"، يقول عبود. كما أن "الهندسة المعمارية عمل جماعي، في حين أن الفن عمل شخصي". وهذا ما يزيد رغبة عبود في مزاولته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها