الجمعة 2017/08/18

آخر تحديث: 01:32 (بيروت)

هل يكذب طفلك؟ أسباب وأنواع

الجمعة 2017/08/18
هل يكذب طفلك؟ أسباب وأنواع
لكذب الأطفال أنواعٌ وأشكالٌ مختلفة (Getty)
increase حجم الخط decrease

عالم الكذب ليس محصوراً بالكبار. لكلّ طفلٍ تجربته مع "الكذب"، رغم اتسامها بالبراءة. وإذا أردنا استرجاع شريط طفولتنا أو مشاهد جمعتنا بأطفالنا، لا يخلو الأمر من اختبار الكذب حتّى إن كانت وطأته مُضحكة وخفيفة. كأنّ في هذه الصفة المذمومة، شيئاً من "الفطرة" المتجذرة في سلوكيّاتنا.

لائحة الأمثلة تطول. ففي كلٍّ منّا، هناك من استيقظ من دون رغبةٍ بالذهاب إلى المدرسة، فاحتجّ بجملة الأطفال الشهيرة: "بطني عم يوجعني". وآخرٌ كسر المزهريّة لأمّه فهرب من عقابها قائلاً: "وقعتْ لحالها". وثالثٌ اجتمع مع أصدقائه وأخبرهم عن مغامراتٍ بطوليّة لم يفعلها. ورابعٌ تهرّب من المذاكرة وإنجاز فروضه بحجّة: "نسيت الأجندة".

وفي عالم الصغار، كما الكبار، تحمل الكذبةُ كلفةً باهظةً. ثمّة قلقٌ يُساور الكاذب في الحفاظ على كذبته التي يرويها لشخصٍ ما، ويحاول الحفاظ على معقوليّة روايته الخياليّة، كما لو أنّها واقع حقيقيّ. إنّه الخوف من انكشاف الكذب وما يتبعه من ضررٍ يُصيب سمعة الكاذب والثّقة بصدقيته. لكن، على عكس الكبار، قلّما يُحسن الصغار إحكام كذبتهم وضبتها. فنظراتهم البريئة تغلبهم، ثمّ تكشفهم.

وإن كان ذلك ليس مبرراً، غير أن دافع الطفل إلى الكذب أو انخراطه في شكلٍ آخر من أشكال الخداع مع محيطه ورفاقه، يهدف إلى تأمين "الحماية"، وتشكيل تفاعلات تخدم مصالحه، سواء أكان في تهربه من مسؤولية ارتكاب الخطأ، أم استجداءً لنفسه الفضل والامتياز في إنجاز نجاحٍ ليس له.

يربط علم النفس "كذب الأطفال" بأسبابٍ عدّة. منها، "غياب القدوة الصادقة"، حين يُلاحظ الطفل لجوء أحد والديه إلى الكذب في موقف معيّن، أو حين يطلبان منه ممارسة الكذب: "إذا رنّ التلفون قول ماما نايمة". كذلك، حين ينشأ الطفل في بيئةٍ تسودها الأسرار والخداع والخوف من العقاب.

لكن، لـ"كذب الأطفال" أنواعاً وأشكالاً تختلف بحسب اختلاف الأطفال عن بعضهم وتباين شخصيّاتهم، ومنها:

1- الكذب الخيالي
يعبّر الأطفال من خلاله عن أحلامهم التي لا يعيشونها ويرغبون في عيشها، في قصصٍ تنسجها أخيلتهم. وغالباً ما يلجأ الطفل إلى هذا النوع بهدف التعبيرعن نفسه تعبيراً ممزوجاً بالواقع والخيال. 


2- الكذب الادعائي
هذا النوع من الكذب، يُمارسه الأطفال لتغطية نقصٍ يشعرون به، فيُبالغون في ما يملكون أو في صفاتهم وصفات والديّهم، لبلوغ التوازن والمركز، لاسيما وسط أصدقاء المدرسة. كأن يدّعي الطفل أنّ والده طبيب أو رجل أعمالٍ فيما هو موظف عادي.

3- الكذب الانتقامي
يستعين الطفل بهذا النوع من الكذب بدافع الغيرة، للانتقام من طفلٍ آخر يظن أنّه يتفوق عليه أو يسرق الأضواء منه أو يحصل على استحسان أكثر منه. وغالباً ما يحدث بين الأخوة، حين يشعر أحدهم بالتمييز وتفرقة الوالدين في المعاملة، فيلجأ إلى اتهام أخيه تهمةً كاذبة ينال عليها تأنيباً وعقوبة.

4- الكذب المُغرض
يكذب الطفل في هذه الحالة لتحقيق غرضٍ معين يظنّ أنّه لن يُحسن إنجازه من دون اللجوء إلى الكذب. كأن يُخبر الطفل أهله أنه يريد الذهاب إلى بيت صديقه، ليدرسا معاً، بينما هما اتفقا على اللعب بالبلايستيشن.

5- الكذب الدفاعي
وهو أكثر أنواع الكذب شيوعاً، يستعين به معظم الأطفال خوفاً من العقاب. كأن ينفي الطفل ارتكابه خطأ ما. ويزداد هذا النوع كلّما كان عقاب الأهل للطفل على أخطائه قاسياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها