الأحد 2017/07/30

آخر تحديث: 01:53 (بيروت)

أغنية تنعش إقتصاد بورتوريكو

الأحد 2017/07/30
أغنية تنعش إقتصاد بورتوريكو
أكثر من مليارين ونصف مليار مشاهدة (Getty)
increase حجم الخط decrease

قطعاً، ليل نهار، يدعو سكان بورتوريكو بالخير والتوفيق لمواطنَيهما لويس فونسي ودادي يانكي، ويشعلون لهما الشموع في الكنائس أيام الأحد. فبفضل أغنيتهما Despacito، انتعش اقتصاد الجزيرة القابعة في جنوب البحر الكاريبي، والتابعة للولايات المتحدة الأميركية، إنما كمستعمرة لا تشكل جزءاً من أراضيها.

فكيف يمكن لمجرد "غنوة" أن تسهم في إحياء إقتصاديات وصلت إلى الحضيض؟

عنوان الأغنية، "ديسݒاسيتو"، يعني بالإسبانية "بهدوء" أو "ببطء"، أو "على مهلكم". ومنذ إطلاق الكليݒ في كانون الثاني 2017، اشتهرت الأغنية عالمياً بشكل يثير العجب، بحيث جمع الفيديو الأصلي وحده على اليوتيوب، لحد الآن، أكثر من مليارين ونصف مليار مشاهدة.

تلك الشهرة المفاجئة، وغير المفسرة لأغنية تبدو مشابهة لأغان كثيرة ناطقة بالإسبانية وتعتمد وتيرة لاتينية، هي ما أثار فضول الملايين من أنحاء العالم، بما فيها "الجارة" الكبرى الولايات المتحدة. وخلال الأشهر الأخيرة، عمد مئات الآلاف من عشاق الأغنية إلى الذهاب إلى بورتوريكو نفسها للسياحة والاستجمام، وبشكل خاص "التبرك" بزيارة مسقط رأس Despacito، والاطلاع بأمهات أعينهم على الأماكن التي صور فيها الكليݒ، لاسيما حي "لا ݒيرلا" (اللؤلؤة) في مدينة سان خوان.


هكذا، خلال النصف الأول من العام الحالي، ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 45% في بورتوريكو، التي تبلغ مساحتها (مع بضع جزر صغيرة أخرى متناثرة حولها وعائدة لها) 8870 كيلومتراً مربعاً، أي أصغر من لبنان. ويحظى الأرخبيل بموقع مميز ضمن جزر الأنتيل ومنطقة الكاريبي، ومناخ معتدل طوال السنة وشواطئ خلابة، ومزيج فريد من السكان، يتحدرون من أصول لاتينية إسبانية وأفريقية وأصحاب الأرض الأصليين، "الهنود الحمر"، إضافة إلى نسبة قليلة من أميركيين "بيض"، استقروا عقب احتلالهم الجزيرة في العام 1898.

المطرب لويس فونسي (39 عاماً واسمه الأصلي لويس ألفونسو لوݒيز سيݒيرو)، يجمع طرزاً متعددة في أعماله الموسيقية، تشمل الـ"آر أن بي" والـ"ݒوݒ روك"، فضلاً عن الوتيرة اللاتينية المحلية. أما شريكه في Despacito، دادي يانكي (40 عاماً، واسمه الحقيقي رامون أيالا رودريغيز)، فكان لاعب بيزبول محترفاً، انتقل إلى عالم الفن. هو أيضاً، يجمع في نتاجاته توجهات مختلفة، منها الـ"ريغي" الجامايكي والـ"هيݒ هوݒ". فهل خطر في بالهما أن أغنيتهما البسيطة ستحيي إقتصاد بلدهما، الراكد جداً لغاية تاريخه أعلاه؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها