تعرفوا إلى الجزيرة الممنوعة على النساء

كلا، هي ليست في أفريقيا أو عائدة لبلد عهد عنه التشدد والتزمت. إنها جزيرة أوكينوشيما اليابانية، التي تتمثل إحدى خصائصها في كونها ممنوعة على النساء.

لغاية أيام خلت، لم يكن لأحد ليسمع شيئاً عن تلك الجزيرة المغمورة الضئيلة، عدا عن بعض رجال دين يابانيين من كهنة الديانة الشنتوية. لكن، حصل أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، أثناء اجتماعها الأخير في مدينة كراكوف البولندية، قررت إدراج أوكينوشيما في قائمة التراث العالمي للإنسانية. والسبب هو أنها تضم معبداً فريداً لديانة شنتو، وتعدّ صرحاً تاريخياً أساسياً لتلك الديانة.

ومن الخصائص الغريبة الأخرى التي تتفرد بها أوكينوشيما، أن المعبد المذكور يحرسه كاهن واحد، وهو الشخص الوحيد المرخص له المبيت في الجزيرة، بمساحتها البالغة أقل بقليل من كيلومتر مربع واحد. والأكثر غرابة: لا يحق لذلك الكاهن المبيت هناك سوى ليلة واحدة. وعليه، يحلّ محله في اليوم التالي كاهن آخر، يترك بدوره المكان لزميل ثالث، وهكذا دواليك.

ذلك الحدث، نعني ضم أوكينوشيما إلى قائمة التراث العالمي للإنسانية، هو ما أطلق سلسلة تغطيات إعلامية عن الجزيرة. لكنها تغطيات "من بعيد". إذ لا يكفي لزيارة أوكينوشيما أن يكون الزائر رجلاً. فهناك شروط أخرى:

- الزيارة لغير الكهنة مسموحة يوماً واحداً في السنة، هو تحديداً 27 أيار. عليه، ينبغي انتظار الربيع المقبل من العام 2018.

- يقتصر عدد الزائرين في ذلك اليوم على 200 رجل فقط، لا أكثر ولا أقل، من "محظوظين" يجرى انتقاؤهم من بين آلاف الطلبات سنوياً.

- ينبغي طبعاً أن يكونوا من المؤمنين بمعتقدات الشنتو.

- عليهم التطهر والخضوع لطقوس وضوء شديدة قبل أن تطأ أقدامهم أرض الجزيرة، والتخلي عن ملابسهم وارتداء إزار خاص بسيط.

- ذلك الإزار هو الشيء الوحيد المسموح، إذ يمنع منعاً باتاً اصطحاب أي حاجة شخصية، مثلاً ساعة يدوية أو هاتف نقال أو أوراق هوية أو محفظة، أو أي شيء آخر. وطبعاً الكاميرات منبوذة تماماً. لذا، لا توجد صور من داخل الجزيرة.

وبطبيعة الحال، يمنع اصطحاب الزوجات أيضاً، بما أن الجزيرة ممنوعة عليهن. فهل يجوز الظن أن الرهبان الشنتويين، هم أيضاً، يعدّون المرأة "ناقصة عقل ودين"؟