الأحد 2017/05/28

آخر تحديث: 00:59 (بيروت)

لماذا يأتي السياح إلى لبنان؟

الأحد 2017/05/28
لماذا يأتي السياح إلى لبنان؟
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في ترويج صورة إيجابية (Getty)
increase حجم الخط decrease

يعدد أحد الإعلانات السياحية على موقع Booking.com، ثلاثة أسباب تدفع السائح إلى زيارة لبنان، وهي: الطعام، الحياة الليلية، والسكان الودودون. هي الأسباب نفسها التي يقدمها عدد من المواقع السياحية، قبل الإنتقال إلى أسباب أخرى، أبرزها التاريخ الطويل الذي سمح بوجود مواقع أثرية في غاية الأهمية، في المدن الرئيسية اللبنانية.

المرحلة الأولى من تعداد الأسباب، تتضمن إيصال معلومة بسيطة إلى السائح، تؤكد أن اللبنانيين ودودون وغير عنيفين كما يصورهم الإعلام العالمي. كما أن نمط حياتهم المملوء بالسهر والمهرجانات وتناول الطعام اللذيذ، يدل على الرفاهية التي يعيشون فيها، والتي تؤكد مرة أخرى، المسافة التي تبعدهم عما يُذكر في الإعلام، وما كانت شركة Booking.com نفسها، قد صورت عنهم العام الماضي، عندما وضعت تحذيراً من السفر إلى لبنان على موقعها.

فبعد إقناع السائح بأمان الرحلة إلى بيروت، يمكن التحدث عما يمكن أن تتضمنه هذه الرحلة، من زيارة الآثار والجبال، والمنتجعات البحرية، في بلد وصفه أحد إعلانات شركة Expedia، بالبلد التاريخي، المملوء بالخرافات والأساطير.

تقول غنوة ريضان من Baraket Travel لـ"المدن"، إن عملية جذب السائح إلى لبنان، تبدأ عندما يقوم المكتب بـSales Trip إلى الخارج، من أجل عرض "منتجاته" في المكاتب العالمية Agents، أو حين يقوم المكتب بـData update، لتوسيع العروض وتقديم عروض جديدة إلى المكاتب الموجودة في البلاد التي يريدون التوجه إليها. لكنها تؤكد، في الوقت نفسه، أن عدداً كبيراً من السياح يأتون من طريق مواقع الحجوزات على الإنترنت، وليس من طريق المكاتب. وهذا ما ينطبق بشكل خاص على السياح من أوروبا، وهم الأكثر اهتماماً بزيارة المواقع الأثرية والتاريخية.

تحاول المكاتب السياحية، الاستفادة من المقومات التقليدية للسياحة اللبنانية، عبر تنظم رحلات دورية إلى المواقع السياحية، وفي مقدّمها جبيل ومغارة جعيتا، اللتان اكتسبتا سمعة جيدة في الخارج خلال السنوات الماضية. وتنظم جولات سياحية إلى قصر بيت الدين ودير القمر، آثار صيدا ومطاعمها، آثار صور والشاطئ البحري، وبشري وبعض المناطق المرتبطة برمزية دينية. وطبعاً قلعة بعلبك، التي كانت بعض المكاتب تأخذ السياح إليها على مسؤوليتهم، خوفاً من تردي الأوضاع الأمنية.

فالرحلات لم تتوقف إلى قلعة بعلبك، التي تعتبر سبباً رئيساً لمجيء عدد كبير من السياح الأوروبيين إلى لبنان، رغم تصنيفها من سفارات بعض الدول (مثل كندا، الولايات المتحدة وبريطانيا)، ضمن المناطق الأكثر خطراً في لبنان. فتعليقات السياح في شأن قلعة بعلبك، على سبيل المثال في موقع Trip Advisor السياحي، تقلل من احتمال حدوث مخاطر في المدينة التابعة لحزب الله، وتحاول قدر الإمكان تكذيب صورة الإعلام، وما يقوله اللبنانيون عن المدينة، الذين يبالغون في تخويف السياح (يمكن معاينة تعليقات اللبنانيين في الأشهر الماضية على الموقع)، كأنها مكان للخارجين عن القانون، ويبدون خائفين من الذهاب إليها، أكثر من السياح الذين يجيئون من أوروبا والعالم.

ويمكن القول إن مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة بالسياحة، مثل TripAdvisor، أسهمت في إحداث خروقات في الصورة النمطية المخيفة عن بيروت، وليس عن بعلبك فحسب، إذ تمتلئ صفحات الموقع بتعليقات يومية إيجابية عن العاصمة اللبنانية.

فالسياحة في لبنان لم تعد تقتصر على هذه الأنماط التقليدية، لقد توسعت الأنماط السياحية في السنوات الماضية، مع ظهور "السياحة السياسية" على سبيل المثال، التي تجتذب طلاب العلوم السياسية والحقوق من دول العالم، إلى أقرب المناطق الآمنة من الجبهات المشتعلة في سوريا، وسياحة المؤتمرات السياسية والإنسانية المتعلقة باللاجئين، سياحة المتاحف التي ازداد عددها بشكل متسارع في السنوات الخمس الماضية، السياحة التي تستهدف المستشفيات المتخصصة بعمليات التجميل والتي تتنافس بين بعضها على تقديم أسعار مغرية، سياحة السهر والحفلات المزدهرة أيضاً في بلدان مجاورة كاليونان وقبرص، بالإضافة طبعاً إلى سياحة الطعام التي توسعت في العقد الماضي مع رواج المطابخ الإثنية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها