الإثنين 2017/05/15

آخر تحديث: 00:55 (بيروت)

سامية: حققت حلمها بقيادة بيسكلات ضخمة في طرابلس

الإثنين 2017/05/15
سامية: حققت حلمها بقيادة بيسكلات ضخمة في طرابلس
ردود الفعل على اقتناء سامية البيسكلات إيجابيّة جداً (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

عندما تنقل عينيك بين واجهات المحال، خلال تجوالك في شارع عزمي في مدينة طرابلس، لا بدّ أن تُصادف شيئاً لافتاً. إمّا سامية تتجوّل على دراجتها الهوائيّة، أو دراجتها الهوائيّة مركونة وحدها تحت بيتها في بناية البابا الشهيرة، عند مدخل الشارع.

سامية سبيتي، السيّدة السمراء، تُوحي قامتها الممشوقة وبُنيتها القويّة، أنّها بالكاد طرقت أبواب الخمسين. لكنّها في الواقع، تبلغ 64 عاماً. تضحكُ، وتتباهى بأن الناس يضعون لها عُمراً أقلّ من عمرها. فشعرها الأسود القصير المُوشّحُ بالشَيّبْ، الذي لم تصبغه يوماً؛ والتجاعيد الطفيفة على قسمات وجهها يُخبران عن تصالحٍ مع الذات وسعادةٍ غمرتْ قلبها طوال العقودِ الستّة. فـ"أنا سعيدةٌ بحياتي. لم أتزوج ولا أحملُ همّاً، أعيش لأفرح".

في كلِّ صباحٍ، تبدأ سامية رحلتها في المدينة على دراجتها الفريدة. "منذ كنتُ صغيرة، وأنا أحلمُ بدراجةٍ هوائيّة بهذه المواصفات. ثلاثة دواليب، وصندوق خلفي. وعندما كنتُ أخبرُ بائعي الدراجات عمّا أفكرُ به، كانوا يتحججون أنّ صناعة هكذا دراجة سيجعل حجمها ضخماً، وأنّهم لا يستوردونها في لبنان. لكنني لم أفقد الأمل باقتنائها".

قبل 5 سنوات، سافرت سامية إلى الولايات المتحدة الأميركية لزيارة أصدقائها، فـ"صادفت حلمي". وفي جولةٍ استكشافية في إحدى المناطق السياحية، "مررتُ بقرب محلٍ يؤجر الدراجات الهوائيّة. لم أصدّق من فرحي، أنني وجدتُ عنده الدراجة التي أحلم بها، والتي تغنيني عن اقتناء سيارة". استأجرت الدراجة– الحلم، رغم كلفتها العالية.

بعد عودة سامية إلى لبنان، ذهبت على الفور إلى بائع دراجاتٍ في منطقة الميناء. "أخبرتُه عن الدراجة التي استأجرتها في أميركا، ومواصفاتها التفصيلية، ووعدني أن يشحنها من شركةٍ يستورد منها في الصين، فاشتريتها بـ750 دولاراً".

في البدء، عارض أهل سامية أن تقتني دراجة وتركبها. وكانوا يقولون لها: "بدك تسوقي بيسكلات بطرابلس يا سامية؟". لكن ردود الفعل بعد اقتنائها كانت إيجابيّة جداً. "أشعر بالحرية والسعادة عند ركوبها، ولا أستطيع الاستغناء عنها. الكل يتّجه نحوي ليسألني عن الدراجة. ويعبّر عن إعجابه بها، وعدم اكتراثي لأحد عند ركوبها. فقررتُ أن أتاجر ببيع هذا النوع من الدراجات، بعدما تهافت الزبائن".

لسامية، التي تُحبُّ العمل الحرّ والتجارة الخاصة، هواياتٌ أخرى. فالحرب الأهلية، التي منعتها من إكمال مسيرتها العلمية، لم تحدّ من قدرتها على اتقان اللغة الانكليزية. وعندما سافرت أثناء الحرب إلى أفريقيا مع والدها تعلمت الصبغ على الأقمشة. فـ"عدتُ إلى لبنان أتقن هذه الصناعة، وبدأتُ أتاجر بها وأبيع الفولارد والتنانير والفساتين التي أصبغ ألوانها بنفسي بتصاميم فريدة ومميزة. فكثر الزبائن، لاسيما بعدما سافرتُ إلى ماليزيا لأتعلم الصبغ بالشمع على الأقمشة واللوحات، فتاجرت بها أيضاً".

في بيتها القديم، الذي تتوارى على جدرانه رمزية بناية البابا الأثرية، تعيش سامية وحدها مع القطِّ شوغر وابنةُ خالته التي لم تسمها بعد. "يغاران عليّ كثيراً وأنا سعيدة بوجودهما. وأشاهد معهما أفلام الكرتون". توفى والدا سامية قبل سنوات. وأخوتها السبعة بقي منهم أربعة، بعدما توفي 3 شبابٍ منهم بعمر الثلاثين. "البنات بالعيلة عمرهم أطول من عمر الصبيان".

على طاولةِ السفرة في البيت، تمتد أصناف الكاتو والكوب الكيك المغلفة، التي تشتهر سامية بصناعتها، وتؤمن للمطاعم والبيوت طلباتهم منها. وهي تطبخ مأكولات صينية ويابانية وأفريقية. أمّا الصيادية، فـ"ما حدا بيغلبني فيها".

في مشاريعها المقبلة، ترغب سامية بالسفر إلى كولومبيا، حيث جذورها من جدتّها الكولومبيّة. "أحبُّ أن أعمل وأدّخر لأسافر. فأنا أعشق التجدُّد والاستكشاف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها