إعادة الاعتبار لاكتشاف يحمي حياة النساء

وفق آخر احصائية لمنظمة الصحة العالمية، لم يشهد لبنان في العام 2015 إلا 15 حالة من وفيات الأمومة، أي وفاة الأم لأسباب تتعلق بالولادة، بعدما كان سجل في العام 1990 نحو 74 حالة. ما يعني أن الحالات اللبنانية قليلة. لكن، وفق المنظمة نفسها، يشهد العالم وفاة نحو 830 امرأة جراء أسباب لها علاقة بالحمل والولادة. وتقريباً، هناك 100 ألف امرأة تموت سنوياً بسبب نزيف الدم الذي يلي الولادة.

ورغم تراجع الأرقام عموماً، إلا أن الدول النامية مازالت تشهد النسب الأكبر من هذه الحالات، فيما تبدو أنها الأزمة الأكبر التي تواجهها النساء. لكن يبدو أن دواء حمض الترانيكساميك هو أحد الحلول المطروحة حالياً، لهذه المشكلة، رغم أن فعاليته اكتشفت في ستينات القرن الماضي، عبر الطبيبة النسائية اليابانية يوتاكو أوكاموتو (Utako Okamoto).

لم يؤخذ هذا الاكتشاف بالاعتبار حينها، بعدما فشلت أوكاماتو في اقناع الأطباء بتجربته، رغم قدرته على ايقاف النزيف بسرعة وكلفته المنخفضة. فهو الآن يكلف 3 دولارات في بريطانيا، وربع هذه القيمة في باكستان.

لكن الأطباء هذه الأيام قرروا العودة إلى اكتشاف أوكاموتو، في دراسة طبية عالمية، تشمل عينة مؤلفة من 20 ألف امرأة، ونحو 200 مستشفى في 21 دولة غنية وفقيرة. "أعتقد أن هذه الدراسة مثيرة. ويبدو أن حمض الترانيكساميك قادر على حماية الأرواح"، تقول فيليسيا ليستر، من جامعة كاليفورنيا، التي عملت في أوغاندا وكينيا. ورغم وجود بعض الأثار الجانبية لاستعماله، إلا أنها "ليست مشكلة كبيرة، فهو لا يزيد من خطر الوفاة أثناء الولادة".