كم موناليزا في سوريا؟

الخميس 2017/03/30

قرر عابد فهد أن يطلق على الفتاة لقب "موناليزا سوريا"

خلال الأيام الماضية، تداول ناشطون وفنانون سوريون صورة طفلة سورية. وكتب الممثل السوري عابد فهد، في وصف الصورة على حسابه في تويتر: "موناليزا سوريا".

ليس اللقب من ابتكاره طبعاً، وقد استخدمه عشرات الناشطين والإعلاميين في السنوات الماضية، لوصف صور مؤثرة، تناقلوها على صفحاتهم الخاصة. لكن، يبدو أن سبب إطلاق فهد هذا اللقب، هو أن تعابير وجه الفتاة قاسية ومتناقضة، إذ تظهر في الصورة أنها تبكي، لكن في الوقت نفسه تبدو كأنها على وشك الإبتسام. كما أنها مثل صور أخرى أطلق عليها اللقب نفسه، تنظر مباشرةً إلى المُشاهد. وهذا ما يلعب دوراً في زيادة احتمالات تأويلها. كأن يقال على سبيل المثال إنها تنظر إلينا بعتب.

لكن، ما الذي يجمع هذه الصورة بالصور الأخرى التي أُطلق عليها اللقب نفسه في السنوات الماضية؟ هل هي فعلاً شبيهة بلوحة دافنشي، أم أنها صور أيقونية قرر الناس الرفع من شأنها فشُبهت بإحدى أشهر اللوحات في تاريخ الفنون؟

أشهر موناليزا سورية لم تكن سورية، بل هي مريانا مازح، من قرية طيرفليسة في قضاء صور، جنوب لبنان. انتشرت إحدى صورها على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد قيل إنها بائعة علكة في شوارع عمان. كتب كثيرٌ من الكلام الجميل عن الفتاة التي شردتها الحروب، وأجبرتها على بيع العلكة في طرق العاصمة الأردنية، مختزلة جميع أطفال سوريا في بلاد اللجوء.

بعد أسابيع، نشرت صورة أخرى، قيل إنها للفتاة نفسها، قبل المجاعة في مضايا وبعدها. أصبح جسدها هزيلاً، وقد بدأ الناشطون تناقل صورتها للمطالبة بفك الحصار عن المدينة. تبيّن لاحقاً أن الفتاة المريضة لم تكن جائعة في مضايا، إنما في الغوطة الشرقية.

في 28 نيسان 2016، قصفت طائرات النظام السوري مستشفى في حلب، وقتل آخر أطباء الأطفال في المدينة. تناقل السوريون والمتضامنون من العرب، بشكل واسع صور القصف. وكان السبب، في انتشار الصور، هو الغبار الذي ملأ وجوه الموجودين، مغطياً تفاصيلها، وماحياً تعابيرها ليصبح أصحابها كالتماثيل المتحركة، التي بدت متساوية مع بعضها في المأساة. إحدى تلك الصور أطلق عليها لقب "موناليزا سوريا"، وقام الفنان السوري حسام علوم بعد أيام من الحادثة، برسم لوحة مشابهة لها، مع إضافاته الخاصة عليها.