الخميس 2017/03/23

آخر تحديث: 06:15 (بيروت)

نعمة الله أبي نصر يتذكر يوم المجاعة

الخميس 2017/03/23
نعمة الله أبي نصر يتذكر يوم المجاعة
جميل إستحداث يوم للذكرى (Getty)
increase حجم الخط decrease

توافق على الذكريات. هذه هي حال مشرعي النظام اللبناني، الذين فشلوا مرة تلو الأخرى في التوافق على قانون انتخاب، الذي يشكل ألف باء الديمقراطية في الأنظمة السياسية. فـ"مشرعو النوستالجيا" الذين لم يفلحوا أيضاً بوضع قوانين عادلة للضريبة، أعادونا اليوم إلى العام 1915 عندما ضربت المجاعة متصرفية جبل لبنان وولاية بيروت، وأدت إلى وفاة نحو 200 ألف شخص، بحسب الروايات. وهو شأن غير قليل الأهمية طبعاً، ولا يمكن أن يشغل بالاً غير بال النائب نعمة الله أبي نصر. 

الكوميديا التشريعية انطلقت من لجنة الإدارة والعدل، التي أقرث بالاجماع، الأربعاء في 22 آذار، "يوم ذكرى المجاعة الكبرى"، بعدما استمعت إلى شرح مقدم الاقتراح النائب أبي نصر، واطلعت على الأسباب الموجبة للاقتراح.

يقول أبي نصر لـ"المدن" إن "هذه المجاعة أدت إلى استشهاد ربع الشعب اللبناني، فحري بنا استذكارهم بيوم وطني. وهذا اليوم ليس يوماً للعطلة، إنما لاستذكار المآسي من أجل تلافيها". وينقل أبي نصر أن النائب محمد الحجار قال له خلال الجلسة: "أعطني الورقة لأوقع سريعاً، فكان لجدي 4 أخوة، ثلاثة منهم ماتوا بسبب المجاعة، والرابع هاجر بحثاً عن قوته اليومي".

جميل استحداث يوم للذكرى. لكن السؤال: لماذا لا يتذكر مشرعو الذكريات، أن دورهم ليس البحث في "أرشيف الأحداث اللبنانية"، كأنهم مازالوا في الحرب العالمية الأولى، بل التطلع نحو مستقبل شعبهم، الذي ينتظر منهم عدم تجويعه بتشريعات ضريبية عبثية.

لا تنحسر الأسئلة المشروعة عن هذه البدعة التشريعية عند ربط المجاعة السابقة بسياسة التجويع الحالية، بل تتعداها لتصل إلى السؤال عن سبب تغييب إستذكار الذكريات التي لايزال اللبنانيون يدفعون ثمنها. فلماذا لم يتوافق أصحاب السعادة على جعل ذكرى 13 نيسان، يوم اندلعت شرارة الحرب الأهلية في العام 1975، تاريخاً للحفظ كي لا يعاد؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها