الإثنين 2017/03/13

آخر تحديث: 00:12 (بيروت)

لماذا تم طمر آخر الإكتشافات في الضنية؟

الإثنين 2017/03/13
لماذا تم طمر آخر الإكتشافات في الضنية؟
تستغرق عملية تكوّن هذه المغاور ملايين السنوات
increase حجم الخط decrease
لم يتخيل المواطن أ. العرب أن قطعة الأرض المهملة التي يملكها، في بلدة بيت العرب في الضنية، ستتحول إلى قبلة للأنظار في يوم من الأيام. فخلال قيامه بأعمال الجرف بهدف البناء، اكتشف وجود حفرة في العقار. وعند تنقيبه داخلها، ظهرت له مجموعة من الأشكال الجميلة والتماثيل الطبيعية.

سرعان ما بدأ شبان القرية نشر صور الإكتشاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر مختار القرية عن استعداده لفتح المغارة في حال تم تأمين الخبرة العلمية والمعدات اللازمة لذلك. لكن المفاجأة أتت من صاحب الأرض، الذي قرر بعد ثلاثة أيام على اكتشاف المغارة، أن الوقت قد حان لإعادة إغلاقها، مستعيناً بجرافة.

الإكتشاف، الذي لم يلق أي اهتمام من سكان البلدة، تعددت الروايات عن أسباب طمره. فالبعض قلل من أهمية الإكتشاف في بلدة صغيرة تعتمد على الزراعة، فيما أشار آخرون إلى أن فتحة المغارة كانت ضيقة، وقد تحتاج إلى جهود من أجل التنقيب، ربما لا تستحقها. لكن، ما جاء على لسان إحدى السيدات كان ربما الأكثر صدقاً. فـ"ما هي فائدة المغارة على صاحب الأرض إن لم يجد فيها ذهباً، وإن وضعت الدولة يدها على أرضه؟".

ونظراً لعدم وجود بلدية مستقلة في بيت العرب، تتمثل الدولة فيها بمختار واحد. أما إدارياً فهي تتبع لبلدية بخعون، التي يؤكد أحد أعضائها أحمد الصمد، أنها سعت لإعادة رفع الردم عن المغارة المكتشفة، تمهيداً للكشف عليها من جانب وزارتي السياحة والبيئة لمعرفة مدى عمقها. ولا يخفي الصمد خوفه من تحطم بعض مكونات المغارة، بفعل إستخدام آليات ثقيلة لعمليات الجرف والطمر، لافتاً إلى أن تحرك الأجهزة الرسمية بطيء جداً.

وتظهر الصور الملتقطة عند مدخل المغارة، المشرفة على أحد الأودية، وجود مجموعة من السواقط والتماثيل الطبيعية بنية وبيضاء اللون، على شكل أسهم. وتنتمي هذه الصخور إلى فئة الصخور الكربوناتية/ الكلسية أو الصخور الدولوميتية، التي تغطي (القاسية منها) نحو 65% من مساحة لبنان، على امتداد سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، وفق الخبير الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي.



وتستغرق عملية تكوّن هذه المغاور ملايين السنوات، يتخللها دخول المياه وزيادة الشقوق، وما يرافق ذلك من ترسب كربونات الكالسيوم وتراكمها لتكوين السواقط، فيما تؤدي التراكمات على الشق السفلى من المغارة إلى ظهور الطوالع/ الصواعد. ويلعب إنخفاض الضغط الجوي داخل المغاور، وارتفاع الضغط الجوي خارجها، دوراً أساسياً في تكون هذه الأشكال. ما يرجح احتمال وجود ينابيع وأنهر داخل هذه المغاور، اعتماداً على حجمها وعمليات الحفر التي تتولاها نقاط المياه خلال ملايين السنوات.

استثمار المغاور
وفور اكتشاف هذه المغارة، بدأت المقارنة بينها وبين سائر المغاور المشهورة في لبنان، وتحديداً مغارة الزحلان الواقعة في بلدة سير الضنية، التي تغيبت الدولة ووزارة السياحة عنها طوال عقود طويلة، إلى أن بدأ باستثمارها أحد رجال الأعمال. ما أدى إلى تحولها إلى محور النشاط الإقتصادي في محيطها. فأنشئت مجموعة من المقاهي والمطاعم التي يقصدها المصطافون من المناطق اللبنانية. وبدأ المستثمر بناء جسر معلق للمشاة فوق الوادي المجاور، يالإضافة إلى شق طريق فرعية واستحداث مواقف للسيارات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها