رصاصات فجر الجرود.. آلة موسيقية

بمخيلته الواسعة وقدراته الموسيقية، يسعى الموسيقي آلان برجي إلى استخدام طلقات الرصاصات المنهمرة على أرض معركة فجر الجرود كمفاتيح لعزف النشيد الوطني اللبناني. لكن، كيف حوّل برجي (35 عاماً) تلك الرصاصات إلى آلة موسيقية تعزف نشيد لبنان؟

يجيب في حديثه إلى "المدن": "بعد مضي أشهر قليلة على خوض الجيش اللبناني معركة فجر الجرود، قرّرتُ أن أخترع بالرصاصات نفسها آلة موسيقية خصّصتها لعزف النشيد الوطني اللبناني عربون تقدير وإجلال لتضحيات شهدائنا".

وقد صمّم آلته ونفذّها في غضون أربعة أيام على لوح حديد بطول 30 سنتيمتراً. "لونّتُها بألوان الجيش اللبناني مستخدماً ثلاثة أنواع من الرصاص، في سلّم موسيقي يتألف من ثماني رصاصات". ويوضح برجي الطريقة التي مكّنته من العزف عليها: "بعد محاولات عدة، وجدتُ المياه أفضل وسيلة يمكن استخدامها في الرصاص تساعدني على دوزنة الآلة، مستعيناً بإبرة أسحب بها المياه تدريجاً إلى أن تتطابق مع مستوى النوتة أو Gamme، المقام الخاص بالمعزوفة التي تصدر منها. وعندما انتهيت من الدوزنة أفرغت المياه من الرصاصات". هكذا، استطاع برجي جعل رصاصات تعزف نوتات موسيقية كأنها تعزف على لوحة مفاتيح Keybord.

لا يخفي برجي أنه كان من التلاميذ غير الناجحين في مدرسته، "وقد عشت مرحلة من طفولتي أتصارع فيها مع المسائل التي لم تكن تعني شيئاً لعائلتي بينما كنت أنا مقتنعاً بها وأهواها". يضيف: "إذا كان الولد غير نافع في المدرسة، فلا يعني ذلك أنه فاشل. بالعكس، قد يكون لديه مهارات مغايرة للمألوف ومواهب معينة يمكن أن يُبدع من خلالها، وعلى الأهل أن يعوا ذلك جيداً قبل فوات الأوان".

دخل برجي جامعة الروح القدس- الكسليك في العاشرة من عمره، وتعلّم أسّس الموسيقى ومبادئ العزف على آلة البيانو لسبع سنوات. ولم يكتفِ بالعزف على آلة موسيقية واحدة، بل راح يتنقل بين آلة وأخرى "كأنني من حاملي الشهادات، مع أنني لا أؤمن بالعلم أمام الإبداع". فهو يعزف اليوم على أكثر من 14 آلة موسيقية بين آلات النفخ، الوترية والكيبورد، إضافة إلى التمرّس في العزف على آلة Flute De Pan أي الناي الغربي. وتطوّر فكره الفني إلى استلهام نحت الغرف ورسم المنازل والديكور على أنواعه من عشقه الدائم والأبدي: الموسيقى وآلاتها.