الأربعاء 2017/12/20

آخر تحديث: 01:05 (بيروت)

الطفل إيلي جدع.. بطل عالمي

الأربعاء 2017/12/20
الطفل إيلي جدع.. بطل عالمي
الجائزة لم تكن لإيلي فحسب إنما لوالدته أيضاً (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

عاد الطفل إيلي جدع (11 عاماً) من العاصمة الماليزية كوالامبور، بعدما شارك مع 11 تلميذاً لبنانياً في المسابقة الدولية للحساب الذهني، حاملاً كأس الوصيف الثاني عن فئة Basic.

المسابقة التي أظهرت تفوقاً للتلاميذ اللبنانيين، الذين حصدوا تسع جوائز من بينها لقبي بطولتين، هي التجربة الأولى بالنسبة إلى إيلي، الذي شارك في المسابقة منفرداً عن محافظة البقاع، كما تؤكد والدته فريدة.

أظهر إيلي موهبة في الحسابات الفورية منذ كان في سن الخمس سنوات. إلا أن غياب المؤسسات المنظمة التي تعنى بتطوير هذه القدرات في مدينة زحلة، أبقى موهبته ضامرة إلى أن دخل التدريب على الحساب الذهني كمادة تعليمية الزامية في مدرسته الثانوية الانطونية- كساره، فصار الحساب الذهني جزءاً من هواياته وأوقات تسليته التي يمضيها مع أقاربه وأصدقائه.

تفوق إيلي فوراً بين زملائه، وأختير من بين 25 تلميذاً للمشاركة في المسابقة الوطنية، التي أقيمت برعاية وزارة التربية في قصر الأونيسكو، وحل أولاً على 300 تلميذ شاركوا عن فئته، ليكون من بين 12 تلميذاً أختيروا لتمثيل لبنان في مختلف فئات المسابقة العالمية، التي جمعت 2500 تلميذ من 72 دولة، وكان رقم إيلي فيها B355.

كل ما أحاط بالمسابقة كان جديداً بالنسبة إلى إيلي، على خلاف تلاميذ لبنانيين آخرين، سبق أن شاركوا في مسابقات دولية جرت في دبي والهند. إلا أنه، كما يقول لـ"المدن"، لم يشعر أبداً بالقلق، بل حاول أن يستمتع بكل ما يمكن أن يقدم له في العاصمة الماليزية، محدداً هدفه بنيل الكأس. فبالنسبة إليه، لم يكن هناك ما يخيفه ويمنعه من الذهاب إلى ماليزيا للاختلاط بأولاد يشاركونه الابداع في الحساب الذهني، بل تحول التنافس إلى طريقة لتمضية فترات تنقلهم خلال تعرفهم إلى البلد الذي استضافهم.

خلال 8 دقائق أنجز إيلي 180 حلاً، أي بفارق 10 نقاط عن الوصيف الأول الإيراني، و20 نقطة عن الفائز الصيني، ليعود إلى لبنان مع ذكريات جميلة حملها، يشاركها مع أصدقائه في المدرسة، المتحمسين للاستماع إلى تجربة صديقهم المختلفة.

إلا أن الجائزة لم تكن لإيلي فحسب، إنما لوالدته فريدة، التي تنظر بفخر إلى ابنها الأصغر، بعد مشقة تربيته وشقيقه منفردة بعد خسارة زوجها. بالنسبة إليها، كوفئت بولدين متفوقين، وتبدو سعيدة بتجربة إيلي "الشيقة" في حياته، بعدما كانت تجربته مرة مع خسارة والده، عندما كان في عامه الخامس.

ولأن الحصة التدريبية في مدرسته لم تعد الزامية، كما تقول فريدة، فهي ستعمل على متابعة موهبة ابنها في مؤسسات متخصصة، مؤمنة بقدرته وذكائه، وبأهمية هذا النوع من التدريب الذي ينمي القدرات الذهنية لدى الأطفال عموماً.

يذكر أن نتائج المسابقة التي أعلنت من كولامبور توجت بطلين لبنانيين هما جاد سماحة الذي أحرز البطولة عن فئة INTERMEDIATE A وأنطونيوس مرعب الذي حل بطلاً عن فئة ELEMENTARY A. كما حل ثلاثة تلاميذ في مرتبة الوصيف الأول عن فئات تنافسهم وهم غبريال أبي سعد، مروان معاوية وفريد أبي ضومط. وكذلك ثلاثة تلاميذ إلى جانب إيلي في مرتبة الوصيف الثاني عن فئات تنافسهم وهم سندي خليفة، جان بول معوض، ديا ماريا الدوماني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها