السبت 2017/10/07

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

المرسيدس بطلة طرابلس ونجمتها

السبت 2017/10/07
المرسيدس بطلة طرابلس ونجمتها
تشكل المرسيدس نسبة 75% من إجمالي السيارات في طرابلس (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

ثمّة رمزيّةٌ تحملها سيّارة المرسيدس في طرابلس، فهي صاحبة الصدارة في شوارعها. يسطع نجمها بمختلف أشكالها وأنواعها. يراها الطرابلسيون بكثافة، لكنهم لا يتحسّسون ظاهرة وجودها ومعناه.

جولةٌ واحدة في شوارع طرابلس، تراقب فيها السيّارات التي تجول في الطرقات أو المركونة على الأرصفة، تكفي لتستنتج الآتي: المرسيدس القديمة، سيّارة طرابلس الأولى من دون منازع.

الغرابة في إقبال أبناء طرابلس على اقتناء سيّارات المرسيدس، لاسيما القديمة المعروف بـ"القطش" واللف والـ300، تدفع إلى السؤال: لماذا يُحبّ الطرابلسيون سيّارة المرسيدس؟

بديهيٌّ القول إنّ من يقتني سيّارة مرسيدس في طرابلس، تصلحُ معه لاستعماليّن. الاستعمال الخاص، والاستعمال العام بوصفها سيّارة تاكسي أو سرفيس. وهذه نقطة الجذب. فمن يقف في شوارع طربلس بانتظار سيّارة تاكسي، لا يتردد عن الركوب بمرسيدس، تزمر وتغمز له بأضويتها، حتّى لو كانت لا تحمل لوحةً عموميّة حمراء. إنّها رمز للأمان والثقة والحمايّة، التي تُجنّب الركّاب الاستفسار عن هويّة السائق.

رغم ذلك، تحولت سيّارات المرسيدس إلى ميدانٍ للمنافسة بين السائقين اللبنانيين والسوريين، بعدما وجدوا فيها سبيلاً إضافيّاً للرزق، في ظلّ غياب الرقابة على اللوحات العموميّة، وإمكانيّة العمل بلوحاتٍ خاصة.

يشرح نقيب السائقين العموميين شادي السيّد لـ"المدن"، أسباب "ولع" الطرابلسيين بسيّارات المرسيدس القديمة. فـ"النقلُ العام الذي عُرف في لبنان منذ 50 عاماً، وتحديداً في طرابلس، يرتكز على استعمال سيّارات المرسيدس القديمة نظراً لمتانتها وقوّتها المناسبة لطبيعة لبنان الجبليّة".

وطرابلس التي لاتزال تعتمد في النقل العام على مبدأ الخمسة ركّاب (2 في الأمام و3 في الخلف)، "تحتاج فيها السيّارات العموميّة إلى التوقف وصعود الركاب بصورةٍ متكررة. بالتالي، إلى فتح وإقفال الأبواب، الأمر الذي لا تتحمله سوى سيّارات المرسيدس، قياساً بغيرها من أنواع السيارات. وطبيعة الشمال الجبليّة، توجب وجود سيّارات تصعد إلى قرى الضنيّة وعكار والكورة وزغرتا بسهولة مع تحميل الأغراض".

"ظاهرة المرسيدس"، لا يمكن فصلها عن الضائقة الاقتصاديّة في طرابلس. ووفق السيّد، فإنّ سيارات المرسيدس القديمة، التي تتمتع بمحركٍ قويّ وجلود وتتحمل البرودة والحرارة شتاءً وصيفاً، تعيش طويلاً ومعتدلة المصروف لناحية المحروقات رغم عملها الشاق. وأصحابها يقومون بتصليحها سنويّاً حفاظاً على هيكلها الحديدي الصلب، خلافاً لبقيّة السيّارات "الكرتونيّة". لذلك، "نجد في طرابلس أن عدداً كبيراً من سيارات المرسيدس، هي من جيل الستينات والسبعينات، ومازالت تعمل في النقل الخاص والعام".

من جهته، يجد علي صافي، وهو أحد تجار سيّارات المرسيدس المشهورين في طرابلس، أن الإقبال في المدينة على المرسيدس القديمة، يرتبط بأسعارها الرخيصة مقارنة مع جودتها العالية، ويصفها بـ"السيّارة اللقطة والضيان"، التي تتميّز بتوفر قطعها في السوق بأسعار زهيدة. يقول لـ"المدن": "تبدأ أسعار المرسيدس القطش من ألف دولار أميركي. أمّا سيّارات اللف والـ300، فسعرها 3,5 ألف دولار أميركي وما فوق".

صافي الذي يتباهي بأنّه لا يقود غير المرسيدس، منذ كان عمره 20 عاماً حين أشترى أول واحدة بـ200 ألف ليرة، يشير إلى أنّ تحول المرسيدس إلى وجهٍ من وجوه المدينة، يعكس حبّ أبنائها للسيّارات الأصيلة والأصليّة، وعدم انبهارهم بالسيارات اليابانية الحديثة. ففي طرابلس، "تشكل المرسيدس نسبة 75% من إجمالي السيارات، وتتفاوت النسبة بين الموديلات القديمة والحديثة".

كذلك عائلات طرابلس الميسورة، "تفتخر بشراء سيّارات المرسيدس، وتتنافس على اقتناء أحدث موديلاتها التي يبدأ سعرها من 20 ألف دولار أميركي، وصولاً إلى 170 ألف دولار أميركي. وهو سعر أحدث رنج مرسيدس صنعته الشركة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها