كان الحل العبقري لمجابهة النورس، عوضاً عن استئصال سبب تكاثرها الأصلي، هو مكبرات صوت ضخمة توضع في المطار لإبعادها عن مسار إقلاع الطائرات. الحل متبع في مطارات أخرى من العالم، لكنه صمم في الأصل لموجة عابرة من هذه الطيور، كما أن نتائجه تعتبر نسبية ويمكن تلمسها، فقط، لأسابيع قليلة قبل اعتياد الطيور على تلك الأصوات وعودتها مجدداً.
قيل أيضاً إن إدارة المطار ستضع آلات Ultrasound، أي آلات تصدر أصواتاً لا يمكن للإنسان سماعها (فوق 20 ألف Hz) وبإمكانها أن تزعج الطيور وتبعدها. لم يخطر في بال مروج هذا أن الآلات الصوتية التي يتحدثون عنها أُثبت عدم فعاليتها، خصوصاً أن طيور النورس، كما الإنسان، لا تستطيع سماع هذا المستوى الصوتي المرتفع.
يظهر من التعامل مع ملف طيور النورس، أن القوى السياسية تحاول إسكات الإعلام بقصص خرافية، كالحديث مثلاً عن أصوات نسور مفترسة تخيف النورس، وتكون بديلاً من مناقشة جدية لكيفية إنهاء أزمة تتفاقم يوماً بعد يوم، أو التحدث عن أن مصب نهر الغدير ومصبات مياه الصرف الصحي هي الجاذب الأساسي لطيور النورس، ومطمر كوستابرافا بريء من كل إتهام موجه إليه.
الآلات الوحيدة التي أثبتت بعض الفعالية في مجال إبعاد الطيور هي آلات "الصوت اللوني" التي لم يتحدث عنها أحد. وهي آلات تنتج أصواتاً تكون مزيجاً من موجات ضجيج صوتي مع أصوات طبيعية تختلط ببعضها لتشكل مسارات متعارضة، تمنع الطيور من السماع بشكل جيد، وتجبرهم على الإبتعاد عن مكان وجود تلك الأصوات. وهذه الآلات بإمكانها على كل حال أن تكون حلاً موقتاً ليس إلا، قبل إيجاد حل لمصيبة كوستابرافا.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها