الخميس 2016/09/08

آخر تحديث: 16:21 (بيروت)

العرس: راقصة تهبط بمنطاد

الخميس 2016/09/08
العرس: راقصة تهبط بمنطاد
كل التفاصيل المبتكرة تعدها شركات تنظيم الأعراس (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

على أنغام الموسيقى الغربية يدخل العروسان مع فرقة "الزفة"، في ما يطلق عليه أسلوب "Parade"، وهو مزيج من الموسيقى الكوبية، الأفريقية، اليوغسوفاكية واليونانية وبعض من الأنغام الشرقية. هنا الراقصون على الموضة. يلبسون بنطالاً أسود ضيقاً وقميصاً أبيض. يغيب الزي العربي المتعارف عليه في هذا الزفاف كالشروال والطربوش لأن العروسين لا يحبان هذا "الستيل".

يشد الجو العام للحفل، الذي يحمل طابع بلدان جنوب أفريقيا. فيخيم اللون الذهبي والبني الغامق على الطاولات والزهور ليأخذنا من لبنان إلى مناطق الأدغال. وفي الخلفية، تعلو بلوكات مرصوصة بالورد، وتتوسطها شاشة كبيرة تبث مباشرة مجريات الحفل. لا تقف المفاجئات عند هذا الحد. فبعد ساعة ونصف من بدء العرض يرتفع المنطاد فوق الحلبة وتبدأ الراقصة وصلتها لإبعاد الملل.

في ما مضى، كان العرس يوصف بـ"البسيط"، أما اليوم، فقد صار على البكلة تُستعرض فيه الأفكار والإمكانيات الإبداعية بغية ترفيه وإمتاع المدعوين. وبات العروسان يمضيان نحو عام كامل في التحضير لحفل الزفاف، بالتزامن مع رواج شركات تنظيم الأعراس.

تزوجت وفاء في العام الماضي، وكان همها الوحيد تنظيم عرس غير تقليدي، على الطريقة الملكية. طلبت الدخول إلى صالة الحفل على عربة تجرها الخيول. كأنها سندريلا. لكن العروس هنا لن تحاول الفرار، بل أرادت أن تحقق حلمها ولو لبضع ساعات كي تتوج "أميرة" العرس.

اختلاف الأساليب والتطلعات هذه، يوحدهما استحواذ الترفيه على كل ثانية في العرس، حيث يمكن أن يعرض على شاشة كبيرة "فيديو كليب" يتشارك فيه أهل العروسين وأصحابهما الفرحة ويوجهون رسائل حب وتمنيات إليهما، بهدف تجاوز روتين الحفل أثناء افتتاح البوفيه. أما موضة الموسم فهي Photobooth وVideobooth، وهما من الألعاب المميزة في العرس. إذ يتسابق المدعوون لالتقاط الصور الفورية مع إستخدام بعض الأدوات التي تضفي جو النكتة على الكادر. فتحمل إحداهن كرتونة كتب عليها "Im Single" أو "Just Married". أو يسارعون إلى تسجيل فيديو مرح وقصير يختصر الجو العام للعرس.

موضة "Wedding Planner"
كل هذه التفاصيل المبتكرة تعدها شركات تنظيم الأعراس، التي تهدف على نحو أساسي إلى كسر التقاليد السائدة لإرضاء العروسين. فغنى توجهت إلى إحدى شركات تنظيم الحفلات والأعراس، بناءً على الشهرة التي يتمتع بها صاحبها. فهو، وفقها، "يستلم أعراساً في دبي، السعودية وموناكو". لكن عاملين أساسيين دفعاها إلى اللجوء إلى مصمم أعراس: الوقت والتكاليف. فأستطاع بميزانية تصل إلى 30 ألف دولار تحقيق حلم العروس بزفاف كلاسيكي ولائق المظهر.

أما مي، التي تحضر لعرسها بمفردها، فتعتبر أن ظاهرة إختيار منظم عرس في لبنان أصبحت "برستيجاً"، لذيوع هذه المهنة بشكل كبير. "حفل بسيط تراثي- عربي"، هكذا تصف مي يوم عرسها، التي ستدخل فيه مع فرقة زفة تعزف الهوارة والمواويل البعلبكية. أما رقصتها الأولى فستكون على أنغام موسيقى زياد الرحباني. وتقول: "أريد حفلاً يشبهني أنا وخطيبي، لأستمتع بكل لحظة. فهذه ليلة لن تتكرر".

مهضوم لكن مكلف
يعيد مصمم الأعراس بول نصر، الذي يعمل في هذا المجال منذ العام 2007، أسباب تحول الأعراس من بسيطة إلى "أسطورية"، خصوصاً بعد رواج شركات تنظيم الأعراس على "سوشيال ميديا". ما خلق مساحة جديدة أمام العروسين للتعرف إلى أنواع مختلفة من الحفلات. لكن "المصاري ما بتعمل عرس حلو"، يقول نصر، الذي حقق لعروس رغبتها في إقامة حفل في عرض البحر، وحول زفافاً آخر إلى حديقة ليمون واصفاً العرس بـ"المهضوم". يضيف: "الأهم لدي هو تحقيق رغبة العروسين وإضفاء لمساتي على حفلتهما".

في المقابل، تطلب شركة "وي بلان"، لمصممة الحفلات والأعراس كريستيان آدم، تحديد الموازنة قبل كل شيء. وتقول آدم إن "العامل المادي أساسي لإختيار جميع مكونات العرس والخروج بأفكار جديدة وممتعة خلال الحفل". تضيف: "لدي سعر لا أنزل عنه". وهي ترفض فكرة أن "يكون أي شخص قادراً على تنظيم أعراس"، إذ تعتبر أن هذه المهنة تتطلب ذوقاً رفيعاً، لا يتمتع به جميع الناس، لأنه "فن بحد ذاته".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها