الأحد 2016/05/29

آخر تحديث: 19:43 (بيروت)

زغرتا: تشطيب وكبة واحتمال خرق

الأحد 2016/05/29
زغرتا: تشطيب وكبة واحتمال خرق
شكل كل ناخب في زغرتا لائحته الخاصة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
رغم ترشّح لائحة ضمّت الأقطاب الزغرتاويّة كافة وجمعت على ورقة واحدة أسماء من عائلات كانت، قبل شهرين، متخاصمة، تبقى المعركة الانتخابية في زغرتا "ولعانة" على حدّ تعبير الأهالي. فالأحد الأخير من شهر أيّار لا يشبه يوم أحد عاديّ في زغرتا. صحيح أن الانتخابات لم تلغ مشهد "صواني الكبّة" التي ترفعها النساء بيد واحدة وتحملها من الفرن إلى البيت، أو دعوة المارّة إلى شرب القهوة كلّما مرّوا من أمام باب بيت مفتوح، إلا أن "بيت لائحة الإنماء" في منطقة الساحة كان الأكثر انفتاحاً يوم الانتخابات. 


ماكينة متواضعة
يعجّ مركز الحملة أحياناً بالقمصان البيض التي كتب عليها "لائحة الإنماء"، وأحياناً أخرى تتوزّع هذه القمصان في الشارع وفي مراكز الإقتراع، فتصبح الحركة أخفّ. تخوض اللائحة المستقلة معركتها الانتخابية بماكينة متواضعة، لا يتعدّى عدد مندوبيها الخمسين شخصاً، تسعة وثلاثون مندوباً ثابتاً وأربعة جوّالون، في مواجهة ماكينة انتخابيّة للائحة "معاً لزغرتا وإهدن" وصفها مناصروها بالـ"محدلة". 

ففي مراكز الإقتراع، يقابل كلّ مندوب عن "لائحة الإنماء" أربعة أو خمسة مندوبين من اللائحة المقابلة يحتلّون المقاعد الدراسيّة. كذلك الأمر في ما يخصّ المتطوّعين على مداخل وأبواب مراكز الإقتراع، حيث يكاد يتفوّق عدد المتطوّعين عدد المقترعين المنتظرين أدوارهم. والتفاوت في الأعداد يرجعه فريق الحملة الانتخابية لـ"لائحة الإنماء" إلى وجودهم الحديث على الساحة الانتخابية، إضافة إلى ضغط مارسه الطرف الآخر على بعض المندوبين، ما أدّى إلى انسحابهم، قبل ليلة واحدة من اليوم الانتخابي. 

في أحد مراكز الإقتراع، تبرر صبيّة خيارها في التطوّع كمندوبة عن "لائحة الإنماء" بإعجابها ببرنامجهم الانتخابي و"كرهها" للسياسة بشكل عام. على المقعد بجانبها، يشير مندوب عن "معاً لزغرتا وإهدن" إلى أنه اختار اللائحة هذه لأن هذا خيار يلتزم به "أباً عن جدّ". ولدى سؤاله عن برنامجي اللائحتين، يذكر مندوب إلى جانبه أنّه لا يهتمّ بالبرامج بل بالمسار التاريخي للفريق الذي يؤيده. في مركز آخر، يتحدث مندوب شاب عن اللّائحة التوافقية عن "خدمات" تجمعه بـ"الجماعة"، ما يؤدي به إلى الوقوف إلى جانبها.

خروقات كثيرة 
في العودة إلى حيّ الساحة، في مركز الحملة، تشير المرشحة ضمن "لائحة الإنماء" ميا حدّاد إلى أن "العمل في هذا اليوم يرتكز على متابعة اليوم الانتخابي". تشرح المرشحة الشابة: "نتابع من المركز أيضاً عمل المندوبين في الأقلام والمتطوّعين الذين يوزعون اللوائح، ونجول كمرشّحين على مراكز الإقتراع ونحرص على أن يكون لنا حضور في الشارع". أمّا الثابتون في المركز، فيهتمّون بتلقّي الاتصالات من بعض الناخبين عن المراكز التي يقترعون فيها، أو من وسائل الإعلام التي غطت اليوم الانتخابي، والاتصال بـ"الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (LADE) ووزارة الداخلية للتبليغ عن المخالفات والخروقات التي تحدث. 

ومن بين الأرقام التي سُجلّ الاتصال بها على هواتف الفريق، 1766 رقم وزارة الداخلية، إذ إن المخالفات التي سجّلها مكتب "لائحة الإنماء" طويلة بطول اللائحة المقابلة أو أطول بعد. وبحسب المرشحّة إيزاببل صوطو، سُجّل توزيع متطوّعي لائحة "معاً لزغرتا وإهدن" لوائح داخل مراكز الإقتراع، إضافة إلى سحب اللوائح من أيدي الناخبين وإعطائهم اللائحة التوافقية بدلاً من الأخرى. أمّا في تكميليّة طوني فرنجية في حي المعاصر الذي وصفه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بـ"الخزّان الانتخابي" لـ"المردة"، فتوزيع اللوائح يتمّ في أقلام الإقتراع نفسها، في غياب رجال الأمن ومراقبي "LADE" الذين يقفون في باحة المدرسة، من دون تبليغ أو تدوين مجريات العملية الانتخابية. أمّا على صعيد الأمن ورؤساء الأقلام ومساعديهم، فالأوائل يتخذّون موقفاً حياديّاً من المخالفات حتّى وإن تم اللجوء إليهم للتبليغ عن خرق، والقيّمون على الأقلام غير مدرّبين للقيام بواجباتهم.

في حيّ السيدة الغربي، في مدرسة مدام بدره، أدلى رئيس "لائحة الإنماء" ميخائيل الدويهي بصوته. وفي حديث إلى "المدن"، قال إن "المعركة الديمقراطية تسير بشكل جيّد وجميل في زغرتا، لكن من المؤسف أن تحصل هذه الخروقات، خصوصاً أن اللائحة المقابلة تتمتع بإمكانات هائلة". غير أن الدويهي يشير إلى أن هذه الخروقات هي من دون أي شك نتيجة أفعال فردية. يضيف: "ساهم ترشّح لائحتنا في توعية الزغرتاويين، واطلاق فكرة الإنماء ورفع المعركة إلى مستوى أعلى".

من جهته، يؤكد المرشح ضمن لائحة "معاً لزغرتا وإهدن" غسّان طيون أن العملية الديمقراطية سارت بشكل هادئ من دون ضغوط أو إشكالات. فـ"خلافاً للشائعات، لا مخالفات ولا خروقات في المعركة الانتخابية الزغرتاويّة. نحاول أن نحفّز الناخبين على الاقتراع قدر الإمكان، دعماً للخيارات وللعملية الديمقراطية". أمّا عن اللوائح التي يوزّعها متطوّعو اللائحة، والتي طبعت عليها الأسماء بشكل لا يتيح لا التشطيب ولا إضافة أسماء أخرى، يعلّق المرشح: "هذه استراتيجية تتبعها الحملة، لكن الناخب خلف الستار حرّ في أن يعيد كتابة الأسماء كما يحلو له". 

وهذه الحرية، يبدو أن المقترعين الزغرتاويين يعرفون كيف يستغلونها. فالشارع يدلّ فعلاً على وجود تشطيب وتشكيل لوائح خاصة تتألف من أسماء اختارها الناخب وفقاً لقناعاته و"أذواقه". وهذا ما يترجمه توقع الدويهي بأن تتمكن لائحته من خرق اللائحة الأخرى.

بيروت في زغرتا
زحمة السير من حيّ المعاصر إلى التل خانقة، خصوصاً في فترة ما قبل الظهر. وعند الوصول إلى مركز الحملة التابع لـ"لائحة الإنماء"، كان المشهد قد اختلف وأصبح أكثر حيويّة. عند الباب، تقف مجموعة من الشابات والشبان الذين نشطوا في حملة "بيروت مدينتي" منذ أربعة أسابيع، ومن بينهم المدوّن جينو الرعيدي الذي كشف أنه زغرتاوي، عندما أعلن على مدوّنته دعمه الكامل للائحة المستقلين التي انتخبها اليوم. 

ومارينا مانوك التي نشطت في حملة "بيروت مدينتي"، لا تقترع في زغرتا لكنها تزورها اليوم لتدعم المستقلّين: "أدعم بصفتي الشخصية لائحة الإنماء لأنها خارج الدائرة السياسية، خصوصاً أن الوضع في زغرتا دقيق. فالسياسيون يختلفون حول كل شيء ويتفقون على مصالحهم". ترى ماريا أنّ "لائحة الإنماء" تشبه إلى حدّ بعيد "بيروت مدينتي" خصوصاً أنها تحمل روح الشباب والصبايا، ولها برنامج إنمائي جدي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها