الجمعة 2016/04/29

آخر تحديث: 16:52 (بيروت)

بوسطة نحاس تنطلق في البقاع: 5 مرشحات

الجمعة 2016/04/29
بوسطة نحاس تنطلق في البقاع: 5 مرشحات
من بين الخمس مرشحات هناك 3 مرشحات في بعلبك (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
النساء سيقدن "بوسطة" الوزير السابق شربل نحاس الانتخابية في البقاع، نهاية الأسبوع الحالي، حيث بدأ نحاس جولته، الجمعة، في محافظة بعلبك- الهرمل ويستكملها السبت في البقاع الغربي وزحلة، محاطاً بخمس مرشحات، ثلاث منهن لبلدية بعلبك، مرشحة في زحلة ومرشحة في صغبين.

هذا الترشح النسائي يبدو غير عادي في البقاع، حيث لا تزال نسبة المرشحات إلى المجالس البلدية متدنية جداً، قياساً بأعداد المرشحين الذكور، الذين يتوزعون على أقضية البقاع وفقاً لأرقام وزارة الداخلية على الشكل التالي: في زحلة 914 مرشحاً لـ28 بلدية 32 منهم إناث. في راشيا 562 مرشحاً 29 منهم إناث، في البقاع الغربي 827 مرشحاً 28 من بينهم إناث، في بعلبك 1882 مرشحاً من بينهم 53 من الإناث، وفي الهرمل 242 مرشحاً بينهم 9 إناث فقط.

إذاً، على خلاف الصورة النمطية التي أعطت الغلبة لترشح الذكور في الانتخابات، وجد نحاس "الجرأة" بحمل مشروع "مواطنون ومواطنات في دولة" عبر كل من هديل الرفاعي، يمنى الطفيلي وميرفت وهبه في بعلبك، اليسار سماحة في زحلة، وغادة غانم في صغبين. لكن نحاس لم يقصد أن يخوض "معركته" مع رموز السلطة بقاعاً بوجوه نسائية، بل هو، كما قال، لم يكن يتصور أن يكون لكلمة مواطنات في "تسمية المشروع الطويلة" هذا الوقع عليهن.

ولا يخفي نحاس أن ترشح هؤلاء إحتاج إلى جرأة هي أساس في "المشروع"، الساعي إلى تغيير قواعد اللعبة التي لطالما تحكم بها "الديوك المحليين" من أجل "إعادة الثقة إلى الناس، بأنه يمكننا أن نبني بلداً في هذه المنطقة التي تدمر يومياً، فلا نضيّع وقتنا ونهدر فرصة ثمينة بتسليات ليس لها قيمة".

ويفخر نحاس أن المرشحات يظهرن الوجه الحقيقي للبنان الذي "ليس كما يُصور على أنه رجولة وعنتريات فارغة. فهذا شعب واعٍ وهناك ناس قادرون على حمل همومه وقضاياه"، داعياً للانتقال "من موقع النق إلى موقع المواجهة، لأننا مجتمع ينفرط، ودولة تنفرط، والانتخابات ليست مسألة فولكلور، إنما في كل ساحة بلدية وكل انتخابات هناك مجال لأن يكون للناس بديلاً من هذه اللعبة التافهة".

هكذا، تنطلق إليسار سماحة في معركتها من قناعات وطنية و"ليس من قوة العائلة التي تأمل دعمها". وهي لن تعير أهمية لكونها مرشحة منفردة في زحلة. بل تقول لـ"المدن": "سنعمل على ايصال رؤيتنا بضرورة تحرير الاستحقاقات الانتخابية من الاصطفافات العائلية والسياسية، ليكون لدينا دولة مدنية تحكمها القوانين. نريد أن نبني الدولة الثابتة وليس التي تتغير بحسب المواقف والتحالفات. هدفنا نشر الثقافة الوطنية لدى المواطنين. والانتخابات البلدية فرصة". والترشح من ضمن مشروع وطني "سيشجع آخرين لديهم الطموحات والأفكار المتقدمة على الانخراط في الشأن العام".

يتوزّع برنامجها الإنمائي في زحلة، كما تقول، في ثلاثة محاور: الأول بيئي ويتناول مستقبل معالجة النفايات في زحلة، خصوصاً أن عمر مطمرها الصحي بدأ ينتهي. بالإضافة إلى تفعيل المسلخ البلدي المقفل منذ انشائه، ومعالجة مشكلة نهر البردوني الملوث. المحور الثاني ثقافي ويتضمن تفعيل المكتبة العامة في المدينة. والثالث إقتصادي، ويحاول ايجاد الحلول لمشكلة الركود التجاري في وسط المدينة.

وإذا كانت زحلة معتادة على مشاركة المرأة في العمل البلدي، وإن بشكل محدود، فإن التجربة المميزة برزت في بعلبك، عبر ترشح 3 سيدات لكسر النمطية التقليدية، التي تهمش عادة دور المرأة وأهميته في القرارات الانمائية. فيمنى وهديل وميرفت كن يعرفن بعضهن سابقاً من خلال عملهن في الشأن العام، إلا أنهن أعربن منفردات عن رغبتهن بحمل مشروع نحاس، ليكون اتحاد مرشحات بعلبك.

وبالنسبة لأصغر المرشحات سناً هديل، فإن معركتها هي "في وجه النظرة الذكورية للمرأة في المجتمع البعلبكي، والتي لا تعكس الصورة الحقيقية للمدينة التي تحتضن شعباً مثقفاً ومنفتحاً". وتقول لـ"المدن": "من أكثر الأمور الايجابية بالنسبة إلينا أن ترشيحنا سيشكل صدمة ايجابية في المجتمع البعلبكي، ونزولنا معاً في تكتل واحد ومن خلال مشروع سياسي واضح سيظهر للناس أن بعلبك فيها كم من النساء المثقفات المنخرطات في الشأن العام".

وتقول هديل إن "المرأة عندما تنخرط في الشأن العام لا بد أن تضيف لمستها على العمل البلدي، وتكون في الوقت نفسه عنصر مراقبة وتصويب لبعض الأداء، تماماً كدورها في منزلها وفي تربية أولادها". بينما تشدد يمنى، في حديثها لـ"المدن"، على أن "المعركة ليست ضد حزب الله أو حركة أمل اللذين يدعمان لائحة في المدينة، بل نريدها فاتحة للمشاركة معهما في وضع رؤية للمدينة، وأن يكون هناك قبول للسيدات كشريكات في القرار البلدي". وتلتقي يمنى مع نحاس على فكرة "نبذ الطائفية المدمِرة، ومحاربة الفساد في مؤسسات الدولة، وعلى ضرورة توحيد السياسة الانمائية في كل المناطق". وستسعى هديل إلى "إعادة المكانة لمهرجانات بعلبك الدولية، والعمل على كسر العزلة التي فرضها الواقع الأمني على المدينة. السهر على توفر المياه والكهرباء بشكل متساو للمواطنين، ومتابعة إنشاء المنطقة الصناعية الموعودة في المدينة. بالإضافة إلى اشراك المرأة في الخطط التنموية".

ولا تنفي ميرفت أن "الإصطفافات السياسية قد تمنع وصولنا إلى البلدية، ولكنها لن تمنع ترشحنا"، مشيرة، مع زميلاتيها، إلى الترحيب والتشجيع الذي لقينه من عائلتهن الصغرى، ومن الأصدقاء الذين أبدى كثيرون منهم رغبة بالتطوع كمندوبين على صناديق الاقتراع.

ويشبه نحاس مشروعه الذي طرحه من خلال خوض الانتخابات البلدية في مختلف المناطق اللبنانية بـ"الروشيتة"، التي أعدها مجموعة من "التلاميذ اللجوجين"، هم فريق مرشحيه، بينما زملاؤهم "الكسولين" يتلهون بلعبة الـ"فوليبول"، فيحاولون مدهم بهذه "الروشيتة"، ليفهموهم أن حل المشاكل لا يكون بإضاعة الوقت.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها