بعد تفاقم الجدل حول الحادثتين، أعلنت منظمة ثورة الموضة (Fashion Revolution)، وهي بريطانية المنشأ، تاريخ 24 نيسان من كل عام، يوماً عالمياً للموضة المستدامة، بهدف دعم صناعة جديدة تقدّر الإنسان، البيئة، الإبداع والأرباح بشكل متساو، من أجل خلق مستقبل أكثر استدامة.
الموضة المستدامة هي إذاً موضة تحث المستهلك والمصنّع على الإهتمام بالظروف التي تصنع خلالها ملابسهم، وتحولت اليوم تياراً عالمياً يضج بأسماء ماركات عالمية صديقة للبيئة أصبحت تسمى أحياناً ماركات أخلاقية Ethical Brands وأحياناً أخرى ماركات بديلة. وبدأ عالم الازياء بالتعاون مع منظمات بيئية وعدد من المصممين، إنتاج ثقافة الأزياء الخضراء غير المضرة بالبيئة، وبدأ تداول مفاهيم جديدة كالموضة الخضراء والملابس الايكولوجية، بيو فاشن Bio-Fashion، والتجارة العادلة للأزياء Fair Trade Fashion. انخرط في هذا القطاع مصممون معروفون، كالمصممة الشهيرة ستيلا مكارتني المناصرة لحقوق الحيوان، التي ترفض استخدام الجلود الطبيعية في حقائبها وأحذيتها، وتحرص على استخدام جلود اصطناعية قابلة للتحلل، احتراماً للبيئة والحيوان معاً. ولاحقاً، انضمت إلى هذا الحقل ماركة برادا والمصممة كايتي جونز وفيفيان ويستوود وآخرون.
تعرّف الملابس الايكولوجية أو الموضة الخضراء بالملابس الخالية من المبيدات الكيميائية، الأسمدة، والمواد السامة وتصنع من مواد عضوية، ألياف طبيعية وأصباغ لا تؤذي القشرة الأرضية عند إتلافها، كالقطن العضوي، الخيزران، القنب، الذرة، الصويا، والحرير المسالم وغيرها من المواد الصديقة للبيئة والتي تسمح بإعادة التدوير.
هكذا، نشط تيار مناصر للبيئة في عالم الأزياء، وبرزت منظمات أخذت على عاتقها التوعية وتحفيز التقيد بالمعايير الصديقة للبيئة وظروف العمل خلال صناعة الثياب. وإثر هذه الحركات قامت شركات عالمية محرجةً، بإثبات حسن نيتها تجاه هذه المنظمات من خلال بعض التنازلات، فقدمت H&M مجموعة من الأزياء الفاخرة والمصنوعة من الألياف المعاد تدويرها. وأنتجت زارا مليوني قميص من "القطن المسالم" وقامت شركة ليفايس بعد الحديث المتزايد عن الضرر البيئي الذي يشكله زوم غسيل الجينز، بإطلاق ماركة جينز خفضت فيها نسبة الصباغ وحثت الزبائن على التقليل من غسل الجينز والإمتناع عن إتلافها والتبرع بها عوضاً عن ذلك. رغم هذه اللفتة لاتزال هذه الكميات قليلة جداً أمام مجمل الإنتاج. والأسعار التي بيعت بها تعتبر خيالية بالمقارنة مع أسعار الثياب العادية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها