الجمعة 2016/01/22

آخر تحديث: 23:26 (بيروت)

شباب الثورة.. الأمل لا ينتهي

الجمعة 2016/01/22
شباب الثورة.. الأمل لا ينتهي
شارك في حلقة النقاش التي رأسها طرابلسي سبعة شباب وشابات شاركوا في ثورات بلادهم (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
ضمن المؤتمر الذي يعقده معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "خمس سنوات على الثورات العربية: عُسر التحوّل الديمقراطي ومآلاته"، والذي يستمر حتى يوم السبت في "الجامعة الأميركية" في بيروت، ترأس، الجمعة، الأكاديمي فواز طرابلسي حلقة نقاش في قاعة بطحيش مع سبعة شبان وشابات شاركوا في ثورات بلادهم، وهم الأمين بو عزيزي من تونس، ديمة ونوس ومجد شريجي من سوريا، الوليد يحيى من العراق، جمال المليكي من اليمن، بالإضافة إلى محمد شمس وعبد الرحمن منصور من مصر. 



استهل طرابلسي النقاش بالإضاءة على التغيّر الثقافي بين أجيال النضالات السابقة والجيل الحالي مستهزئاً، وبطريقة تحمل نوعاً من الفوقيّة الثقافية، من إستبدال كلمات مثل "مناضل" بـ"ناشط". كما لمّح وبطريقة إستفزازية، إلى أن عدم وجود ناشطين من البحرين ربما يحمل إرضاءً لـ"دولة نفطية"، ما اضطر الدكتور سعود المولى، أحد المنظمين، للرد واستنكار ذلك. بعدها بدأ طرابلسي بطرح الأسئلة على الشباب، وقد عبّر كل واحد منهم عن تفاصيل وخصوصيّة تجربته.


مضمون النقاش
عن مصر، عبّر عبد الرحمن منصور عن نجاح الثورة المصرية في إدخال قسم جديد من المجتمع المصري إلى السياسة وفي تغيير وعيهم الذي كان يظنّ أن المشكلة في الأشخاص، في حين أن المشكلة في الدولة وسيطرة الجيش والأزهر والكنيسة ودورهم في السياسة. وعن تونس، أشار الأمين بو عزيزي إلى أنّ معظم الناس يظنون أن الثورة بدأت في 17 كانون الأول في حين أنّ ما حدث في ذاك اليوم كان الزلزال الذي كسر الخوف. فقبل ذلك اليوم كان هناك من تظاهر وطالب بالكثير من الحقوق ما جعل الأرضيّة التونسيّة مجهّزة لتنفجر بسبب التراكم. أمّا بالنسبة لليمن، فشدّد جمال المليكي على غنى الثورة اليمنيّة التي لم تتابع اعلامياً كغيرها، مشدداً على دور الحوثيين ومناصري علي عبدالله صالح في الإقتتال الذي يحدث في اليمن حيث يشكّلان مكوّنين أوّلهما منتقم وثانيهما مكثّف إيديولوجياً إختارا طريق الإقتتال بدلاً من الدولة بعد حوار استمرّ لسنة. وهنا فوجئ طرابلسي من عدم حديث جمال عن تدخّل السعوديّة، ليردّ عليه جمال لاحقاً بالقول إنّ عاصفة الحزم كانت شرّاً لا بدّ منه وسببه الأساسي هو تصرّفات عبدالله صالح.

وفي اللحظات الأكثر عاطفيّة، سردت مجد شريجي قصّة إعتقالها من سجون الفرقة الرابعة إلى سجون المخابرات الجويّة، راوية كل تفاصيل المعاملة البشعة التي عانت منها. بينما أكدّت ديمة ونّوس أنّ حال مجد هي حال الملايين من السوريين والسوريات، مشيرة إلى صعوبة تقبّلهم للنظام الحالي بعد الآن. والجدير بالذكر أنّ مجد نالت بعد خروجها من الإعتقال لقب أشجع امرأة في العالم من وزارة الخارجيّة الأميركية، الدولة التي تعتبر مجد أنه بعدم تدخّلها بعد مجزرة دوما الكيماويّة أفقدتها الأمل وجعلتها تغادر سوريا لتعمل حالياً على تمكين اللاجئات السوريات في لبنان. وفي الحديث عن العراق، أشار الوليد يحيى، الذي ولد في مخيّم اليرموك وشارك في الثورة السوريّة وفي تحرّكات العراق (ما حرّك المشاعر القوميّة عند الحاضرين عند معرفتهم بذلك)، إلى أنّ العراق بعد العام 2003 ملأته الميليشياويّة التي شدّت العصب الطائفي في وجه كل تحرّك شعبي يرفض الفساد والمحاصصة.


الشباب بعد خمس السنوات
وبما أنّ الحاضرين يعتبرون من شباب الثورات، كان من الطبيعي طرح أسئلة حول حماستهم، وشعورهم بصعوبة المهمة، من جهة، أو شعورهم بالاحباط بعد مرور كل هذا الوقت. يقول الأمين بوعزيزي لـ"المدن" إنّ "الشباب كانوا العصب، والنسبة الأكبر التي تجرأت في الشارع وثارت لم تفكّر في الوصول إلى السلطة بل اعتمدت، تحديداً في تونس، على اللجوء إلى الأحزاب المرتبطة بحسابات إقليميّة، وهذا ما منع حصول التغيير. ولكن الشباب اليوم يملكون الشارع، يملكون الميادين وهذا بحدّ ذاته نجاح". في المقابل، يعبّر محمد شمس عن تخوفه مما اعتبره بو عزيزي نجاحاً، والذي يعتبره شمس في المضمون المصري "ايديولوجيّة يناير التي تبعدنا عن التنظيم وتجعل الحلول في النزول إلى الميدان"، إذ إن "الشباب الذين لا يزالون متحمسين يحتاجون إلى تنظيم قبل النزول إلى الشارع"، وفقه.


الطريق نحو الديمقراطية
لكن هل كانت الثورات مفتاحاً للحريّة أو الديمقراطيّة في هذه البلدان، وكيف يرى المشاركون الفرق بينهما؟ يقول الملكي إنّ "التحوّل الديمقراطي ليس أمراً سهلاً، بل يحتاج إلى الكثير من البحث والتنازلات والحوار وإعادة النظر. ففي اليمن كان هناك حوار جيّد بين مختلف الفئات المتصارعة، لكنّ الحوثيين مسحوه". ورأى بوعزيزي أن "الثورات كانت طريقاً لتحرّر مجتمعات أفرغت بإسم أنظمة تدّعي الحداثة. ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، فإنّ تحرّر المجتمعات المفرغة من العقل النقدي أعادها إلى الوراء فوجّهت عنفها إلى نفسها. والطريق نحو التعايش والديمقراطيّة يكون للأسف بعد إحساس المجتمعات بالفناء، فتلجأ إلى العيش المشترك وتحسم كل فكر شمولي يحاول أن يسيطر عليها". وفي الإجابة عن هذا السؤال قال شمس إنّ "الثورات أرادت الحريّة والديمقراطيّة معاً منذ البداية ولكنّ الصعوبة كانت في التنظيم السياسي الذي تحتاجه والذي لا يتاح من دون وجود بيئة سياسية، وهنا تكمن المشكلة لأن هذه البيئة السياسية هي الديمقراطية التي نبحث عنها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها