الأحد 2015/08/02

آخر تحديث: 15:02 (بيروت)

أفلام عن حياة "سوريا - البقاع - بيروت"

الأحد 2015/08/02
أفلام عن حياة "سوريا - البقاع - بيروت"
مؤشرات توحي بفهم جيد لما يجري في الحيوات المجاورة لحياة المشاركين
increase حجم الخط decrease
"بالفيديو: أفلام قصيرة من البقاع، سوريا، وبيروت"، هي حصيلة ورشة عمل استمرت ثلاثة أشهر مع جمعية ذاكرة بالتعاون مع "مشروع بناء السلام في لبنان" التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم من صندوق إنعاش لبنان – ألمانيا، الذي يهدف إلى دعم الشباب السوري واللبناني في منطقة البقاع وتعزيز التواصل الاجتماعي بينهم، وذلك من خلال بناء قدرات ثلاثين شاباً وشابة من السوريين واللبنانيين المقيمين في البقاع الغربي من خلال تدريبهم على مهارات وتقنيات تصوير الفيديو والمونتاج. الحصيلة كانت ثمانية أفلام قصيرة تناولت: الزواج المبكر، ترك المدرسة، الهجرة، الثورة، التعليم، التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي، المخيمات، العنصرية، مشاكل المياه والتلوث. 


مدير مكتب الأمم المتحدة للتنمية لوكا راندا أشاد بنتاج ورشة العمل، موضحاً أن "هناك صورة مغايرة في لبنان للوضع السياسي والاجتماعي الراهن"، وأن "هناك من يحاول بناء صورة جديدة في الكثير من المناطق اللبنانية إن كان من البلديات أو المتطوعين والناشطين، وما نراه من نتاج في هذا العرض ليس إلا دليلاً بسيطاً على هذه الجهود". فيما رأى رمزي حيدر ممثل "جمعية ذاكرة" ومدير "دار المصور" أن "هذا المشروع، وإن كان الأول من نوعه كورشة عمل في الجمعية، إلا انه وسيلة نوعية في التعبير عن المشكلات والأحاسيس، ليس في لبنان فقط، بل في كل مكان".

هكذا، عُرض فيلم "ومشيت"، الذي يحكي قصة شاب فصل من الجامعة في سوريا بسبب رأيه في الثورة. ثم عرض فيلم "الليطاني"، الذي طرح مشكلة تلوث المياه، ومن بعده فيلم "بتمنى" الذي تطرق للعنصرية، تلاه فيلم "التواصل" الذي تحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي. أما فيلم "الهجرة" فتمحور موضوعه حول مخيمات اللاجئين والحياة داخلها.

محمد الجندي (15 سنة) هو أحد المشاركين في ورشة صناعة الأفلام، وقد عمل في فيلم مع أحد زملائه في الورشة، وأخرج فيلماً خاصاً به ("ناصر دين الطفار") يتناول موضوع موسيقى الراب وقدرتها على التغيير أو إيصال رسالة ما. تتبع محمد في فيلمه حياة أبرز مغنّي الرابّ في لبنان وهو ناصر دين الطفار. وما يميز هذا الفيلم هو اختلاف طريقة المعالجة عن الأفلام الأخرى من ناحية مقاربة موضوع الثورة واستعمال الفن كوسيلة للإحتجاج. بعكس الأفلام الأخرى، تتبع الجندي شخصية ليست من مجتمعه أو من بلده الأم سوريا. فـ"الغناء والفن بالنسبة لي لغة عالمية لا تقف عند حدود دولة ما، وناصر دين يغني ما لم يجرؤ كثر على غنائه، إن كان من ناحية دعمه للثورة في بلادي أو وقوفه بجانب أي قضية إنسانية من منحى فني، وهذه هي نقطة قوته والدافع الأكبر لأقوم بتصوير فيلم عنه"، وفق الجندي.

شهد خيطو ومي الجندي ارتأتا تصوير فيلم يرتبط بحقوق المرأة بعنوان "مع التيار". الشخصية الأساسية في الفيلم امرأة سورية أُجبرت على ترك المدرسة في عمر الخامسة عشرة لتتزوج. يغوص الفيلم في تفاصيل حياتها وعلاقتها بإبنتها. فالأم ترفض رفضاً قاطعاً أن يحصل مع ابنتها ما حصل معها، متطرقة إلى موضوع العادات والتقاليد وتأثيرها بشكل أو بآخر على حياة المرأة وخيارتها. يُفتتح الفيلم بكلام للمرأة عن ذكريات طفولتها ومدرستها، فتطرح سؤالاً عن "ماذا تعني المدرسة لإمرأة ستتزوج في اليوم التالي؟". وتجيب مباشرة: "المدرسة كانت أجمل ذكرى أحملها معي من طفولتي. قبيل زواجي بيوم واحد، وقفت على الشرفة أنظر إلى المدرسة وأتساءل ما إذا كنت سأعود إليها". بعدها تحدثت المرأة/ الأم عن تهجيرها من سوريا والصعوبات التي عانت منها من جراء ذلك.

والحال إن الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من مشاهدة هذه الأفلام السورية القصيرة، هو أن هناك مؤشرات توحي بفهم جيد لما يجري في الحيوات المجاورة لحياة المشاركين/ المخرجين. ومن يعلم، ربما سنرى للعديد منهم، في المستقبل، أفلاماً متقنة بشكل أكبر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب