الإثنين 2015/02/09

آخر تحديث: 12:59 (بيروت)

صالح الرفاعي: مسابقة "قُرانا" تسأل عن إنسان "الضيعة"

الإثنين 2015/02/09
صالح الرفاعي: مسابقة "قُرانا" تسأل عن إنسان "الضيعة"
"تصوير القرية لا يتعلق بالمناظر الطبيعية، إنما نحن نفكر بالناس وحياتهم وعيشهم"
increase حجم الخط decrease
صالح الرفاعي أستاذ التصوير الفوتوغرافي في "الجامعة اللبنانية" منذ العام 1984، وقد عمل مصوراً صحافياً لمدة 35 سنة في عدد من الوكالات والصحف الأجنبية. وهو حالياً منسق مسابقة "قرانا"، التي أطلقتها مؤخراً جريدة "المدن". في ما يلي مقابلة أجرتها "المدن" معه حول هذه المسابقة والتصوير الفوتوغرافي في الجامعات، وفي لبنان.


كيف جاءت فكرة مسابقة قرانا؟
مهما كبر الانسان يرجع بذاكرته وحنينه إلى الأرض. وعندما تذهب إلى قريتك تشعر بشيء مختلف. لكنّ هذا الحنين مفقود في المدن الساحلية. والمسابقة جاءت لتسأل كيف يعيش الناس في قراهم. وترافق ذلك مع نية لدى جريدة "المدن" لدعم التصوير الفوتوغرافي في الجامعات، وقد أبدوا تشجيعاً لهذه الفكرة. واتفقنا أن تحصر المسابقة بطلاب الجامعة اللبنانية في فروع معهد الفنون الجميلة الأربعة. وقد حصلنا على موافقة وتشجيع عميد المعهد الأستاذ محمد الحاج.


لماذا حصرت المسابقة بـ"الجامعة اللبنانية"؟
هذه في نهاية الأمر تجربة. وفكرة نقلها إلى جامعات أخرى مطروحة، وخصوصاً أننا نريد أن نجعل من هذه المسابقة حدثاً سنوياً. لكن "اللبنانية" هي الجامعة الوطنية، التي تضم طلاباً من فئات اجتماعية متعددة. وطلاب هذه الفروع يدرسون مواداً فوتوغرافية مكثفة أيضاً. وقد بدأنا، مع الزميل علي علوش، بزيارة الفروع ابتداءاً من دير القمر، لنخبرهم أكثر عن المسابقة والمواضيع التي يمكنهم أن يركزوا عليها.


ما هي معايير التقييم؟
نعتمد معايير متعارفاً عليها في التصوير الفوتوغرافي. وأهم مسألة أن لا يكون هناك تلاعبٌ بها باستخدام الفوتوشوب. أمّا المعيار الآخر فيتعلق بمفهوم الصورة وتأليفها. وستتألف اللجنة من ممثل عن كل من "الجامعة اللبنانية" و"المدن" ومن أشخاص محايدين. لكن تقييم المشاركين في المعرض وحده، وهم طلاب من خارج كليات الفنون، سيكون أكثر تساهلاً. اذ اننا نريد أن نشجع الناس على التصوير. مفهوم الفوتوغرافيا هو تسجيل الضوء. لكن أيضاً أن تجعل الآخرين يرون ما لا يرونه دائماً. هذه هي الفوتوغرافيا، وهذا ما نتوقعه من المشاركين.


ألا تبدو القرية موضوعاً غير جاذب للطلاب؟
طبعاً، فكرنا في هذا الأمر. لكننا نحاول أن نأخذ الطلاب إلى مكان آخر. نريد أن نوظف طاقاتهم في هذا الموضوع، وفي آخر الأمر هذه تجربة أولية. نحن نجرب أن نبني فكرة تستمر. وقد اعتمدنا بالدرجة الأولى على تكليفهم بمشاريع ضمن الشغل الأكاديمي في الجامعة تتناول موضوع القرية. لكن يهمني أن أؤكد أن تصوير القرية لا يتعلق بالمناظر الطبيعية، إنما نحن نفكر بالناس وحياتهم وعيشهم. وللأسف في ذاكرتنا ليس عندنا صور عن انسان "الضيعة" كيف يعيش، بينما يبدو توثيقها أمراً ضرورياً.


ماذا يمكن لأستاذ الفوتوغرافيا ان يقدم لطلابه؟
التصوير ليس كبسة زر. نحن نعمل على تطوير أفكار الطلاب ورؤيتهم، وتوجيههم إلى العناصر الجمالية في الصورة، وكيف يمكنهم أن يستغلوا الضوء. طالب العمارة يتعلم التصوير الفوتوغرافي، على مدى 15 أسبوعاً، ليتعلم كيف يمكن أن يرى الأبعاد الجمالية في العمارة. وهذا ما ينمي رؤيته وحسه الفنيين. وتقريباً، غالبية الجامعات أدرجت في برامجها مادة التصوير هذه. لقد ساهم التطور التقني في تشجيع الكثيرين على التصوير، لكن يبقى أن التقاط اللحظة لا علاقة له بالفن، والناس بدأت تقتنع بذلك. الفن هو أن تريه للناس. الفن في مكانه، أي أن تعرضه في مكان مخصص لرواد الفن.


هل الحركة الفوتوغرافية موجودة في لبنان؟
لم تأخذ مداها بعد، ولا تزال ضعيفة، بعكس ما يحصل في دول أخرى. أمّا في لبنان وسائر العالم العربي، فدائماً هناك ضوابط ومحظورات. لكنّ الذين يعملون في هذا الفن، في لبنان، محدودون جداً. ربما لم يقتنع الناس بعد أن الصورة الفوتوغرافية تعرض في المنازل والمكاتب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها