الإثنين 2014/07/07

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

نازحو عكار: يا رمضان.. كُن أكرم

الإثنين 2014/07/07
نازحو عكار: يا رمضان.. كُن أكرم
لا يعرف أهل المخيم طعاماً على الإفطار سوى الحبوب (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

رمضان النازحين السوريين إلى عكار، هذا العام، لا يشبه رمضان في شيء. فالعوز الذي يطبع حياة هؤلاء بجوانبها كلها، لا يترك مجالاً للفرح، ويضع النازحين أمام همّ واحد: العيش كفاف يومهم.


رمضان من دون طقوسه

في مخيَّم بيادر منيارة، في عكار، لا طقوس رمضانية حقيقية هذا العام. الجميع يسلمون بهذا الواقع كأنه قدر. يذكّرون ضيفهم برمضان أيام كانوا في سوريا. حتى أنهم يتمنون أن يكون رمضانهم هذا العام مثل رمضان العام الماضي. فهم باتوا يرضون بالقليل، وجل همهم ألا تتراجع أوضاعهم أكثر.


في المخيم الذي يضم 22 عائلة، يخجل النازحون من استقبال ضيفهم وقت الإفطار أو بعده، فالجلوس أمام مائدة خالية إلا من بعض الماء والحبوب المطبوخة، محرج بالنسبة إليهم، وهم اعتادوا أن ينوعوا مائدتهم ويزينوها قبل النزوح.

ويقول بعضهم إنه لو ما كان صيام رمضان فرضاً وواجباً لما كانوا صاموه. وفي المخيم يُمنع الأطفال من السؤال عن الإفطار ومن  إبداء رغبتهم في الحلويات. كما يمتنع الكبار عن السؤال: "من أين سنأتي بالمال لكي نأكل الليلة؟".

لا يعرف أهل المخيم طعاماً على الإفطار سوى الحبوب. هذا ما يستطيعون شراءه بعدما انقطعت مساعدات الدول المانحة منذ نحو سنة، وشحّت مساعدات "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، التي ما عادوا يحصلون على مساعدات منها، إلا نادرا.. وما عادوا يسألون عن السبب.

إفطار العائلات في المخيم رهنٌ بالأجر الذي قد يتقاضاه رب الأسرة من عمل بـ"الصدفة"، وفق أحد سكان المخيم، "إذ في غالب الأحيان لا نعمل، فنأكل مما لدينا من حبوب ".

وقلة منهم يمكنها شراء خبز أو أرزّ أو غيرها من المواد. حتى إذا كان الأجر مرتفعاً، فهم لا يحصلون عليه دفعة واحدة بل بالتقسيط.

وغالباً، ما يقتصر إفطار العائلات في المخيم على "النواشف" والمأكولات البسيطة، وأما اللحوم فهم لم يتذوقوها منذ شهور. وأمّا الفاكهة والحلويات فهي حُلم الأطفال.

طراد ابراهيم، أبٌ لتسعة أولاد، وهو يرى "كل الأشياء" صعبة في رمضان. يقول: "لا رمضان هنا"، ويصف حال النازح بأنه "صار يعتبر نفسه عبئا على اللبنانيين". يضيف: "إن أي نداء سيوجهه نازح سوري إلى مسؤول لبناني هو كلام فارغ، ولا جدوى منه، لأن المسافات بينهما غدت بعيدة جداً".


لا مياه.. ومشاكل آخرى

هنا المياه غير نظيفة، وهي تصل إلى المخيم من مزرعة قريبة، مرّة في الأسبوع، ويستخدمها النازحون لكل احتياجاتهم، بالرغم من كونها غير صالحة للشرب، وهذا يظهر بمجرد النظر إليها، كونها موحلة. وإضافة إلى مشكلة المياه، يعاني النازحون من الصرف الصحي الذي بات يسبب أمراضاً لأبنائهم.


حلم

سُرسُك ابنة الحادية عشر عاماً لا ترى في رمضان إلا حلما لم تستطع أن تحققه بعد نزوحها. ترى سُرسُك أن الصيام في بلدها والإفطار على قطعة خبز هو أفضل من الغربة.

وهي تنتظر دائما من يأتي للاستماع إلى هموم أهل المخيم، "لعله يحضر معه في المرة المقبلة عصيراً ودجاجا مشويا".

increase حجم الخط decrease