الجمعة 2014/07/18

آخر تحديث: 11:29 (بيروت)

التضامن مع غزة: اعتصامات بأعلام كثيرة

الجمعة 2014/07/18
التضامن مع غزة: اعتصامات بأعلام كثيرة
نظمت "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان"، اليوم أمام سفارة "الاتحاد الأوروبي"، وقفة احتجاجية على العدوان على قطاع غزة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تحركت بيروت منذ مطلع الأسبوع من أجل قضية اسمها فلسطين ما تزال تمتحن الوعي العربي. اعتصامات يومية توزعت في أرجاء المدينة دعما لغزة الصامدة. وهي اعتصامات عكست هذه المرة أيضاً الواقع السياسي اللبناني وحتى الفلسطيني. اختلفت الرايات بين مكان وآخر. وحده علم فلسطين، على ندرته في الساحات، حاول أن يعيد المعتصمين إلى العنوان الأساسي.


مزايدة
تحولت فلسطين من قضية إلى سلعة تتاجر بها الأحزاب. انبثق من كل اعتصام مهرجان حزبي مصغر، طغت فيه الأعلام والشعارات الحزبية. كان اسم فلسطين يُطلق ممهداً لموقف سياسي محلي يليه ويغطي عليه. إنها "المزايدة على القضية"، وفق وليد سليقة، العضو في "الحركة الطلابية البديلة" في "الجامعة اللبنانية الأميركية". "عوض أن تجمعنا القضية، صارت تفرقنا أكثر"، يقول. في رأيه أن المواطن اللبناني "بدأ ينظر إلى فلسطين لا ببعدها العربي كقضية أرض محتلة ولا حتى من الناحية الإنسانية، بل من خلال الصراع السياسي بين 14 و8 آذار".

والاعتصامات التي أخذت طابعا حزبيا منذ البداية، بدأت الأحد الماضي باعتصام لـ"منظمة الشباب التقدمي" في ساحة سمير قصير، تبعه آخر لـ"الحزب السوري القومي الاجتماعي" أمام مبنى "الإسكوا". ولكن أين يقف الشباب اللبناني والفلسطيني، على حد سواء، إزاء هذا الانقسام؟

تتحدث رنا مكي، ممثلة "النادي الثقافي الفلسطيني" في "الجامعة الأميركية في بيروت (PCC)، عن التحركات المتضامنة مع غزة، وتؤكد أنه لم تتم دعوة النادي إلى أي من هذه الوقفات التضامنية، "إلا تلك التي نظمها الحزب القومي". في هذا السياق تشدد مكي، "على مشكلة انعدام التنسيق بيننا وبينهم". وما يلفت الأنظار في اعتصام "القومي" أنه تزين بأعلام الحزب التي فاق عددها عدد الأعلام الفلسطينية، قبل أن يتكلل المهرجان بعزف النشيد الحزبي، ما يعتبر "غريباً" في وقفات تضامنية كهذه.

لم تقتصر هذه المشهدية الحزبية على اعتصام "القومي"، بل تكررت في اعتصامات أخرى. "في اعتصام مشترك بين الفصائل الفلسطينية و"حركة أمل"، كان الاتفاق على حمل العلم الفلسطيني وحده، ولكن فوجئنا بأعلام حركة أمل في المكان، ما أثار استياء الحضور لأن هناك من لم ينس بعد حرب المخيمات"، وفق الطالبة جنى نخال، ممثلة "نادي السنديانة الحمراء" في "الأميركية".


علم واحد
المشهد كان مختلفاً في الاعتصام التضامني الذي نظمه "التجمع الطلابي من أجل فلسطين" في شارع الحمرا، عصر الاثنين الماضي.
أمام "مسرح المدينة" غابت الأعلام الحزبية وبقي العلم الفلسطيني وحده يلف أجساد الطلاب. صرخات وشعارات ابتعدت عن الأحزاب والسياسة، وركزّت على فلسطين. "لست منتميا الى أي حزب"، يقول إبراهيم عبد الغني، أحد المشاركين في الاعتصام. ويضيف: "لذلك يستفزني وجود الأعلام الحزبية في اعتصام نظم لدعم قضية كفلسطين. هنا لم أجد إلا العلم الفلسطيني، وهذا أفضل".

وعن نجاح الاعتصام تقول مكي، التي شاركت في تنظيمه، أن "العمل كان مشتركاً بين ناديين من الأميركية وآخرين من اللبنانية الأميركية، وحيث كان التركيز على شباب المخيمات. واعتمدنا على الصداقات لإيصال الدعوة أكثر".

وتضيف نخال، التي شاركت في التنظيم أيضاً، أن "الهدف كان التوجه إلى الناس الذين يمكن أن لا يتفقوا إلا على فلسطين، عبر دعوة من خارج الإطار الحزبي المعتاد. وهذا أمر أثبت نجاحه من خلال وجود فنانين وأشخاص لا يشاركون عادة في مثل هذه التحركات".

بعيداً من المتاجرة بقضيتها، كانت "فلسطين" في اعتصام الحمرا، وحدها، عنوان الشعارات وصيحات الشباب الذين اشتاقت بيروت إلى سماعهم، خارج الأحزاب و"سياساتها".

increase حجم الخط decrease