الجمعة 2014/07/11

آخر تحديث: 16:10 (بيروت)

لبنان: 41% من الشباب النازحين فكروا في الانتحار

الجمعة 2014/07/11
لبنان: 41% من الشباب النازحين فكروا في الانتحار
اعرب 50 % من الشباب النازحين أنهم لم يشعروا قط بالأمان خلال وجودهم في لبنان
increase حجم الخط decrease


"بتمنى لو بتدعسني سيارة وبموت، لأنو ما بطيق الحياة اللي عم عيشها". هذه خلاصة الوضع النفسي للاجئين السوريين في لبنان، وقد جاءت على لسان شابة سوريّة تعيش في الشمال. 
هذه الشهادة واحدة من شهادات عدة عرضت، اليوم، في مؤتمر نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، في فندق "فينيسيا"،  لمناسبة اليوم العالمي للسكان. وقد بينت دراسة عن واقع الشباب المتأثر بالأزمة السورية في لبنان، عرضت في المؤتمر، أنّ 89% من الشباب النازحين يشعرون بالقلق والكآبة، وأن 50 % منهم أعربوا أنهم لم يشعروا قط بالأمان خلال وجودهم في لبنان، في وقت يفكر 41% منهم بإنهاء حياتهم.

وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على قضية الشباب المتأثرين من جراء الأزمة السوريّة، وإلى إعطاء المزيد من الاهتمام لهؤلاء الشباب كونهم يشكلون النسبة الأكبر من النازحين السوريين، ما يعني أن هذه الفترة الحرجة من تاريخ سوريا والمنطقة، هي ما سيقرر مستقبلهم، وبالتلي مستقبل أسرهم ومجتمعاتهم، ولاسيما أنهم من الفئات الأكثر ضعفاً في النزاع.

25 في المئة يعودون..

تظهر الدراسة إنتشار الزواج المبكر بنسبة 18% لدى الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و18 سنة، إلّا أنّ الدافع إلى الزواج ليس البحث عن مورد مالي، بل عن الأمن والسلامة. وقد تبيّن أيضا انتشار حالات التحرش، ولاسيما من جانب الرجال اللذين يتحكمون بموارد الرزق أو بالمساعدات. وقد أثر الوضع الإقتصادي السيئ على نمط حياة الشباب، إذ اضطر 25% منهم للعودة إلى سوريا والمشاركة في القتال، بينما اضطر 15% آخرين للتسول، فيما بلغت نسبة اللواتي يقدمن خدمات جنسية مقابل المال 4%، ونسبة من يسرقون 8%.

التوزع الجغرافي

70% من اللاجئين يقيمون في البقاع والشمال، و86% منهم دخلوا إلى لبنان بشكل قانوني، إلا أنّ 23% لم يجددوا بطاقة الدخول لأنهم لا يملكون كلفة التجديد.
كذلك يدفع 85% من العائلات الإيجار الشهري لمسكنهم، وينطبق الأمر أيضا على المخيمات، فاللاجئين يدفعون ايجار الأرض التي يقيمون عليها، بينما نسبة الذين يقيمون في بناء غير مصمم للسكن هي 30%، وهي أبنية لا تتوفر فيها الخدمات الأساسيّة، كالحمام والمطبخ والتدفئة. ويقطن ما معدله 8 أشخاص في كل مسكن، في وقت يتشارك 22% من النازحين السكن مع أناس من خارج عائلاتهم القريبة.


التعليم والعمل

أشارت الدراسة إلى أنّ أكثر من 20% من اللاجئين يعتبرون أنّ التعليم يساهم في تحسين فرص العمل، إلّا أن  نسبة الشباب اللاجئين اللذين لم يتلقوا تعليما تبلغ 94% وتتراوح أعمار 68% منهم بين 15 و18 سنة. أمّا أسباب عدم إلتحاقهم بالمدرسة فهي إمّا الحاجة المادية أو صعوبة المناهج والمواصلات. فيما إستطاع 16% من اللاجئين الإلتحاق بالمدارس أو الجامعات.


وتلفت الدراسة إلى أن 52% من الشباب عاطلون عن العمل، في المقابل تبلغ نسبة الشباب العامل 22%، إلّا أنّ معظمهم يعملون أعمال موسمية. ولا يتخطى معدل أجرهم الشهري 379000 ليرة لبنانية أي ما يوازي 56% من الحد الأدنى للأجور. في حين أنّ الأجر الشهري للشابات أقل من معدّل الشبان بنسبة 30%.


من جهة أخرى، تطرأت الدراسة إلى العوامل المؤثرة في علاقة اللاجئين الشباب مع محيطهم، ولا سيّما تعامل الشباب اللبنانيين مع الشباب السوريين. فالشباب اللبناني بحسب الدراسة يستندون في نظرتهم إلى اللاجئ السوري إلى أحكام مسبقة نظرا للعوامل التاريخية والإقتصادية والسياسية. إضافة إلى شعورهم بالخوف بسبب العدد المتزايد للاجئين ومدّة لجوئهم، والتجارب السابقة مع لاجئين آخرين.


أساليب التدخل

شددت الدراسة في توصياتها على ضرورة توفير التعليم لجميع المراهقين والشباب، وذلك سعيا لاعادة دمج الشباب في التعليم النظامي في مراحل التعليم الثانوي والجامعي، والضغط لايجاد حلول لتأمين المعادلات والمستندات المطلوبة من اللاجئين والسماح لهم بتقديم الامتحانات الرسمية حتى ولو لم توفر لهم كل الأوراق المطلوبة.


كذلك أوصت باستخدام المعايير العالمية في تصميم المأوى للاجئين، ولاسيما من ناحية تأمين الخصوصية للنساء وتوفير الآمان لهن. وركزّت الدراسة على تطوير مراكز للمساعدة على تأمين موارد الرزق والقيام بمشاريع "النقد مقابل العمل" في القطاعات التي تتطلب يداً عاملة، إضافة إلى تأمين دورات تدريبية، ولا سيما للشابات. أمّا فيما يخص التماسك الاجتماعي فقد دعت إلى تطوير مشاريع تستفيد من التعاون القائم بين ناشطين من الشباب اللبنانيين والسوريين والمنظمات المحلية ودعم مسار الحوار على مستوى الفعاليات والمسؤولين المحليين، وأيضا الاشتراك مع وسائل الإعلام لـ"تحسين صورة الشباب السوريين".

 


* تمّ إعداد هذه الدراسة عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، بالتعاون  مع منظمتي اليونيسيف (UNICEF) واليونسكو (UNESCO) والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) وجمعية انقاذ الطفل الدولية (Save the Children International).

 

increase حجم الخط decrease