السبت 2014/11/01

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

..كأن تلغى أراء الطلاب في جامعاتهم

السبت 2014/11/01
..كأن تلغى أراء الطلاب في جامعاتهم
من تجمع لطلاب يحتفل بعضهم بذكرى مولد الحريري وبعضهم الآخر بذكرى عاشوراء، أمس، في "LAU" (يارا نحلة)
increase حجم الخط decrease

طالب.. جامعة.. ادارة.. رأي.. تعابير يحق للقارئ أن يقرأها في صيغتها السطحية للوهلة الأولى، لكن يبدو أنه ممنوع من أن "يهذي" و"ينتشي" بحثاً عن مضمونها الأعمق. ممنوع من أن يكتبها في جملة تعكس واقعنا، وان سمح له فالأكيد أن "الطالب" لن يكون فاعل الجملة. تدور الكلمات وتعود لتجتمع في جمل متعددة مفادها الأول: "ادارة الجامعة تفرض رأيها على الطالب". يمر القارئ على هذه الجملة، ويسمعها مساءاً في نشرات الأخبار، ويجدها غداً في الصحف. لكن وهجها سيخمد فترة لتعود في غد بعيد، بعض الشيء، مطلقة جيلاً طلابياً أضاع رأيه في متاهات قرارات الادارة الرمادية.

ليس هذا الكلام بعيدا من الواقع أو مقتبسا من أخبار إحدى الدول "الدكتاتورية" التي نسمع عنها كل يوم، وليس خبراً عن تقييد حريات طلاب الجامعات المصرية، اذ أصبح جزءاً من يوميات الحياة الجامعية في لبنان. منذ ما يقارب العام، قررت معظم الجامعات رفع أقساطها، غير مراعية أراء الطلاب ولا مطالبهم. ولم يلبث الطلاب أن استفاقوا من كبوتهم هذه حتى استدرجوا مجدداً الى الواقع الصادم، حيث ألغيت الانتخابات في "جامعة القديس يوسف" و"جامعة سيدة اللويزة"، تخوفاً من صدامات قد تحصل بين طلاب ينتمون الى اطراف سياسية متصارعة. مجالس الفروع في "الجامعة اللبنانية" لا زالت على حالها منذ سنين، مع تعليق انتخاباتها بشكل شبه دائم، حالها كحال "جامعة بيروت العربية"، أما "الجامعة اللبنانية الدولية" فلا تعترف بحق الطلاب بالانتخاب. وما يجمع هذه الجامعات جميعها هي حجة "الحساسية" التي قد تسببها الانتخابات، وهو الأمر المستغرب في ظل سماح معظمها باحياء المناسبات الدينية والحزبية داخل حرمها.

من أكبر المغالطات التي وقعنا فيها كجيل شبابي هي المفهوم التطبيقي لمبدأ حرية التعبير عن الرأي. بالنسبة لمعظم الشباب فان حرية التعبير هي الوقوف في منتصف الشارع والتكلم، أو احياء الاحتفالات الحزبية. نسوا أن أهم وسائل التعبير عن الرأي هي الانتخابات. خذلوا الجميع عندما تناسوا ما فعله النواب بالتمديد لأنفسهم. واليوم يواجهون خطر الغاء أرائهم في الجامعات.

اليوم، السبت 1 تشرين الثاني، عيد ميلاد الرئيس الراحل رفيق الحريري. لم يكن معتاداً أن يحتفل شباب "تيار المستقبل" الجامعي بالمناسبة، لكنهم لأسباب قد لا تبدو مجهولة قرروا منذ ثلاث سنوات احياءها في "الجامعة اللبنانية الأميركية" في بيروت. يومها شهد حرم الجامعة أعنف اشكال طلابي منذ سنوات. تعليل احياء المناسبة هو التعبير عن الرأي كما يقولون، مثله مثل تعليل شباب "حركة أمل" و"حزب الله" احياءهم ذكرى عاشوراء، بطريقة أقرب الى الاسقاط، فيسقطون حزنهم ويفرضونه على جميع الطلاب. الكل يعبر عن أرائه. المشهد العاشورائي يتكرر في حرم "اللبنانية" في الحدث. وهذا، وفقهم، تعبير عن الرأي. لكن الانتخابات، في عرفهم، خطر على أمن الجامعة، "فأين نصرف هذا التناقض؟".

ليس مطلوباً فعل الكثير للتحرك. ليس مطلوبا أكثر من قراءة الكلمات عمودياً لا أفقياً، من العمق وصولاً الى السطح، وأن نعود الى أصلها وأصل النعوت التي لم نمل بعد من رؤيتها ومعرفتها. وأن نحاول تغيير "نُظمها" لعلّنا نعيد كتابة جمل أكثر معنى، اكثر لمعانا وتألقا من تلك الفارغة التي لا تعكس الا تهميشا. لربما ليس مستحيلاً أن يقرأ الطالب "نعته" ويفهمه، وأن يطالب بحقه ويبدي رأيه لتصبح الجامعة حقا جامعة للتنوع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها