الثلاثاء 2015/06/09

آخر تحديث: 17:55 (بيروت)

"القوات" تغطي تعطيل عون الحكومي

الثلاثاء 2015/06/09
"القوات" تغطي تعطيل عون الحكومي
صمت جعجع دليل على عدم المعارضة لموقف عون
increase حجم الخط decrease

بالتزامن مع إعلان النوايا بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، كان النائب ميشال عون يرفع سقفه التصعيدي بوجه الحكومة، أعلن مراراً توضيحاً لا تلميحاً أنه بصدد شلّ عمل الحكومة بحال لم تتخذ قراراً بتعيين قائد جديد للجيش ومدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، قبل إصدار وزير الداخلية نهاد المشنوق قرار التمديد للواء إبراهيم بصبوص. حصل اللقاء بين القطبين المسيحيين عشية تعطيل عون للحكومة نتيجة إصراره على إجراء التعيينات الأمنية كسلة واحدة، ولا شك أن للتوقيت إشارات ودلالات تتخطى المسألة النظرية بين القوات والتغيير والإصلاح إلى ما هو سياسي وعملي.

 

قبل فترة التقت مواقف الكتلتين المسيحيتين الأبرز على الساحة اللبنانية حول الموقف من عمل المجلس النيابي وتعطيل الجلسات التشريعية إن لم يكن على جداول أعمالها بنود محددة اتفق عليها الفريقان، أما اليوم فقد انتقل التعطيل إلى مجلس الوزراء وإن كان يقوده عون فهو يحظى بغطاء لتعطيله من رئيس القوات على الأقل لناحية الصمت، فإن لم يعارض جعجع خطوة عون إلّا أن صمته دليل على القبول بها، وهو ينسجم مع موقفه المعارض أصلاً لتلك الحكومة التي لم تشارك القوات بها.

 

ولّدت الأزمة الحكومية انقساماً على الساحة السياسية، لكن هذه الإنقسامات ليست تقليدية، فالكتائب حريص على استمرار العمل الحكومي، كذلك تيار المستقبل وحركة أمل، انقسم الحلفاء، ففيما لم يمنح الرئيس نبيه برّي غطاء لتعطيل عون ، فعلها جعجع، على الرغم من التأكيد المستمر للقوات بأن التعطيل يهدد إنتظام عمل المؤسسات، هذا في المبدأ، أما في الممارسة السياسية، فإن موقف القوات الصامت والذي يأتي بعد التوقيع على إعلان النوايا يصب في سياق مختلف، ويوحي بأن هناك غض طرف قواتي على التعطيل العوني.

 

هذا الأمر تنفيه مصادر قواتية لـ" المدن" معتبرة أن "القوات ترفض بأي شكل من الأشكال تعطيل الحياة السياسية في البلاد، وما يقوم به تكتل التغيير والأصلاح لا يعبر عن الموقف القواتي". لكن حين يسأل أحد من القوات عن موقفه حول الأزمة الحكومية، يشير إلى أنهم ليسوا شركاء فيها، وبالتالي غير معنيين بإصدار موقف.

 

وفيما تجهد القوات للتأكيد أن إعلان النوايا لن يكون له أي مؤشرات سياسية، تشير مصادر "المدن" إلى أن هناك إشارات عملانية توضح تغطية القوات لتعطيل عون كما في مجلس النواب كذلك في الحكومة. وفي هذا الاطار، تفيد مصادر "المدن" بأن هناك وجهة نظر داخل قوى الرابع عشر من آذار تعتبر أن ما يقوم به جعجع هو التضامن مع عون، مشيرة إلى أن جعجع لا يعتبر صمته عن التعطيل وتواصله مع التيار الوطني الحر منح الغطاء، بل يضعه في خانة عدم الإشتباك أو الإصطدام مع عون. يلتقي هذا الكلام مع ما يقوله أحد قياديي القوات لـ"المدن" عن أن وزراء تكتل التغيير والإصلاح يدركون كيفية الدفاع عن مطالبهم، مع الرفض لإعطاء موقفهم من مسألة التعيينات، على الرغم من تأكيد القيادي أنه لا بد من الحفاظ على الحكومة.

 

لكن المصادر تفصل بين تعطيل الجلسات وتعطيل الإنتاجية، وتقول:" بالتأكيد تعارض القوات تعطيل الجلسات الحكومية، وتشدد على أهمية انعقادها، لكنها لا تعارض تعطيل الإنتاجية إنسجاماً مع موقف عون حول الحقوق المسيحية، المذكورة في إعلان النوايا."

 

تذهب المصادر أكثر من ذلك، لتقول إن إعلان النوايا وما يقرن به عملياً هو مشروع إتفاق مسيحي، نابع من قناعة أن هذه المنطقة قائمة على حرب سنية شيعية في ظل غياب أي مشروع مقابل، وهذا الصراع من شأنه تقريب وجهات النظر بين القوات والتيار الوطني الحر، وما يستطيعان الإتفاق عليه اليوم هو التعطيل، سواء كان ضمنياً على الصعيد الحكومي أم علنياً في التعطيل البرلماني."

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها