الأربعاء 2015/06/24

آخر تحديث: 18:53 (بيروت)

المسيحيون يتحركون: انتهى زمن "ما لكم لنا ولكم"!

الأربعاء 2015/06/24
المسيحيون يتحركون: انتهى زمن "ما لكم لنا ولكم"!
ورقة النوايا إنطلاقة مسيحية بإتجاه الأقطاب
increase حجم الخط decrease

اذا كان البعض يصف الواقع اللبناني بالبيت بمنازل كثيرة، فإن الغرفة المسيحية منه تبدو حركتها هذه الأيام لا تهدأ. على الرغم من العواصف والأزمات، تحفل الكواليس المسيحية بالافكار التي تسعى الى أخذ العبر من تجربة العقدين الماضيين، على أساس الالتقاء الاستراتيجي على تحصيل ما فات من حقوق نص عليها دستور الطائف، وبقيت من دون ترجمة عملية، بفعل الوصاية من جهة، وغياب التمثيل المسيحي الوازن عن طاولة الحكم من جهة ثانية.

وفي هذا السياق، يبدو أن 2 حزيران لم يشكّل تاريخ إعلان "ورقة اعلان النيات" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فقط، بل على العكس تثبت الأيام بحسب أجواء المعنيين، أن الولادة جاءت بمدة صلاحية مفتوحة على كل الاحتمالات. وعلى هذا الأساس، تسير الترجمة العملية بوتيرة سريعة، بقوة دفع تتخطى ثنائية الرابية ومعراب ليتسّع ميدان التلاقي لشريحة أوسع من المكونات المسيحية.

وكما قبل "عجيبة" التلاقي بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بما يمثلان، ومن يمثلان، كذلك بعدها لجهة استمرار الحراك والاتصالات والموفدين.

وتشير معلومات "المدن" الى أن الأيام المقبلة ستشهد محطّة جديدة لموفد عون الى بكركي أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان للقاء البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، خصوصاً أن المظلّة التي أمنتها بكركي للتلاقي المسيحي باتت ركيزة لتطويره، من خلال اشراك الأحزاب والقوى المسيحية المؤثرة الأخرى.

وفي هذا السياق، تؤكد معلومات"المدن" أن خطوط التواصل والتنسيق قائمة بفعالية مع بنشعي، حيث أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية يشجع على الخطوة وسيكون له دور بارز في ما سيليها. وبعد الزيارة الأولى لكنعان الى بنشعي بعيد "اعلان النيات"، تتحدّث الأجواء عن تواصل جديد على روزنامة الأيام المقبلة، يضاف الى التجاوب القائم من قبل حزب "الطاشناق".

تنقص هذه السبحة حتى الآن الحبّة "الكتائبية"،  فالحزب الذي كان منشغلاً في الفترة الماضية بانتقال السلطة القيادية فيه، من الأب إلى الإبن، تؤكد المعطيات ان الأبواب غير موصدة على تفعيل التواصل معه وصولاً الى التفاهم على قواسم مشتركة تحت عنوان "الحقوق والشراكة".

وتكشف معلومات "المدن" أن ما بدأ في شكل ثنائي على صعيد التفاهم القواتي - العوني يستعد ليصبح بند تفاهم على طاولة الالتقاء المسيحي الأوسع على أساس استطلاع رأي المسيحيين في الرئيس الذي يريدون، وتشير الى أن التحضيرات اللوجيستية بدأت لهذه الخطوة مع كبريات شركات الاستطلاع المستقلة، لتقديم نتائج مهنية وموثوقة. اما الترجمة فتنتظر اكتمال الاتصالات لأوسع مظلة مسيحية ممكنة لهذا الاجراء.

الأكيد أن كل ذلك يجري ببركة بطريركية تنطلق من رغبة بكركي، ومن ورائها الفاتيكان، في اجتماع المسيحيين على الأسس والمبادئ، مع احتفاظ كل منهم بهامش التحرك والاستقلالية، لكن يبقى التساؤل مشروعاً: هل هي تحالفات مسيحية جديدة؟ أجواء المعنيين تؤكد أن ما يجري ليس في أي شكل من الاشكال ثنائيات او رباعيات في وجه أحد، بل سعي الى تطبيق الدستور وحماية المؤسسات، من خلال طمأنة كل مكون من مكونات المجتمع اللبناني الى أن الحقوق التي نصّت عليها وثيقة الوفاق الوطني لن تبقى مجرد أفكار كتبت منذ 25 عاماً، بل يجب ان تترجم على ارض الواقع من خلال قوانين الانتخاب والشراكة الفعلية والمناصفة الفاعلة، بحيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات تحت سقف واحد، وينتهي زمن "ما لنا لنا... وما لكم لنا ولكم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها