الأربعاء 2015/01/28

آخر تحديث: 18:25 (بيروت)

الجلسة الـ18 تنتخب القلق من تطورات الجنوب

الأربعاء 2015/01/28
الجلسة الـ18 تنتخب القلق من تطورات الجنوب
أحداث الجنوب غيرت الوجهة (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

أصبح اللبنانيون على موعد شبه دوري مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. الأمور كلها على رتابتها المعهودة. القوى الأمنية أخلت شارع المصارف  وعزلت المنطقة الممتدة من جامع زقاق البلاط نزولا إلى ساحة رياض الصلح وصولا إلى مبنى المركزية خلف اللعازرية، بالإضافة إلى عزل المنطقة الممتدة من مبنى جريدة النهار وصولا إلى شارع المصارف. لا جديد في الشكليات لجلسة إنتخاب الرئيس الذي طال انتظاره. بدءا من الأجراءات الأمنية الخارجية وصولا إلى التأجيل الذي حفظه الشعب اللبناني وباتوا في كل جلسة ينتظرون فقط تحديد موعد الجلسة الانتخابية القادمة، وحده حدث الجنوب والعملية التي نفذها "حزب الله" في مزارع شبعا حل ضيفاً ثقيلاً على النواب.

 

بقي القديم على قدمه. جمود وتأجيل إلى موعد جديد سيتجدد حكما إذا لن تتبلور حتى تاريخه كلمة السر الإقليمية والدولية  لملئ فراغ كرسي بعبدا. ما يعني أنّ الجلسة الانتخابية الثامنة عشرة التي عقدت اليوم طار نصابها كحال سابقاتها لعدم اكتمال النصاب. رفعها رئيس مجلس النواب وأرجأ الإنتخاب إلى الجلسة التاسعة عشر التي ستنعقد في الثامن عشر من  شهر شباط القادم.

 

الجديد في جلسة اليوم هو عدد الحضور ومدى التزام قوى "14 آذار" المطلق بتأمين النصاب المطلق. فالحضور كان أشبه بحضور تمثيلي. إذ لم يأت إلى قاعة الهيئة العامة سوى خمسين نائبا من كتل 14 آذار واللقاء الديمقراطي وممثليين عن كتلة التنمية والتحرير. ربما لمعرفة ممثلي الأمة في قرارة أنفسهم أن الموعد الدولي لانتخاب الرئيس مازال يقبع في أروقة التسوية النووية وحتى بزوغ فجر تسوية تمتد من اليمن إلى سوريا ستمر حتما في لبنان. وحدها كتلة القوات اللبنانية حضرت بكامل عددها. ربما انسجاما مع موقفهم الرافض للشغور أو إنسجاما مع موقف البطاركة الموارنة الذين جددوا بالأمس مطالبة "الكتل السياسية والبرلمانية بتحمل مسؤولياتهم الدستورية الخطيرة بانتخاب رئيس للجمهورية".

 

لم يعتل أي من النواب المنصة اليوم للإدلاء بتصريح يتهم فيه الفريق  الآخر بالتعطيل. لسببين، الأول يتعلق بالتطورات الميدانية  على الحدود الجنوبية للبنان بعد العملية التي تبناها حزب الله. والثاني مرده  إلى مراعاة جميع الأطراف لأجواء الحوار القائمة، بين "المستقبل" و"حزب الله" من جهة و"التيار الوطني الحر" و"القوات" من جهة ثانية، حيث أن هناك اتفاقاً ضمنياً على تهدئة الخطاب السياسي.

 

الكتلتان الداعمتات لانتخاب رئيس والمعنيتان بشكل أساسي بالحوارات  الثنائية، أي المستقبل والقوات، تركز أوساطهما على العملية العسكرية التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا. يقول عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت لـ"االمدن": "إن أحداث الجنوب دفعت بالنواب إلى الإمتناع عن الإدلاء بالتصاريح الإعلامية كما كان يحدث في الجلسات السابقة". يرى فتفت أن أحداث الجنوب خطفت الأنظار عن ساحة النجمة، لكنه لا يخفي التراخي الذي حصل في جلسة اليوم لأن "فالكل يعلم أنه أن لا إمكانية لعقد جلسة إنتخابية اليوم ومن أتى لحضور الجلسة جاء فقط من أجل حماية خيارات كتلته السياسية المتمسكة بضرورة الإنتخاب".

 

"القوات" تتفق مع فتفت بعض الشيء ولكنها لا تعزو عدم إلقاء التصريحات إلى أحداث الجنوب فقط. يؤكد مصدر قيادي قواتي لـ"المدن" أن "ماحدث في الجنوب أدى إلى عزوف النواب عن الكلام، لكن ليس هذا هو السبب الوحيد، فللحوارات الثنائية الدائرة في البلد دور في التهدئة الخطابية". يعود المصدر ويؤكد على جذرية القوات في الموضوع الرئاسي. يقول: "نحن لا زلنا نتعاطى مع الجلسات الإنتخابية بمنتهى الجدية رغم شعور الحلفاء في قوى 14 آذار بأن الجلسات لم تعد تتعدى البعد الروتيني كون لحظة  الإنتخاب لم تحن بعد".

 

ومن جلسة إنتخاب الرئيس التي رحلت كسابقاتها، إلى لقاء الأربعاء النيابي. كانت الوجهة جنوبا. إذ أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات على أعلى المستويات لمتابعة  انعكاسات العملية  التي نفذت في مزارع شبعا. ونقل النواب عنه بعيد اللقاء قوله إن "التطورات المتسارعة بعد عملية المقاومة طغت على أجواء اللقاء، ناقلين عن بري تأكيده أن المنطقة التي حصلت فيها العملية هي أرض لبنانية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها