جلسة إنتخاب فاشلة.. ونصاب التضامن مؤمّن

لا جديد على صعيد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، سارت الجلسة الإنتخابية التاسعة على خطى سابقاتها، لا نصاب وبالتالي لا إنتخاب. ما زال عدد النواب الحاضرين إلى ساحة النجمة يتضاءل في ظل غياب أي متغيّرات جديّة قد تؤدي إلى إنتخاب رئيس. فقط خمسة وستون نائباً حضروا، منهم من دخل القاعة وخرج، ومنهم من لم يدخلها بل اختار إجراء محادثات جانبية مع زملائه تارة، ومع الصحافيين تارة أخرى.

بعض النواب سئم الكلام عن الموضوع الإنتخابي، كانوا يتداولون بأنه من الأجدى الحديث في مواضيع اخرى، لأنه على ما يبدو الإنتخابات الرئاسية مؤجّلة و"مطوّلة"، من تكلّم رئاسياً، أعاد تكرار مواقفه السابقة، الداعية إلى ضرورة تأمين النصاب والإقلاع عن التعطيل، لأن الجمهورية في خطر، والشغور الرئاسي يسهم في تعطيل كل الملفات الحساسة في الدولة، لأنه غير منفصل عن الشلل الذي يطال مجلس النواب والوزراء.

فالنائب ستريدا جعجع، أشارت في مؤتمر صحافي إلى ان القوات ما زالت على موقفها، ترفض الشغور وتدعو إلى إحترام الدستور والميثاق، وعدم توظيفهما في خدمة مصلحة أي شخص، "أتينا محترمين وكالة اللبنانيين وانتظرنا جلسة وجلستين وصولا إلى اليوم، ومضى شهران على الشغور وما زلنا ننتظر والسبب ان هناك فريقا من النواب لا يحترم الشعب اللبناني والدستور الذي انتخب بموجبه ويعطل الاستحقاق لاسباب خاصة".

جعجع، حمّلت الفريق المسيحي في قوى الثامن من آذار "مسؤولية المخاطر المترتبة على عرقلة الاستحقاق الرئاسي، "بدلاً من أن ننتخبَ رئيساً في هذه المرحلة الحساسة للمحافظة على أبرزِ وآخرِ معقل يجسد العيش المشترك الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، يتولّى هذا الفريق الذي يرفعُ شعار الدفاع عن حقوق المسيحييّن، نسفَ هذا الإستحقاق، لأن لا حظّ له في الوصول إلى الرئاسة".

أما النائب روبير غانم، فقد غمز من قناة النائب ميشال عون وحديثه عن ضرورة إنتخاب الرئيس من الشعب على مرحلتين، وهذا ما اعتبره غانم إنقلابا مباشرا على الدستور ويمسّ بجوهر لبنان ووجوده.

عدا هذا الكلام، كانت أسئلة الصحافيين موجّهة حول إستحقاقات أخرى، سلسلة الرتب والرواتب، قضية تصحيح الإمتحانات الرسمية، موضوع دفع أجور موظفي القطاع العام وإلى ما هنالك من مواضيع بعيدة كلّ البعد عن موضوع الجلسة الأساسي.

نصف ساعة من الإنتظار والمشاورات والأحاديث الجانبية، يخرج رئيس دائرة الإعلام في مجلس النواب محمد بلّوط حاملاً ورقة بيده، يقف أمام الصحافيين ليقرأ: "بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية فقد أعلن الرئيس بري تأجيل الجلسة الى يوم الثلثاء 12 آب". كما دعا الرئيس بري النواب الى جلسة للتضامن مع اطفال غزة ومع مسيحيي الموصل ظهر يوم السبت المقبل في 26 الحالي.