الأحد 2015/01/25

آخر تحديث: 16:38 (بيروت)

تحقيق حزب الله بغارة القنيطرة: فرضيتا الخيانة والهاتف المفتوح

الأحد 2015/01/25
تحقيق حزب الله بغارة القنيطرة: فرضيتا الخيانة والهاتف المفتوح
increase حجم الخط decrease

فرضت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في محافظة القنيطرة واقعاً جديداً على الحزب يوجب الغوص في التحقيق لمعرفة الثغرة التي استغلّها العدو الإسرائيلي لاغتيال عدد من القادة الحزبيين الكبار بالإضافة إلى جنرال إيراني هو محمد علي الله دادي، ويطلق عليه توصيف "ظل قائد فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني.

لا يغض الحزب الطرف عن أي احتمال. موضوع الخرق الأمني من قبل الموساد الإسرائيلي، ما زال تحت المجهر، لا سيما بعد اكتشاف عدد من العملاء داخل الحزب في الآونة الأخيرة، وعلى رأسهم نائب مسؤول وحدة العمليات العسكرية الخارجية، محمد شوربة، والذي كان في السابق المسؤول عن أمن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله. وإلى جانب موضوع الخرق، يأخذ الحزب في الإعتبار إمكان خطأ غير محسوب، أدى إلى الإستفادة الإسرائيلية منه.

وتقول مصادر مطّلعة جداً لـ"المدن" أن المعلومات قد تكون تسرّبت من طريق الخطأ، "وربما يكون أحد عناصر الموكب قد أخبر أحداً عن هذه الزيارة ووصلت المعلومة بطريقة او بأخرى إلى الإسرائيليين". ويضيف المصدر نفسه: "هذه العملية تشبه إلى حد كبير عملية اغتيال السيد عباس الموسوي، وبعد حصولها، شكّل الحزب لجنة تحقيق، وانطلق التحقيق من فرضيتين: الأولى عنصر خيانة، والثانية خطأ غير محسوب". ويكشف المصدر لـ"المدن" أن التحقيق الأوّلي ذهب في اتجاه اتهام أحد مرافقي السيد عباس، بإفشاء المعلومات ووضع جهاز إرسال في السيارة التي كان الموسوي يستقلّها، ليخلص التحقيق في ما بعد إلى أن الإسرائيليين حصلوا على معلومات أفادتهم بوجوده في إحدى الجنازات وتمت مراقبته على هذا الأساس.

وفي معلومات "المدن"، فإن حزب الله شكّل لجنة تحقيق، برئاسة عدد من الأمنيين الداخليين، للتحقيق في ملابسات الغارة وكيفية حصول الإسرائيلي على هذه المعلومات الدقيقة عن أماكن وجود القادة الذي قتلوا. ووفق مصادر "المدن"، فإن الحزب لديه جهاز خاص لمكافحة الخروق الأمنية والتكنولوجية التي قد يتعرّض لها الحزب، ويطلق على هذا الجهاز اسم "الأمن المضاد".

ينطلق التحقيق، في الشق التكنولوجي، من فرضية خطأ وقع فيه الجنرال الإيراني الذي اتصل بمفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، وأخبره بتوجهه إلى القنيطرة، فيما بقي هاتفه مفتوحاً خلال الجولة، ما مكّن الإسرائيليين من تعقّب الموكب (وهذا ما أوردته أيضاً صحيفة "معاريف" الإسرائيلية).

في أي حال، وأياً كانت الأسباب، فقد كان حزب الله يتعاطى مع موضوع توجيه ضربة إسرائيلية له بنوع من الإستهتار، إذ لم يكن الحزب يتوقع أي ضربة إسرائيلية في هذه المرحلة، لأنه يعتبر أن الإسرائيلي ليس في هذا الوارد، لا سيما في ظل انهماكه في الصراع السوري. وعليه، يبدو أن التعاطي الأمني افتقر إلى الحذر الكافي، وكان فيه نوع من الترف، خصوصاً أن الغارة نفذت بطائرة هليكوبتر، لا بطائرة حربية، وبالتالي، ووفق ما يشير خبراء عسكريون، فإن الحزب يمتلك صواريخ تستطيع إسقاط المروحية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها