الأربعاء 2015/06/10

آخر تحديث: 13:19 (بيروت)

أهالي القاع والراس: لنا الجيش فقط!

الأربعاء 2015/06/10
أهالي القاع والراس: لنا الجيش فقط!
الأهالي مطمئنون لإجراءات الجيش و"حزب الله" يدافع عن نفسه فقط (المدن)
increase حجم الخط decrease

شوشت اشتباكات جرود رأس بعلبك والقاع اول من امس على الجو الاعلامي الذي اشاعه "حزب الله" حول سيطرته على اجزاء واسعة من جرود السلسة الشرقية الفاصلة بين الاراضي اللبنانية وسوريا، فاستعادت البلدتان المتاخمتان للسلسلة الملتهبة، المخاوف من تسلل الارهاب المحتمي في جيوبها، تزامنا مع اصوات القصف التي ترددت فيهما، والتي تبين لاحقا انها ناتجة عن هجوم شنه عناصر من تنظيم "داعش" على مراكز لـ"حزب الله" في منطقة النعمات بأقصى شمال شرق السلسلة، استدعت هجوماً دفاعياً اسفر عن مقتل عدد من مقاتلي "داعش" بالاضافة الى مصادرة آليات وفقا للروايات التي تتردد.

 

أتت الإشتباكات بعد نحو 5 أشهر من معارك تلة الحمرا الاستراتيجية التي خاضها الجيش اللبناني في رأس بعلبك، والتي دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة الى المنطقة، سمحت بحسب ما تؤكد مصادر "المدن" بوصل مراكز الجيش امتداداً من جرود القاع الى جرود عرسال، لتشكل سداً منيعاً في وجه اي محاولة لتقدم المسلحين باتجاه المناطق السكنية.   

سبقت هذه التعزيزات حملة "تطهير عرسال من الارهابيين" التي اطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، منذ اسابيع، وما رافقها من محاولات ضاغطة على الحكومة لتعزيز المراكز العسكرية واطلاق يدها الدفاعية في المنطقة كما تقول المصادر.

 

نجح الجيش منذ معركة تلة الحمرا الاخيرة، بحسب ما يقول رئيس بلدية رأس بعلبك هشام العرجا لـ"المدن" في "إرخاء جو من الهدوء في البلدة، التي تقف خلف الجيش اللبناني في أي تحرك يقوم به، وتدعمه خصوصا في إستعادة جرود البلدة المحتلة منذ معارك القلمون الأولى". يشرح العرجا انه "منذ شهر حزيران 2014 وبعد حادثة خطف المواطن مخول مراد من كسّارة، على ايدي مسلحين تابعين للدولة الاسلامية في جرود رأس بعلبك، لم يعد أحد يجرؤ على التوجه اليها. وأهالي البلدة الذين يملكون بساتين شاسعة في المرتفعات، اهملوها في الموسم الحالي، بإنتظار تحرير الأراضي التي دُفع اليها المسلحون على اثر معارك القلمون الأخيرة".

 

في ظل حديث نصرالله عن تحرير 80 بالمئة من الجرود، يجزم اهالي رأس بعلبك ان لا شيء تغير بالنسبة لجردهم المحتل من قبل "داعش"، بل قلص هذا الوجود المستمر منذ اكثر من سنتين مساحات القرية الاوسع عقارياً على صعيد لبنان.

 

لا يلمس العرجا اي تقدم في استعادة جرود البلدة حتى الآن "فالمسلحون لا يزالون يطبقون عليها"، كما يقول، "من دون ان يملكوا قدرة على التقدم نحو البلدة، اولا بسبب السد المنيع الذي شكله انتشار الجيش على مرتفعاتهاـ وثانيا لأن ذلك يشكل انتحاراً عسكرياً للجهات المتطرفة التي تعلم ان رأس بعلبك هي خط الدفاع الاول عسكرياً عن الامتداد الشيعي الواسع الذي تشكله المنطقة، وبالتالي من الطبيعي ان تواجه اي خطوة غير محسوبة بإتجاه الراس بمقاومة شرسة ليس فقط من قبل اهالي البلدة بل من كل الجوار".

 

يدرك الأهالي جيداً خصوصية المنطقة جغرافياً، يقولون إن حراك "حزب الله" في الجرود، هو لحماية قراه ونفسه أولاً، لكنهم في المقابل على أهبة الإستعداد للدفاع عن قراهم، ولن يتكلوا على أحد بإستثناء الجيش، في حال تطورت الأمور.

 

وفق ذلك، استنفرت ترددات المعارك التي دارت مع تنظيم "داعش" في هذه المنطقة، ما يسمى في المنطقة بـ"هيئة الدفاع المدنية" بعد استرخائها لفترة، وهي شكلت سابقاً من العسكريين المتقاعدين، "لتكون عيون الجيش وظهره الحامي"، كما يقول العرجا، متحدثاً عن انضمام عدد قليل جداً من ابناء البلدة المسيحيين الى "سرايا المقاومة"، بينما القسم الأكبر بغض النظر عن التوجهات السياسية، يملك سلاحاً فردياً بما أن "الحرب الاهلية مرت من هنا ايضا"، إضافة الى طبيعة المنطقة.

 

يقول العرجا انه "عندما تكون هناك اراض محتلة، يتكتل اهالي البلدة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية لتحريرها. الا ان ذلك لا يعني ان اهالي رأس بعلبك هم في حالة عداء مع اي من بلدات الجوار، بل العلاقات ممتازة مع اهالي عرسال، كما اللبوة، والمطلوب واحد فقط استعادة الارزاق من تحت سيطرة الجهات المتطرفة".

 

تجدد الاستشعار بخطر التطرف بعد أشهر من هدوء الاجواء، أعاد مخاوف اهالي القاع، على الرغم من أن هذه المخاوف بدت مضبوطة وليست في الشكل الذي تسوق له بعض وسائل الإعلام. القلق الأساسي في القاع مرده كثافة اللجوء السوري، المنتشر على مسافات واسعة، ومن إمكانية أن يستخدم من قبل "داعش"، كدرع بشري، اذا ما اضطروا للفرار من المعارك الدائرة في الجرود، الا ان ذلك يبقى مستبعداً، وفقا للمحامي وديع ضاهر، أحد الناشطين في القرية، الذي يشرح لـ"المدن" أن "المنطقة ساقطة إستراتيجياً اولا بسبب طبيعتها السهلية، وثانيا لكونها محاصرة بامتدادي الهرمل والقصير الشيعيتين".

عموماً، يصف الأهالي إنتشار الجيش وإجراءاته بأنها لافتة، يثنون عليها، ويعولون عليها كذلك، الا ان ذلك لا يعني، وفقا لمختار البلدة سمير عوض، ان "الاهالي مرتاحون كليا، خصوصا بعد تجدد الاشتباكات"، خصوصاً أن المخاوف، بحسب الأهالي، إرتفعت بعد "التحرش بجيوب الارهابيين"، وما قد يحمله من "تداعيات غير محسوبة" ما "يبقي الاهالي في قلق يستدعي يقظة دائمة طالما ان لا نتائج ملموسة للانتصارات المعلنة حتى الآن".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها