الأحد 2015/03/01

آخر تحديث: 16:29 (بيروت)

معركة الربيع: بين الاعتماد على الجيش .. و"حزب الله"!

الأحد 2015/03/01
معركة الربيع: بين الاعتماد على الجيش .. و"حزب الله"!
القرى الشيعية تتكل على "حزب الله" والمسيحية على الجيش اللبناني (المدن)
increase حجم الخط decrease

من بريتال الى اللبوة، ورأس بعلبك والقاع، يستطيع اهالي القرى المحاذية للسلسلة الشرقية في البقاع الشمالي ان يسمعوا  اصوات القصف المتردد جراء الاشتباكات الدائرة مع عناصر جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش". هي معركة لا تنتظر قدوم الربيع لتبدأ، وانما يعيش سكان القرى البقاعية تفاصيلها، من خلال صور قتلى من يشارك فيها خلف الحدود، والمنتشرة على طرقات بعلبك، او من خلال استنفار الجيش اللبناني، وعملياته الخاطفة في الجرود الجبلية، وآخرها قبل ايام في رأس بعلبك.

لا يمكن التوقف في اللبوة وبريتال، حتى لالتقاط صورة، من دون ان يستوقف شخص مجهز بآلة لاسلكية ليسأل عن الهوية، ويتحقق من الكاميرا. وحتى في ظل حديث رئيس بلدية اللبوة رامز امهز لـ"المدن" عن "المعنويات العالية" لاهالي المنطقة  المستمد من واقع "جماعتنا المرتاحين على وضعهم"، يمكن استشعار حالة الترقب لـ"نوعية المعركة التي يحضر لها المتطرفون" في الجبال. معركة تتمنى زهراء امهز لو انه جرى تداركها سابقاً من خلال "دك مواقع المتطرفين مسبقاً، بدلا من افساح الوقت الكافي لهم لاستكمال تجهيزاتهم" متحدثة عن "رغبة قوية لدى حزب الله وجمهوره في اقتلاع المتطرفين، لولا الخوف من تحويل تقدمه في عرسال، الى فتنة سنية - شيعية".


لا يسمع في اوساط اهالي اللبوة خطاب الرضى على اداء الجيش اللبناني الذي يعبر عنه رئيس بلديتها، فاهالي اللبوة كما بريتال "اعتادوا الاتكال على ذاتهم وعلى قوة حزب الله في مواجهة كل خطر يأتيهم من بوابة الجرود". خطاب يسارع امهز الى تصويبه من خلال حديثه عن تحصين مواقع الجيش وتعزيزها، والقيام بخطوات استباقية تمنع المتطرفين من التقدم خطوة واحدة خلف مراكزه. مؤكدا ان "كل الاحزاب الللبنانية خلف الجيش اللبناني، وانما لحزب الله مواقع عسكرية وقوة تقاتل على الارض".

هذه القوة "غير الخافية على احد" هي اساس النظرة المختلفة الى "المعركة القادمة" بين القرى البقاعية المتاخمة للسلسلة الشرقية. يعتبر اهالي اللبوة أن رأس بعلبك هي "الخاصرة الرخوة". فمعابر السلسلة الملاصقة للقرية وخصوصا في منطقة المسيل، تشكل كما يقولون، ثغرة يمكن استغلالها للتوغل الى الداخل. ولكن ليست تلك الثغرة الوحيدة، كما يعتقدون، بل حالة الاسترخاء البادية على اهل الرأس، على رغم من التجارب المتكررة التي مروا بها في جرودهم.

يقر اهالي الرأس في المقابل بأن خط المسيل هو النقطة الاضعف، اما باقي  المعابر الجبلية فهي شديدة الانحدار وبالتالي لا امكانية لاستخدامها عسكرياُ. ولكن ليس هذا مصدر ارتياح الاهالي بل انتشار الجيش اللبناني. فعلى خلاف "جاراتها الشيعية" تتكل الراس على الجيش اللبناني. ويعرب  كل من شعلان مراد وطوني عرجا عن ارتياح شباب "الراس" لكونها تكاد تتحول الى ثكنة عسكرية. ويتمنيان لو ان حزم  القوى العسكرية في الايام الاخيرة، ارسي منذ مقتل النقيب البشعلاني والمعاون زهرمان في عرسال.

هدوء اهالي الرأس، يعكس ايضا حالة الترقب " للغزوة" التي تحضر في الجرود، والتي  يعتبر البعض انها باتت حتمية. "المشكلة قائمة"، يقول رفعت نصرالله، ويضيف: "اما حجمها وتداعياتها فهذا بيد الله وليس عندنا".

يدرك اهالي رأس بعلبك انهم قد يدفعون ثمن المعركة الاشد ضراوة في المنطقة. عرسال برأيهم "لن تهاجم من القوات المتطرفة في جرودها، واذا هوجمت، فالجماعات ستستهدف المؤسسة العسكرية، فيما خط الردع في القرى الشيعية تشكله جهوزية حزب الله فيها". وبرأي نصرالله فإن "حزب الله يحترم خصوصية القرى المسيحية، وبالتالي لن يتدخل فيها الا اذا طلبت هي المساعدة. وذلك غير وارد في ظل انقسام الاراء  بين من هم مستعدين لطلب المساعدة من كل من  يقدر على حمايتنا بمن فيهم حزب الله وبين  من يصر على البقاء خارج النزاع".

المعادلة نفسها تسري ايضا في القاع. يعول الاهالي ايضا على الجيش اللبناني، وعلى السهل الواسع الذي يفصل القرية الحدودية اللبنانية عن السلسلة الشرقية. وعلى رغم من أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقروا في مشاريع القاع بعد حرب القصير وصل الى نحو 30 الفاً، فان الامور في القاع كما يؤكد اهلها "مضبوطة".وتؤكد مصادر القاع  ان كل منافذها مراقبة بالكاميرات، وحتى تلك المحاذية للسلسلة، وهذه الكاميرات مربوطة بغرفة عمليات تضم 34 متطوعا من عسكريين متقاعدين، يسهرون على امن البلدة ليلا.

لا يريد ابناء القرى الملاصقة للسلسلة "سوى السترة". معركة الربيع التي يترقبونها سنويا، مختلفة عما تتداوله وسائل الاعلام عن تحضيراتها المرصودة في جرودها الجبلية. هم يتوقون لكسب معركتهم الزراعية، بعد ان ازهرت الارض ربيعا مبكرا. في ثقافتهم ان كل ما يزرع في الربيع يثبت في الصيف ويعطي ثماره، وبالتالي املهم كبير في حسم نهائي واخير لمعركة "اقتلاع التطرف"، تمهيدا لمرحلة استقرار حرموا منه منذ استجرار المعارك السورية الى الاراضي اللبنانية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها