السبت 2015/05/16

آخر تحديث: 22:12 (بيروت)

نصرالله .. مقدمات لحرب جرود عرسال؟

السبت 2015/05/16
نصرالله .. مقدمات لحرب جرود عرسال؟
نصرالله يتراجع عن إعلان النصر (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

متنوعة جاءت كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. لم يكن أحد يتوقع هكذا خطاب، لكن لا شك أنه تميّز في الجديد الذي أضفاه، وبدأ من وضعه الصحي، ليكمل "المزح" على خلفية تجرّعه للعصير أثناء إلقائه خطاباته، قائلاً: "ما أشربه هو الليموناضة، وانصح جميع الخطابيين بتناوله، وكل ما يشاع عن وضعي الصحي ليس صحيحاً بل يأتي في اطار الحرب النفسية، فلست أعاني من أي عوارض صحية".

بعد المداخلة الصحية، عرّج السيد على ذكرى النكبة، معتبراً أن الاحتلال الصهيوني بغطاء دولي لفلسطين هو الأساس الذي ولّد كل أزمات المنطقة. قليل من "النوستالجيا" للدخول الى المضمار الأساس، فالقلمون أم المعارك، والنصر فيها لا ينتظر صبر ساعة.

استعرض نصر الله مجريات معركة القلمون، مؤكداً انتصاره، وأنه "حصل العديد من المواجهات العنيفة، وكلها أدت الى تراجع المسلحين وانسحابهم تحت ضربات المقاومين"، ليشير الى أن الهزيمة المدوية ألحقت بالجماعات المسلّحة ما أدى إلى خروجها من المناطق كافة.

أعلن السيد نصره القلموني، وأكد أن المسلحين هزموا، وخرجوا من مناطق الاشتباك، ما أدى الى استعادة مساحة واسعة من المنطقة تبلغ ٣٠٠ كلم مربع،  لكن في الجملة التالية أشار الى أن عناصر الحزب ما زالوا في قلب المعركة، برغم انه تم تحقيق مستوى من الامان في المناطق المستعادة.

كرر نصر الله لازمة أن الخطاب يهدف الى كشف الأكاذيب والادعاءات، معتبراً أنه في ظل وجود المسلحين في المناطق المتبقية من القلمون وجرود عرسال، فإن الأمان لن يتحقق بالكامل، وهنا لم يخف أهمية القضاء على المسلحين في هذه الجرود، من دون توضيح كيف، لكنه دعا الدولة اللبنانية الى تحمل مسؤوليتها.

اللافت، أن نصر الله لم يسمِ التلال والمواقع التي تحدث اعلامه عن نصر فيها، معتبراً ان المعركة كانت في الكثير من التلال والجبال والأودية وما زالت مستمرة، كاشفاً عن أن عدد قتلاه في المعركة هو ١٣ فقط فيما مواقع اعلامية تابعة له نعت حتى الآن ٣١ قتيلاً.

الأغرب في خطاب نصرالله، هو غياب تلة موسى الاستراتيجية، التي تحدث الإعلام المقرب منه عنها طويلا، قبل أن يشن المعارضون هجوماً عليها ويتمكنوا من استعادة اجزاء منها بعد يوم واحد فقط على سيطرة مقاتلي الحزب عليها، وقبل ساعات من خطاب نصرالله.

ما يرجح إنتفاء النصر، الذي قيل أن الخطاب سيكون مخصصاً للإعلان عنه، ما كرره نصرالله مراراً من أن المعركة مفتوحة في الزمان والمكان، أما استعجال اعلان النصرة فله شأنه الجماهيري والمعنوي، وهذا ما تجسد في قول نصر الله: "إن لم تتحمل الدولة المسؤولية فأهل البقاع سيتحملونها، سائلاً "السياديين" إن كان من قتل الجيش واستباح الاراضي اللبنانية ثواراً أم إرهابيين، موجهاً الدعوة الى الدولة اللبنانية لتحمل مسؤوليتها، لكنه في الوقت ذاته اكد أن الحزب لا يسعى الى توريط الجيش في معركة القلمون.

في الشأن التفصيلي، يشير مرجع سياسي بارز لـ"المدن" الى أن نصر الله بدا كمراسل حربي  يشرح آخر الأحداث في منطقة معينة، مضطراً الى اللجوء الى تفصيل المنطقة وأهميتها وشارحاً حجم الخسائر التي تكبدها حزبه. وفي وقت كان نصر الله يتحدث بثقة عالية عن الانتصار على كل المساحة السورية، هلل اليوم في خطابه للسيطرة على ثلاثمائة كيلو متر وهذا ما يشير الى عمق الأزمة التي يغرق فيها والتي تتطلب حملة رفع للمعنويات تحتم عليه الإطلالة كل فترة قصيرة في سبيل شحذ الهمم. ويختتم المصدر ان كل ما تقدم لا يعول عليه، الأساس في كل هذه الكلمة أن نصر الله مصر على الغرق في هذه الحرب لهدف واحد اتى على لسانه وهو "نجحنا في ربط عدد من التلال والجرود بين الداخل السوري والداخل اللبناني من جهة بريتال ونحلة ويونين" وتؤكد المصادر أن هذه هي الإشارة الأصدق في كلام نصر الله الذي يستميت لحماية خط الإمداد هذا، وضمان وصول السلاح والمقاتلين من والى لبنان، بالإضافة الى الهدف الاساس وهو حماية دمشق عبر حماية الاوتستراد الدولي الذي يربطها بالساحل السوري عبر القلمون.

وبين كل ما تقدم، ينبغي التوقف عند المساحة التي أفرزها نصرالله للمواجهة المحتملة في جرود عرسال، وهو إكتفى، بالتأكيد أنه لم يسع إلى توريط الجيش، وأنه لا أمان كاملاً طالما أن المسلحين في جرود عرسال، إضافة إلى استعداد الشعب اللبناني وخصوصاً البقاعيين للمواجهة.

من فوائد الليموناضة الصحية ومعركة القلمون، انتقل نصر الله للحديث عن الواقع اللبناني معتبراً أن الحوارات لن تأتي بأي نتيجة، خصوصاً ان الحوار بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" لم يؤد الى نتيجة، داعياً الى إيجاد طرق أخرى للخروج الى الأزمة السياسية، عبر مناقشة مقترحات العماد ميشال عون الاخيرة، كما لم ينس الحديث عن واقع السجون في البحرين، قبل أن يعرج إلى لازمة اليمن، وهدم القبور، والوهابية السعودية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها