الأحد 2015/06/07

آخر تحديث: 15:37 (بيروت)

"إعلان النوايا".. ترعاه بكركي لتحصيل الحقوق المسيحية

الأحد 2015/06/07
"إعلان النوايا".. ترعاه بكركي لتحصيل الحقوق المسيحية
مساعي لجمع شمل "الأقطاب" تحت ستار "إعلان النوايا"
increase حجم الخط decrease

يستكمل النائب ميشال عون مرحلة تحضير ماكيناته الشعبية. يحاول شد العصب من خلال "حقوق المسيحيين". يبدو غير مستعجل في حسم الأمور، طالما انها ستسير غير ما يشتهيه في حال التنازل الباكر. لذلك، تؤكد اوساطه ان فترة الصيف ستطبع بطابع "الحماوة العونية"، الى ان تحين مواعيد القطاف أوائل الخريف.

 

من الآن وحتى ذلك الحين، سيتكرر المشهد على طريق الرابية: كل أسبوع لقاء مع هيئة من هيئات التيار الوطني الحر، يطل امامها عون موجّهاً رسائله ليسمعها من هم ابعد من حديقة دارته، ويتردد صداها بين السرايا الحكومية وعين التينة واليرزة خصوصاً.

 

في بعض جوانبها، تبدو كلمات الجنرال كل اسبوع نسخة طبق الأصل عن سابقاتها لجهة لازمة "القرارات الوزارية غير الشرعية والتي يجب ان تكون حكومية لا يتفرّد فيها أحد". من هنا، يتعامل الوطني الحر مع تأجيل تسريح المدير العام لامن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص "كأنه لم يكن". وفي الجلسة المقبلة للحكومة، سيقف وزراء التغيير والإصلاح ليطالبوا بسلة التعيينات الأمنية ممراً لتسيير العمل الحكومي. سيحملون الدستور بيد، ليشيروا الى أن خطوة وزير الداخلية نهاد المشنوق يمكن الطعن بها، طالما أن تعيين المدير العام حصل بقرار حكومي، واي تغيير يطاله يجب ان يصدر عن الحكومة مجتمعة، وسيرفعون لواء "الحقوق الدستورية"، المسيحية منها خصوصاً، على اعتبار أن التكتل المسيحي الأكبر هو صاحب الرأي والفصل في التعيينات المرتبطة بالمسيحيين، على غرار ما يحصل مع الطوائف الأخرى.

في هذا المسار، تؤكد دوائر الرابية أن "جنود هذا التوجه في المعركة الحكومية قد زوّدوا بجرعات تتحدى الملل، وأن بالهم سيكون طويلاً، اذ سيطالبون ويكررون من دون ان يعتكفوا او يستقيلوا...".

 

واذا كان هذا الستاتيكو سيطبع المرحلة الحكومية، فالخطة باء تتركز في الملعب المسيحي. وبعدما ابصر "اعلان النيات" بين الوطني الحر والقوات اللبنانية النور، تشير المعطيات الى أن المعنيين لن يكتفوا "بالصورة التاريخية" في الرابية بين الجنرال والحكيم، بل يتجهون الى تفعيل مضامين اللقاء من جهة، والسعي الى توسيعه من جهة أخرى.

 

وتؤكد معلومات "المدن" أن الاتصالات تنشط هذه الأيام على خط بكركي وبنشعي، لخلق قوة ضغط مسيحية على ملفات أساسية، ميثاقية ودستورية. وقد برزت في هذا السياق الزيارة التي قام بها النائب إبراهيم كنعان الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في الأيام الماضية، وتلك التي جمعته مع المفاوض القواتي ملحم الرياشي الى بكركي في الساعات الماضية. ولا تستبعد المعلومات امكان حصول زيارات لعون وجعجع وفرنجية الى بكركي، يمكن ان تتكلل بلقاء رباعي يجمع بين الرباعي على طاولة الصرح البطريركي، انطلاقاً من أن "الحقوق الدستورية للمسيحيين منتهكة منذ سنوات، واللامركزية الإدارية وقانون الانتخاب بقيت عناوين من دون ترجمة فعلية تراعي ما تقتضيه الشراكة الفعلية". ولا تستبعد الأوساط امكان فتح القنوات مع حزب الكتائب المنهمك هذه الأيام في انتقال القيادة من الرئيس امين الجميل الى نجله النائب سامي الجميل، على الرغم من الموقف الواضح الذي صدر عن "اللقاء التشاوري" الذي يضم إلى وزراء "الكتائب"، وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان.

 

وتشير معلومات المدن الى أن هذا المسار يحظى برعاية بكركي، وقد برزت في هذا السياق عظة البطريرك الماروني في الساعات الماضية، لجهة ذكره اعلان النيات بين التيار والقوات واعتبار انه " ترك اثراً طيباً وفتح امالاً جديدة في تمتين الوحدة، وأيقظ انتظارات انفراج، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن". ما يؤشّر الى ان وتيرة التنسيق بين بكركي والرابية ومعراب ناشطة أكثر من قبل.

 

في المحصلة، يؤكد المعنيون بما يجري انهم لم يفقدوا الامل بعد بالمفاتيح اللبنانية للمشكلة القائمة... فانتظار انعكاسات التطورات الخارجية لن يخدم مصلحة تحصين الساحة الداخلية وكسر الجمود القائمة على صعيد المؤسسات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها