الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 16:07 (بيروت)

اتصالات واشنطن – طهران لجمت تصعيد "المزارع"

الخميس 2015/01/29
اتصالات واشنطن – طهران لجمت تصعيد "المزارع"
التصعيد كان مستبعداً (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

ثلاث ساعات من التوتر عاشتها الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية العملية العسكرية التي نفذها حزب الله ضد القافلة العسكرية الإسرائيلية. ساعات الترقب والإنتظار كانت أطول، إلا أن الهدوء خيّم على الجنوب لاحقاً. التوقيت الآن ليست للحرب. ُضرب "حزب الله" في القنيطرة أي ضمن الأراضي السورية، فرد من الأراضي اللبنانية، باسلوب يحمل رسالة إلى الجميع بأنه المتحكم بمجريات الصراع والأمور، تاركاً في ما بعد مساعي لجم التصعيد للثنائي الأميركي – الإيراني.

استرجع "حزب الله" جمهوره بالأمس. وجه الضربة. وأعاد الإعتبار لمبدأ صراعه ضمن الخطوط المرسومة، اذ إن حدود اللعبة واضحة ولم يتم تخطيها. عاد إلى القتال في سوريا، تاركاً ايران تجهد في مفاوضاتها النووية مع الغرب، مدعومةً عسكرياً بذراع يضرب الخصم حين تقتضي الحاجة، لتحسين شروط التفاوض وتعزيز فرص المكتسبات الطامحة لها.

كل السياق السياسي والديبلوماسي يشير وفق مصادر مطلعة لـ"المدن" إلى أن العملية كانت مدروسة بشكل لا يسمح لها بأن  تتطور. تسارع الإتصالات الدولية مؤشر إلى ذلك، وحتى الرسائل التي أوصلها "حزب الله" الى الحكومة تفيد بذلك. وتؤكد مصادر شاركت في هذه الإتصالات أن الأجواء أوحت وكأن هناك تنسيقاً غير مباشر بين الطرفين لاحتواء الموضوع، فأتى الإعلان الإسرائيلي حول عدم الإنجرار الى حرب ثالثة مع لبنان، بمثابة اشارة أولى إلى امتصاص الضربة، قبل أن يؤكد في ما بعد وزير الحرب في الحكومة الاسرائيلية أن "حزب الله" أبلغهم عدم نيته التصعيد، فيما طالبوه بإعادة الهدوء إلى حدودهم الشمالية.

سريعاً عاد الهدوء إلى المنطقة. مصادر مطلعة تعتبر أن "حزب الله" سعى بشكل أساسي إلى تضخيم العملية. سمح غياب العمليات ضد العدو الإسرائيلي مؤخراً في تضخيم إضافي، خصوصاً أن مركز العمليات الأساسية اليوم في سوريا و"اذا اردنا النظر إلى تاريخ المواجهة بين الحزب واسرائيل وهو قام بعمليات أضخم من هذه ضد الاسرائيليين لكنه اليوم يحتاج إلى رافعة معنوية".

الأكيد وفق ما تؤكد المصادر أن نتيجة التهدئة حصلت بعد اتصالات إيرانية - أميركية عالية المستوى، اذ أبلغ الجانب الايراني نظيره الأميركي بأن ما جرى هو حدود الرد، مطالباً بالضغط على اسرائيل للجم أي تصعيد من قبلها. وعليه، تضيف المصادر، يكون "حزب الله" قد دخل في معادلة المفاوضات بين الطرفين الكبيرين، ليتكرس أكثر مبدأ تحريكه وفق مقتضيات المصلحية الإيرانية.

ليس بعيداً عن هذا الواقع، سيعمل الحزب على تكريس نفسه الطرف العربي الأقوى في معادلة الصراع، لا سيما في ظل غض الطرف الأميركي الاسرائيلي عنه، أي عدم التعرض له بأي ضربة طالما هو ضمن قاعدة الضوابط، هذا من الناحية الواقعية، أما من الناحية الإعلامية، والتي يصب الحزب معظم قوته في سبيل إنجازها، ستكون متمحورة على إعلان الحزب نفسه، حامي المنطقة متخطياً الجميع فيها بمن فيهم حليفه النظام السوري. بتعبير أدق أضحت المعادلة: الضربة حصلت في الأراضي السورية وحزب الله تولى الرد عليها، وهو الحصن المنيع وليست سوريا، وهو من حمى النظام السوري من معارضيه من الخارج.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها